والذي نراه اختلاف علماء الشرع في حكمهم على الوسواس القهري، فعالم مثل الجويني يرى في كتابه «التبصرة» أن الوسواس يحدث بسبب نقص في غريزة العقل، ويبدو أن العلماء السابقين معظمهم قالوا بأن سبب الوسواس هو الشيطان. ولكن نرى عالماً فاضلاً مثل أبي الفرج بن الجوزي يروي عن أبي الوفاء بن عقيل، أن رجلاً قال له: أنغمس في الماء مراراً كثيرة وأشك، فهل صح لي الغسل عند ذلك أم لا؟ قال له الشيخ: اذهب فقد سقطت عنك الصلاة، قال: وكيف؟ قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «رفع القلم عن ثلاث: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ» (رواه أبو داوود والترمذي)، ومن ينغمس في الماء مراراً، ويشك بعد ذلك هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون. ونقرأ لابن القيم قوله: «فإن قال الموسوس هذا مرض بليت به، قلنا له: نعم وسببه قبولك من الشيطان ولم يعذر الله أحداً بذلك، ألا ترى أن آدم وحواء لما وسوس لهما الشيطان فقبلا منه أخرجا من الجنة؟ ونودي عليهما بما سمعت، وهما أقرب إلى العذر لأنهما لم يتقدم قبلهما من يعتبران به، وأنت قد سمعت وحذرك الله من فتنته، وبين لك عدوانه، وأوضح لك الطريق، فما لك عذر ولا حجة في ترك السنة والقبول من الشيطان».
- هل الموسوس محاسب عام
- محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية - مكتبة نور
- من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (3) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام
- من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (1) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام
- حب الله - الكلم الطيب
هل الموسوس محاسب عام
وقال عمر -رضي الله عنه- إني لأجهر بصوتي وأنا في الصلاة، وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص لأبيه في قوله: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ أيُّنا لا يسهو؟ أيُّنا لا يحدث نفسه؟ فأخبره أن السهو عنها تأخيرها عن وقتها. ولكن على المسلم أن يحرص على الإقبال على صلاته. فإن كان في قراءتها، تدبرها وتأمل معانيها، حتى لا يتحدث بغيرها. وإن كان في دعاء أو ذكر، تعقله واستحضر ما يدل عليه. هل الموسوس محاسب سوفت. وإن كان في ركن كقيام وركوع وسجود، تفكر في سببه وحكمة مشروعيته، وأحضر قلبه فيه، وبذلك ينشغل بصلاته ويقبل عليها بكليته. ثم إن غلبه حديث النفس، فليحذر من الحديث بأمر الدنيا وشهواتها وأعمالها، والله يعفو ويغفر ما شذ عن ذلك، والله أعلم.
السؤال:
من السودان الخرطوم: (ع. هل يحاسب المصاب بالوساوس على وساوسه؟. ع. ع) يقول في هذا السؤال: إذا كان الشخص مريضًا نفسيًا بمرض الوسواس الذي يسيطر عليه في كل لحظة من عمره، ويصدر نتيجة لهذا المرض تصرفات خاطئة، فهل هذه الأخطاء يحاسب عليها؟ وهل هذه التصرفات تعتبر ابتلاء من الله ؟ وهل يؤجر على هذا الابتلاء؟ أم هي أفعال من الشيطان يحاسب عليها، ولا يؤجر عليه؟ وجهونا في ذلك. الجواب:
الوساوس من الشيطان مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:4] والواجب على من ابتلي بها أن يحذرها، وأن يضرع إلى الله، أن يعيذه من الشيطان، فيستعيذ بالله من الشيطان، يسأل ربه العافية، ويحذر من الاسترسال مع الوساوس؛ لأن الله أمره بالاستعاذة، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [فصلت:36] وقال -عليه الصلاة والسلام- في الذي سأله عن الوساوس؟ قال له: انفث عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من الشيطان، ومن شره ثلاث مرات، ثم انقلب على الجنب الآخر. فالمؤمن يتعوذ بالله من الشيطان، ولا يلين للوساوس؛ لأنها من الشيطان، ولا يؤجر على ذلك، بل هو مؤاخذ على ذلك، يخشى عليه من العقوبة والإثم إذا استرسل معه، وتساهل، فالواجب الحذر.
قال يحيى بن معاذ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده. فوائد من كتاب حسن الظن بالله
مرض أعرابي فقيل له إنك تموت، فقال وأين أذهب؟ قالوا إلى الله عز وجل قال فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه. فوائد من كتاب الزهد الجزء الثالث
عن الفضيل ابن عياض أن رجلاً سأله فقال: يا أبا علي متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل: إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء، فقد بلغت الغاية من حبه. فوائد من كتاب الرقائق الجزء الثانى
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: عشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، والمتعوضة بغيره عنه؛ فإذا امتلأ القلب من محبة الله، والشوق إلى لقائه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور
فوائد من كتاب الرقائق الجزء الرابع
قال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله
فائدة
من كتاب لا تحزن
يــا الله ﴿ يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ﴾: إذا اضطرب البحر ، وهاج الموج ، وهبت الريح ، نادى أصحاب السفينة: يا الله. حب الله - الكلم الطيب. إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق ، وحارت القافلة في السير ، نادوا: يا الله. إذا وقعت المصيبة ، وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب: يا الله.
محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية - مكتبة نور
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر
النوع: ورقي غلاف فني
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات: إننا في كنف مولف خاص، له مكانته المتميزة، وموضوعه المحبب إلى نفوس المؤمنين، كما أننا في رحاب مؤلف طبّق الآفاق شهرةً، وعرف بفكرة المتألق، واتباعه للهدي الإلهي، والمنهج النبوي، والاقتداء بالسلف الصالح في إيمانهم وفهمهم ومحبتهم لله الخالق عز وجل. محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية - مكتبة نور. أما المؤلف الكبير فهو العلامة الإمام ابن قيم الجوزية.... وقد قال فيه ابن كثير: كان ملازماً للاشتغال بالعلم ليلاً ونهاراً، كثير الصلاة والتلاوة، حسن الخلق، كثير التودد، لا يحسد، ولا يحقد". أما الكتاب فهو "محبة الله عز وجل" وفيه عمد ابن القيم إلى شرح المحبة، مبيناً دواعيها، ومحدداً منشأها ومعدداً مكوناتها. إقرأ المزيد
محبة الله عز وجل
الأكثر شعبية لنفس الموضوع
الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
أبرز التعليقات
من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (3) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام
الدين كلُّه يدور على أربع قواعد: حب وبغض, ويترتب عليهما فعل وترك, فمن كان حبُّه وبغضُه, وفعله وتركُه لله فقد استكمل الإيمان.
من درر العلامة ابن القيم عن المحبة (1) - فهد بن عبد العزيز الشويرخ - طريق الإسلام
محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية" أضف اقتباس من "محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية" المؤلف: عمر أحمد الراوي الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "محبة الله تعالى عند الإمامين الجليلين ابن تيمية الحراني وابن قيم الجوزية" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
حب الله - الكلم الطيب
قال الحسن وابن جريج: زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يحبون
الله، فقالوا: يا محمد إنا نحب ربنا، فأنزل الله تعالى هذه الآية. الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله:
فإلى من أراد أن يرقى من منزلة المحب لله، إلى منزلة المحبوب من الله، أقدم لك هذه
الأسباب العشرة التي ذكرها الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه العظيم "مدارج
السالكين" مع شرح مختصر لها. السبب الأول:
قراءة القرآن بتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبير الكتاب الذي يحفظه العبد
ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه، نعم فمن أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأ كتاب الله،
قال الحسن بن على: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها
بالليل، ويتفقدونها في النهار. ولهذا فإن رجلاً من أصحاب النبي استجلب محبة الله بتلاوة سورة واحدة وتدبرها
ومحبتها، هي سورة الإخلاص التي فيها صفة الرحمن جل وعلا فظل يرددها في صلاته، فلما
سُئل عن ذلك قال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأها، فقال النبي: ( أخبروه
أن الله يحبه). 5
السبب الثاني:
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة. قال رسول الله في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى: ( من
عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضته عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه،
ولئن استعاذني لأعيذنه).
المعطلة أنكروا المحبة فضربت قلوبهم بالقسوة عند الجهمية والمعطلة. لا يُحَبُّ لذاته ولا يُحِبُّ, فأنكروا حياة القلوب ونعيم الأرواح, وبهجة النفوس, وقرة العيون, وأعلى نعيم الدنيا والآخرة, ولذلك ضربت قلوبهم بالقسوة وضرب دونهم ودون الله حجاب... فلا يعرفونه ولا يحبُّونه. كتاب " الداء والدواء " كلّ محبة لغير الله فهي عذاب على صاحبها: كل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها... بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه الله بمحبة غيره, فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة, فإما أن يعذبه بمحبة الأوثان أو الصلبان أو النيران أو المردان أو النسوان أو الأثمان. أنواع المحبة: ههنا أربعة أنواع من المحبة, يجب التفريق بينها, وإنما ضلّ من ضلّ بعدم التميز بينها: أحدها: محبة الله, ولا تكفى وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله. الثاني: محبة ما يحبه الله, وهذه هي التي تدخله في الإسلام, وتُخرجه من الكفر, وأحبُّ الناس إلى الله أقومُهم بهذه المحبة وأشدهم فيها. الثالث: الحب لله وفيه, وهي من لوازم محبة ما يحب, ولا يستقيم محبة ما يحب إلا بالحب فيه وله.
فالأولى: محبة السابقين. والثاني: محبة المقتصدين. والثالثة: محبة الظالمين. فتأمل هذا الموضع وما فيه من الجمع والفرق, فإنه معترك النفس الأمارة والمطمئنة, والمهديُّ من هداه الله. كتاب " مدارج السالكين في منازل السائرين " منزلة المحبّة: من منازل { إياك نعبدُ وإياك نستعين} منزلة المحبة. وهي المنزلة التي فيها يتنافس المتنافسون, وإليها شخص العاملون, وإلى علمها شمر السابقون, وعليها تفانى المحبون, وبروح نسيمها تروح العابدون. هي قوت القلوب, وغذاء الأرواح, وقرة العيون, وهي الحياة التي من حُرمها فهو من جملة الأموات, والنور الذي من فقده ففي بحار الظلمات, والشفاء الذي من عدمه حلَّت بقلبه جميعُ الأسقام, واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كلُّه هموم والآم. هي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال, التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه. شرف أهل المحبة في الدنيا والآخرة: تحملُ أثقال السائرين إلى بلادٍ لم يكونوا إلا بشِقِّ الأنفس بالغيها, وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبداً واصليها, وتُبوِّئهم من مقاعد الصدق مقاماتٍ لم يكونوا لولا هي داخليها. تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة, إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب, وقد قضى الله.... أنّ المرء مع من أحب, فيا لها من نعمة على المحبين سابغة!