وقد قيل أن الاقرب إلى الصواب هو مناجاة المنافقين بعضهم بعضًا بِالإثْمِ والعدوان،
تفسير القرطبي
فسر القرطبي قوله تعالى: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، المقصود بالنجوى من الشيطان هو تزيين الشياطين للمسلمين ويوهموا أن المسلمين أصيبوا في السرايا، وقد كانوا يناجون النبي صلى الله عليه وسلم فيظن المسلمون أنهم ينتقصونهم عند النبي صلى الله عليه ، والتناجي شيئا إلا بإذن الله أي: بمشيئته وعلمه وبأمره.
تفسير قول الله تعالى &Quot; إنما النجوى من الشيطان &Quot; | المرسال
[ ص: 112] فصل منزلة التوكل ومن منازل: ( إياك نعبد وإياك نستعين) منزلة التوكل.
وعلي الله فليتوكل المؤمنون
والأمر الثاني: تعاطي الأسباب، والأخذ بالأسباب التي شرعها الله: من أسباب دخول الجنة، وأسباب السلامة من النار، وذلك بأداء ما أوجب الله من الطاعات، وترك ما حرم الله من المعاصي؛ هذه أسباب دخول الجنة. كذلك تعاطي ما ينفعه في الدنيا من الأكل والشرب واللباس والزراعة والتجارة والنجارة وغير هذا من الأسباب التي يحتاج إليها؛ فيفعل الأسباب التي بها نظام حياته، وبها سلامته، ويتعاطى الأسباب التي تنفعه في هذه العاجلة، وتعينه على طاعة الله ورسوله، ويتباعد عن الأسباب الضارة التي تضره في دينه أو دنياه، فالمعاصي تضره في دينه، وهكذا تضره في دنياه، وهكذا ما يضره في بدنه من طعنه نفسه أو بالسلاح أو إحراق نفسه بالنار أو إلقاء نفسه في المهلكات، كل هذه الأشياء ممنوعة يجب عليه أن يمتنع منها؛ لأن الله منعه منها.
4- الرَّابعُ: عَن أبي هُرَيْرةَ رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أقْوَامٌ أفْئِدتُهُمْ مِثْلُ أفئدة الطَّيْرِ » رواه مسلم. قيل معْنَاهُ مُتوَكِّلُون ، وقِيلَ قُلُوبُهُمْ رقِيقةٌ.