التحذير من الإسراف
اسم المدينة
القصب، المملكة العربية السعودية
تاريخ الخطبة
2/8/1433هـ
اسم الجامع
ا حمد بن حنبل
الخطبة الأولى
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. عباد الله:
مِن الأمراض الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، التي تُهدِّد الأمم والشعوب، حياة الترف القائمة على التبذير والإسراف، وتكمن خطورتها، أن حياة التَّرف والبذَخ سبيل للفسوق والفساد، ولذلك قيل: أن الترف هو بداية النِّهاية، والله جل وعلا يقول: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]. ومن طبيعة البشر أنهم إذا شعروا بالثراء واليسار توسَّعوا في النفقاتِ، وبالغواُ في الاستهلاك، وأهَدرُوا الأموال، بل لا يعرفون أيَّ معنًى لوفرةِ المالِ إذا لم يصاحبها استهلاكٌ أكثر، ورفاهيةٌ أشمل، وتمتُّعٌ بالكماليَّات أوسع، وقد صرَّح الله جل وعلا بذلك فقال:﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]، وقال: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 27].
- ايات عن الصحة في سورة الاعراف وتفسيرها – المنصة
ايات عن الصحة في سورة الاعراف وتفسيرها – المنصة
بحسب ما سبق ، لا بد من تجنب صور الإسراف في شهر رمضان ، واتباع الأشياء التي تقلل الهدر والهدر في رمضان لأنه ليس شهر رمضان ، بل شهر العبادة والمشاركة والعاطفة للآخرين. الأكل والأرق. هل تستطيع الحكومات تقليل الفاقد؟
يمكن للحكومات المساهمة في الحد من الهدر خلال شهر رمضان من خلال زيادة الوعي العام ، ووضع قوانين قوية ، وتنظيم حملات توعية تؤكد على الحاجة إلى مشاركة المجتمع ، بالإضافة إلى حملات توعية تهدف إلى إقناع الناس بالحد من الهدر. رفع بنوك الطعام في المناطق السكنية للاستفادة من فائض الطعام. وعلى الرغم من الدور المهم الذي تلعبه الحكومات في منع الهدر ، إلا أن حد الهدر يأتي من الالتزام بتعاليم إسلامنا ، لأن ديننا يدعو إلى الاعتدال لا الإسراف ، فهو يحرمها ويحذرها منها.
فليُعدَّ للسؤال جوابًا، وليُعدَّ للجواب صوابًا. ويبلغ الخطر شأنًا عظيمًا حينما يقع النَّاس في إلقاء المأكولات في المَوَاطن المُمْتَهَنَة -لا قدَّر الله- وهذا كفرٌ بالنِّعم، وسببٌ في تحوُّلها وزوَالها، وربُّنا -جلَّ وعلا- يقول: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء: 26 - 27]. ذكر الماوردي عن بعض أهل العلم قوله: "إن التَّبذير هو الإسراف المتلف للمال" ، وقال أبو عُبَيد: "المبذِّر: هو المسرف المفسد الآيس". يقول ربنُّا -جلَّ وعلا- محذِّرًا من الإنفاق فيما لا ينبغي، أو الزيادة على ما ينبغي: (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً) [الإسراء: 29]. أيها المسلمون: من أخطر أنواع الإسراف: إنفاق الأموال في الباطل وصرفها بالمحرَّمات، وأخبث هذا النوع: أن يوجِّه الإنسان أمواله بإفساد المسلمين وإغواء شبابهم، كمَنْ يوجِّه أمواله لبثِّ الهجوم أو لمحاربة الدِّين، كما يحدث في بعض وسائل الإعلام اليوم. يقول ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهم-: "التبذير إنفاق الأموال في غير حق" ، ويقول مجاهد: "لو أنفق الرجل مُدًّا في غير حقٍّ؛ كان مبذِّرًا" ، ويقول الزهري: "الإسراف -مبيِّنًا الإسراف الأعظم- بأنه إنفاق المال في المعاصي".