تحميل رواية كبرت ونسيت أن أنسى pdf – بثينة العيسى
تحدثوا لي باستمرار ً: تكبرين وتنسين. حينما سقطتُ وشجّ حاجبي،
حالَما أجبرتني معلمة الرياضيات على النهوض ووجهي للحائط
لأنني نسيت أن 7 × 6 = 42
وقتما انكسرت درّاجتي ولم يشتروا لي أخرى
لأجل أن لا أكسرها. وقتما انكسرت قنينة ُ روحي
وقتما لقي حتفه والداي
حالَما لم أمت أنا
حينما كان العالم بكثرة ً وأنا وحدي
حالَما نحر أخي دميتي لأن "الباربي" محرّم
وشطب قناة "سبيس تون" لأن "البوكيمون" محرّم. نقد / الوأد الثقافي... في رواية «كبرت ونسيت أن أنسى» لبثينة العيسى - الراي. حينما خلع صورة والدتي وأبي من البرواز ودفنها في الدرج المكسور
بغية لا تطرد الملائكة..
حالَما امتلأت شروخ الجدران بالشياطين
وقتما أجبرتُ على دخول كلية الإناث ،
حفاظاً على عفافي.
مقداد مسعود : الترشيق السردي /الكائن الوظيفي … (كبرت ونسيت أن أنسى) للروائية بثينة العيسى – الناقد العراقي
نصائح للأحبة بعد الانفصال يُوصى باتباع النصائح والإرشادات الآتية التي تُساعد الأحبة على النسيان وتجاوز الألم بعد الانفصال، أو تعرّضه للإساءة والخذلان من الشريك، ومنها ما يأتي: الاستفادة من التجربة الماضيّة رغم ألمها وانتهائها بالانفصال عن الشريك والنظر لها على أنها درس مهم يُفيد المرء في علاقاته القادمة، وعدم النظر لها على أنها تجربة قاسيّة وأن العلاقات جميعاً مُتشابهة أو بتلك النظرة السلبيّة. محاولة النسيان بالمُسامحة والصفح دون كره الشريك السابق وتحوّل المشاعر الداخليّة نحوه من عاطفة لأخرى؛ لأن الكره قد يكون سبباً لبقاء مشاعر داخليّة مُتناقضة تُرهق المرء في التفكير بسببها وبطريقةٍ تحوّلها، في حين أن المُراد هو نسيانه تماماً وعدم التفكير به وبطريقة انتهاء العلاقة معه، وشفاء الجروح والأوجاع، وتحقيق السلام الداخليّ بسرعةٍ دون مُعاناة. التعبير عن المشاعر التي تنتاب المرء أياً كانت من ألم وحزن بعدّة طرق ككتابتها مثلاً؛ حتى يتمكن من تقييم نفسه بين فترةٍ وأخرى ويتحقق من شفاءه تدريجيّاً مع مرور الوقت عندما يقرأ ما كتبه ويجد أنه لم يعد يكترث كالسابق، شرط أن يكون ذلك بشكلٍ صحيح دون أن يُرهق نفسه وهو يُحاول المُقاومة رغم الشعور بالألم.
أما روايتها "كبرتُ ونسيتُ أن أنسى" فتتناول قصّة الطفلة فاطمة، توفي والداها بحادث طرق وهي في الثالثة عشرة من عمرها، تولّى أخاها أمرها، عايشت بزوغ الحركات الدينيّة التي كفّرت كلّ شيء، من موسيقى وشعر ورسم، مُعنّفة باسم الدين والتقاليد التي تقمع المرأة في مجتمع ذكوريّ، يحرمها من طعم الحريّة ومذاقها، تلتحق بالكليّة لتتعرّف على عصام عبر الانترنيت فيكتشف أخاها الأمر ليحبسها في سرداب لسنوات ويحرمها التعلّم وكتابة الشعر ويزوّجها من صديقه، لكنّها تثور وتحطّم القيود بطلاقِها لتلتقي عصامها مجدّدًا وتتحرّر بكتابة الشعر لتتخلّص من الأحزان. جاء في بداية الرواية: "قالوا لي جميعًا: تكبرين وتنسين. مقداد مسعود : الترشيق السردي /الكائن الوظيفي … (كبرت ونسيت أن أنسى) للروائية بثينة العيسى – الناقد العراقي. المشكلة هي أنّني كبرتُ ولم أنسَ،
كبرتُ ونسيتُ أن أنسى.. "
هل فعلًا بإمكانها أن تنسى ما مرّت به من معاناة وعذاب إثر التغيّرات التي حلّت بها ومن حولها؟ "لم يكن اليتمُ هو وفاة والديّ. اليتمُ الحقيقي هو أنني لم أمت، وأن صقر لم يمت أيضًا، فقد بقي في العالم ليصير جلّادي، ليفتّش حقائبي بحجّة البحث عن علكة، ويتفحّص هاتفي بحجّة البحث عن رقم هارديز، وليراجع تصفّحي في الكمبيوتر ليتحقّق من أنّني لا أحيد عن صراط الفضيلة ولا أتحاور مع رجال في الفضاء السيبيري".
نقد / الوأد الثقافي... في رواية «كبرت ونسيت أن أنسى» لبثينة العيسى - الراي
في رواية "ارتطام.. لم يسمع له دوي" تناولت قصّة فرح الكويتيّة التي تلتقي في السويد بشاب كويتي من "البدون" يعيش في الغربة ويبدأ صراع الغربة والوطن، صراع الهوية والغربة عن الذات. أما في رواية "سعار" تناولت قصّة سعاد التي تعرض الزواج على حبيبها بعد محاولة اغتصابها من قبل صديق والدها وتغوص في زيف العلاقات الاجتماعيّة. تحليل رواية كبرت ونسيت ان انسى. أما في رواية "عروس المطر" فبطلتها أسماء ترحل بين المراهقة والنضوج لتتمرًد على العادات والتقاليد المتحجّرة والمتكلّسة. في رواية "تحت أقدام الامهات" تصوّر عالم المرأة، سلطتها وضعفها، ورضوخها للسلطة، أيّا كانت. في رواية "عائشة تنزل إلى العالم السفلي" تصوّر حياة عائشة التي يموت ابنها عزيز في سن الخامسة فتتحول حياتها إلى جحيم، متقلّبة بين الحزن والألم والأمل والحياة، قاربت الموت مرّات عديدة فتُصدم بعودتها للحياة. في رواية "خرائط التيه" تتناول رحلة حج عاديّة تتحوّل إلى مسلسل رعب وقلق يعيشه فيصل وسمية الكويتيّان وهما في بيت الله حيث يضيع مشاري -ابنهما الوحيد- فيَتيها، فلكلّ منّا تيهه الخاص به وكلّه مربوط ومتشابك ببعضه. في رواية "كل الأشياء" تتناول قلق الإنسان في ظلّ الهزائم والاغتراب والخيبة.
قراءة في رواية "كبرتُ ونسيت أن أنسى" بقلم:المحامي حسن عبادي "كبرتُ ونسيت أن أنسى"
وصايا زيارة مدينة الملاهي للصبيّة المسلمة: "أولًا: ممنوع أن أشتري شرابًا مثلّجًا أحمر لكي لا تحمرّ شفتاي ولساني. ثانيًا: ممنوع ركوب الحصان، ويسمح بركوب الحنطور. ثالثًا: ممنوع الركض والهرولة أمام الرجال. رابعًا: يسمح بشراء الآيسكريم ولكن ينبغي لعقه بطريقة لا تظهر اللسان. خامسًا: يجب التحفّظ على الدهشة، الصراخ ممنوع، الصراخ دليل على التهتّك وقلّة الحياء". تلك الوصايا وردَت في رواية "كبرتُ ونسيت أن أنسى"(ص. 71) للروائيّة الكويتيّة بثينة العيسى، الصّادرة عن الدار العربيّة للعلوم ناشرون - بيروت وتحتوي على 280 صفحة، وقد صمّمت الغلاف ديمة الغنيم (صدرت لها عدّة روايات: ارتطام.. لم يسمع له دوي، سعار، عروس المطر، تحت أقدام الامهات، عائشة تنزل إلى العالم السفلي، خرائط التيه، كلّ الأشياء وكذلك مجموعة نصوص بعنوان "قيس وليلى والذئب"). قرأت قصيدة "وحشُ الهيدرا" للشاعر الفلسطينيّ منتصر منصور الواردة في ديوانه الأخير "أنفاس العدم" فأخذتني ثانية للرواية، ولأعيد قراءتها من جديد! طرحت بثينة العيسى في رواياتها مواضيع متعدّدة وجريئة وبرعت في تصوير المواقف بأسلوب رشيق ومُمَيّز.
كتب كيف انسى شخص حبيته - مكتبة نور
المصدر:
الوصف
في هذا العمل تبدو بثينة العيسى أنثى متمردة أنثى تصوغ غضبها في صورة نصوص مبعثرة وتخرج إلى فضاءات جديدة، بعيداً عن تلك الحديقة التي تأسر ورودها بقيود الأعراف، فتحضر المرأة/ الكاتبة التي تقول حكاية المرأة العربية ولكن بنوع من الكتابة الأنثوية الفائقة الكيد في تناولها تفاصيل الحكاية، وتشريحها لهذا المجتمع الذي يمثله الرجل في قسوته وذكوريته وشرقيته، وإن بلغة شاعرية بامتياز، تجد ضالتها في المفردة السهلة الممتنعة، الدالة على روح المعنى. نقرأ لها: "أحتظن دماري لأكتب.. أنا مكسورة في داخلي.. أجبرني يا جبار.. علمني كيف أصلي.. صلاة تخصني وحدي.. آتني لغتي.. آتني لغتي يا رب اللغة.. آتني لغتي كي ابتهل لك.. لك السبحانُ والمجد.. آتني لغتي جميعها.. آتنيها كي أفكر، كي أكون.. كي أعرفني، كي أعرفك". إذن هي تفلسف السرد ليكون حمّال أوجه، تطرح من خلاله ما تود إخباره عن بنات جنسها وهي تروي حكاياتهم. وإن ببساطة السرد كما في عبارتها على لسان البطلة: " أنا شاعرة في السر، أكتب الصمت وأذوب فيه، العالم لا يتسع لقصائدي". فهل نحن أمام أنثى سحرية، أم شاعرة وكاتبة معاً لم تنوجد في هذا العالم كما نتصورها، أم هي أسئلة الوجود الأزلية التي تتناولها بثينة العيسى في نصها وبمهارة لغوية تأخذنا معها وبطواعية نحو نهايات تختارها، فتصدمنا بما يغاير ويناور ويوارب، لتكون لغتها الأقدر على تمثيل اللحظة وإشكالية السؤال.