والثاني: أنه جاء بضميره دون اسمه الظاهر؛ شهادةً له بالنباهة والاستغناء عن التنبيه عليه، والثالث: الرَّفْعُ من مقدار الوقت الذي أُنزل فيه. ما المعنى العام لسورة القدر؟ يخبرنا الله تعالى في هذه السورة أنه أنزل القرآن الكريم في ليلة القدر؛ أي بدأ نزول القرآن فيها بنزول الآيات الأولى من سورة العلق، أو نزل القرآن جُملةً من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مُنجَّمًا على النبي صلى الله عليه وسلم، بحسب الوقائع، في ثلاث وعشرين سنة. و"ليلة القدر" هي ليلة التشريف والتعظيم، إذ جعلها الله محلاً لنزول القرآن فيها، ولتنزل رحماته ومغفرته لعباده الصالحين.. تفسير سورة القدر - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. أو هي ليلة التقدير؛ لأن الله تعالى يُقدِّر فيها لعباده ما يشاء تقديره من الأمور والأحكام. وقيل أيضًا في تسميتها: لأن العمل الصالح يكون فيها ذا قدر عند الله لكونه مقبولاً ومضاعَفًا؛ فالعمل الصالح في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحري ليلة القدر والاجتهاد فيها. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد مرفوعًا: "فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر". قال الحافظ ابن حجر في (الفتح)، بعد أن ذكر اختلاف آراء العلماء في تعيين ليلة القدر: "وأرْجَحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث الباب، وأرجاها أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين".
- تفسير سورة القدر
- تفسير سورة القدر - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القدر - الآية 3
تفسير سورة القدر
وهو كتاب محفوظ من التبديل والتحريف والتناقض: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: 82). هذا ما يجب أن نعتقده في القرآن الكريم، بحسب سورة القدر التي تؤكد ربانية مصدره ومنبعه.. وإذا كان الأمر كذلك، فواجبنا مع القرآن الكريم هو الإيمان بكل ما فيه والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه؛ وليس مجرد تلاوته باللسان تلاوةً لا يتبعها عمل ولا يترتب عليها سلوك. قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى. وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه: 123، 124). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القدر - الآية 3. و قال ابن عباس في قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} (البقرة: 121): "يتبعونه حق اتباعه". وقال عبد الله بن مسعود: "كان الرجل منّا إذا تعلم عشر آياتٍ، لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيَهنّ والعمل بهنّ". ـ ـ القَدْر: أما الكلمة الثانية التي نقف معها فهي كلمة "القدر"، كما هو عنوان السورة والذي تكرر في ثلاثة مواضع منها. و"القدر"، كما سبق الإشارة، من: الشرف والمكانة والعظمة؛ فيقال: فلان ذو قدر.
تفسير سورة القدر - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
وسورة القدر فيها 3 إشارات حصلنا فيها على نتيجة مشتركة وهى أن ليلة القدر ربما تكون هى الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان كما أن هذا التحليل الحسابى لسورة القدر يرفضه باحثون آخرون ويعتمدون على أنه لماذا علينا أن نجمع الحروف فى مكان ما وفى مكان آخر نطرحهم أو نضربهم؟ ولماذا تم إهمال الأحرف المشددة واعتبارها حرف واحد فقط لكن يقع في الهدف من ليلة القدر هو التعبد والتقرب من الله، أيّا ما كان اليوم وتريا أم زوجيا، السابع والعشرين أو أى يوم آخر. فضل ليلة القدر
1- في ليلة القدر غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760). سوره ان انزلناه في ليله القدر. 2- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3- فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ». 4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القدر - الآية 3
ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ، قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: { الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}[الفاتحة: 2] هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ" [2] ، والمقصود بالسبع المثاني في هذا الحديث الشريف هي سورة الفاتحة ، وسُميت كذلك لأنّها تُثنّى في الصلاة وتُقرأ في كلّ ركعة، وقد فرضها الله تعالى في كلّ صلاة بجانب سور القرآن الأخرى، ولا صلاة لمسلم بدونها. [3]
ماهي اطول سورة في القران
أطول سورة في القرآن هي سورة البقرة، وسورة البقرة من السور المدنيّة بإجماع المسلمين، وهي السورة الثانية بعد سورة الفاتحة في ترتيب السور القرآنية في المصحف العثمانيّ، يبلغ عدد آياتها ست وثمانون ومائتا آية، وبالإضافة لأنّ سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم ففيها أطول آية في القرآن وهي آية الكرسي، وهي أفضل آية في كتاب الله تعالى، ولسورة البقرة أسماء عديدة وهي السنام، والذروة، والزهراء، ولهذه السورة فضل عظيم.
وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون
في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية. ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: {
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في
ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول،
حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون
العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا
وثمانين سنة. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} أي: يكثر نزولهم فيها {
مِنْ كُلِّ أَمْر سَلَامٌ هِيَ} أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، {
حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر. تفسير سورة القدر. وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه،
خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر
الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].
إذا أردنا أن نلتمس سياقًا عامًّا تندرج فيه "سورة القدر" وخير ليلة القدر، فيمكن لنا أن نلاحظ أنها تندرج في سياق تقرير فضل القرآن الكريم، وسياق تقرير فضل شهر رمضان. ــ أما عن تقرير فضل القرآن الكريم: فلقد اختار الله تعالى لنزوله كتابه الكريم خيرَ الأزمان وأفضلَها، أي شهر رمضان. واختار من رمضان أفضل الليالي، أي ليلة القدر.. وهو ما أوضحته السورة الكريمة؛ إذ بينت أن القرآن أُنزل في ليلة القدر، وأن ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنها محلُّ تنزل الملائكة ونزول الرحمات. ــ وأما عن تقرير فضل شهر رمضان: فيكفي هذا الشهر الكريم فخرًا أن اختاره الله زمانًا لتنزل خير كتبه ورسالاته: القرآن العظيم، وزمانًا لخير ليالي العام: ليلة القدر. والقرآن ورمضان بينهما ارتباط وثيق؛ حتى إن أحدهما ليدل على الآخر؛ فالقرآن أُنزل في رمضان، ورمضان هو شهر القرآن؛ ولذا قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} ( البقرة: 185)؛ فعرَّف الشهرَ بما أنزل فيه، من دون سائر العبادات المشروعة فيه. وقد رأى الزمخشري في (الكشاف) أن قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر: 1)، يشير إلى تعظيم القرآن الكريم من ثلاثة أوجه؛ أحدها: أن أسند الله تعالى إنزاله إليه، وجَعَلَه مختصًا به دون غيره.