وهنا الزاد. ولا بد من العدة للجهاد. وهنا العدة.. وهنا ستجد يسرا مع كل عسر، وفرجا مع كل ضيق.. هذا هو الطريق! وتنتهي هذه السورة كما انتهت سورة الضحى، وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين: الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل الذي ينسم على روح الرسول - صلى الله عليه وسلم - من ربه الودود الرحيم. والشعور بالعطف على شخصه - صلى الله عليه وسلم - ونحن نكاد نلمس ما كان يساور قلبه الكريم في هذه الآونة [ ص: 3931] التي اقتضت ذلك الود الجميل. إنها الدعوة. هذه الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الشرح. وهي مع هذا وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه، ووصلة الفناء بالبقاء، والعدم بالوجود!
تفسير سورة الشرح للاطفال
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( ورفعنا لك ذكرك) قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ابدءوا بالعبودة ، وثنوا بالرسالة " فقلت لمعمر ، قال: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ، فهو العبودة ، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله. تفسير سورة الشرح للاطفال. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( ورفعنا لك ذكرك) رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ، ولا متشهد ، ولا صاحب صلاة ، إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن [ ص: 495] دراج ، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: " أتاني جبريل فقال إن ربي وربك يقول: كيف رفعت لك ذكرك ؟ قال: الله أعلم ، قال: إذا ذكرت ذكرت معي ". وقوله: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فإن مع الشدة التي أنت فيها من جهاد هؤلاء المشركين ، ومن أوله ما أنت بسبيله رجاء وفرجا بأن يظفرك بهم ، حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به طوعا وكرها. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية لما نزلت بشر بها أصحابه ، وقال: " لن يغلب عسر يسرين ".
تفسير سوره الشرح بالكتابة
وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من
الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك. واستدل من قال بهذا القول، على
مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.
تفسير سوره الشرح للاطفال
الكتاب: البحر المحيط في التفسير المؤلف: أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (ت ٧٤٥هـ) المحقق: صدقي محمد جميل الناشر: دار الفكر - بيروت الطبعة: ١٤٢٠ هـ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] صفحة المؤلف: [ أبو حيان الأندلسي]
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) قال: أمره إذا فرغ من صلاته أن يبالغ في دعائه. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( فإذا فرغت) من صلاتك ( فانصب) في الدعاء. وقال آخرون: بل معنى ذلك: ( فإذا فرغت) من جهاد عدوك ( فانصب) في عبادة ربك. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: قال الحسن في [ ص: 497] قوله: ( فإذا فرغت فانصب) قال: أمره إذا فرغ من غزوه ، أن يجتهد في الدعاء والعبادة. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( فإذا فرغت فانصب) قال عن أبيه: فإذا فرغت من الجهاد ، جهاد العرب ، وانقطع جهادهم فانصب لعبادة الله ( وإلى ربك فارغب). وقال آخرون: بل معنى ذلك: فإذا فرغت من أمر دنياك ، فانصب في عبادة ربك. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( فإذا فرغت فانصب) قال: إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب ، قال: فصل. تفسير سوره الشرح للاطفال. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ( فإذا فرغت فانصب) قال: إذا فرغت من أمر دنياك فانصب ، فصل. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله: ( فإذا فرغت) قال: إذا فرغت من أمر الدنيا ، وقمت إلى الصلاة ، فاجعل رغبتك ونيتك له.