محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين, بل إن إيمان العبد متوقف على وجود هذه المحبة, فلا يدخل المسلم في عِداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه ومن ولده ووالده والناس أجمعين, قال عز وجل: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} ( التوبة 24). وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). وهذه المحبة وإن كانت عملاً قلبياً, إلا أن آثارها ودلائلها لابد وأن تظهر على جوارح الإنسان, وفي سلوكه وأفعاله, فالمحبة لها مظاهر وشواهد تميز المحب الصادق من المدعي الكاذب, وتميز من سلك مسلكا صحيحا ممن سلك مسالك منحرفة في التعبير عن هذه المحبة.
لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه ابتغاء مرضات الله
فما هي الشواهد على محبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إنها لا تكاد تحصى، فقد ظهرت جلية واضحة في مواقف كثيرة ومواطن عديدة، وقد كانت أجلى وأوضح في الأوقات العصيبة أذكر منها غزوة أحد، لما خالف الرماة أمر رسول الله ودارت الدائرة على المؤمنين. يروي ابن هشام في السيرة عن ابن اسحاق وهو يصف المشهد يوم أحد: "وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، فَأَصَابَ فِيهِمْ الْعَدُوَّ، وَكَانَ يَوْمَ بَلَاءٍ وَتَمْحِيصٍ، أَكْرَمَ اللَّهُ فِيهِ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّهَادَةِ، حَتَّى خَلَصَ الْعَدُوُّ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَدُثَّ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى وَقَعَ لِشِقِّهِ، فَأُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَكُلِمَتْ [جرحت] شَفَتُهُ، وَكَانَ الَّذِي أَصَابَهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فحص المرضى. قال ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَّبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلَى رَبِّهِمْ!
لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فحص المرضى
الصفحة الرسمية للإعلامي: أنس القاسم. قال رسول الله(ﷺ): «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». 📚رواه البخاري.. #أنس_القاسم
More you might like
كانت رائحتهُ أطيب من ريح المسك وأطيب من ريح العنبر، فكان إذا مرَّ في طريق من طُرق المدينة، وُجد منه رائحة المسك، فيقال مرَّ رسول الله ﷺ ❤️. #أنس_القاسم
الحب هو غُلاماً صغيراً، ﻳﺴﻤﻊ ﺑﺈﺷﺎﻋﺔ ﻣﻘﺘﻞ رسول الله ﷺ، ﻓﻴﺨﺮﺝ كالإعصار ﻳﺠﺮ ﺳﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻕ ﻣﻜﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺳﻴﻔﻪ ﺃﻭﻝ ﺳﻴﻒ ﺳﻞَّ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ.. لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه بصيرة. إنه الزبير بن العوام، حيث قال فيه رسول الله ﷺ: "إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير". #أنس_القاسم
دعاء سيد الاستغفار، من قالها صباحاً موقناً بذلك دخل الجنة، ومن قالها مساءً ومات عليها دخل الجنة: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
لايؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه بصيرة
ومَن وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ؛ استلذَّ الطَّاعاتِ، وآثَرَها على غيرِها مِن عَرَضِ الدُّنيا، وتحمَّلَ المشَاقَّ في سَبيلِ اللهِ تعالى. يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: (( ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ اللَّهُ منه، كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ))؛ [متفق عليه]. في هذا الحديثِ العظيم، يُرشِدُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثِ خِصالٍ مِن أعْلَى خِصالِ الإيمانِ؛ مَن كمَّلَها وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ. حب أهل البيت وولايتهم تنفع في سبع مواضع . - منتدى الكفيل. فالخَصلةُ الأُولى: أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهُمَا، ومَحبَّةُ اللهِ تَنشَأُ مِن مَعرفةِ كَمَالِهِ سبحانه، فهو المتَّصفُ بصفاتِ الكمالِ والجلالِ والجمال، ويكونُ ذلكَ بالتعرُّفِ على أسمائِه الحسنى وصِفاتِه العُليَا. كما تَحصُلُ محبةُ اللهِ مِن استشعارِ نِعَمِهِ على العِبادِ وإحسانِهِ إليهم؛ فما مِن نِعمَةٍ إلا وهيَ مِنَ اللهِ تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53].
هذا كلام الخطابي. وقال ابن بطال والقاضي عياض وغيرهما رحمة الله عليهم: المحبة ثلاثة أقسام: محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد، ومحبة شف قة ورحمة كمحبة الولد، ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس، فجمع صلى الله عليه وسلم أصناف المحبة في محبته. قال ابن بطال رحمه الله: ومعنى الحديث أن من استكمل الإيمان علم أن حق النبي صلى الله عليه وسلم آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين، لأن به صلى الله عليه وسلم استنقذنا من النار وهدينا من الضلال. قال القاضي عياض رحمه الله: ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سنته والذب عن شريعته وتمني حضور حياته، فيبذل ماله ونفسه دونه. قال: وإذا تبين ما ذكرناه تبين أن حقيقة الإيمان لا يتم إلا بذلك، ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل، ومن لم يعتقد هذا واعتقد سواه فليس بمؤمن، هذا كلام القاضي رحمه الله، والله أعلم. السراج المنير.. نفحات حول حب الرسول | فتاوى وأحكام | الموجز. وأما إسناد هذا الحديث فقال مسلم رحمه الله: (وحدثنا شيبان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس. قال مسلم: (وحدثنا محمد بن مثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس) وهذان الإسنادان رواتهما بصريون كلهم، وشيبان بن أبي شيبة هذا هو شيبان بن فروخ الذي روى عنه مسلم في مواضع كثيرة، والله أعلم بالصواب.
[2] انظر: حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة، (ص 265). [3] رواه البخاري، (3 /1341)، (ح 6714). [4] رواه البخاري، (1/8)، (ح 15)؛ ومسلم، (1/39)، (ح 178). [5] الشفا بتعريف حقوق المصطفى، (2 /22). [6] رواه مسلم، (1 /64)، (رقم 336). [7] روضة المحبين، (1 /276).