وتشتبك في هذه الضفائر الجملتان الودية ونظيرة الودية المسؤولتان عن انقباض الأوعية وتوسعها، وعن الانتعاظ والاسترخاء وما يتعلق بتمام العمل الجنسي. وإذا أردنا أن نحدد ناحية الصلب المسؤولة عن هذا التعصيب، قلنا أنها تحاذي القطعة الظهرية الثانية عشرة والقطنية الأولى والثانية والقطع العجزية الثانية والثالثة والرابعة. معنى الصلب والترائب. أما (الترائب)، فإنها مشتقة من (الترب) أي الشيئين الندين المتكافئين. فسر بعض المفسرين معنى (الترائب) بأنه الأعضاء الزوجية المتماثلة في جسم الإنسان، كما في أصابع اليدين وعظمي الساقين، بينما حدده الطبرسي في (مجمع البيان) بأنه (العظم في صدر المرأة)، والعلامة الطباطبائي في (الميزان) بأنه (عظم الصدر). وأفضل ما يستقر الرأي عليه هو أن (الصلب) هو العمود الفقري في ظهر الرجل و(الترائب) عظمي ساقيه، فعبارة {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} تعود لـ(ماء دافق). والماء الدافق هو مني الرجل، فيكون معنى الآية: (يخرج مني الرجل من بين ظهره وعظمي ساقيه)، وهو ما يقول به آية الله معرفة أيضاً. نعود إلى كتاب (مع الطب في القرآن الكريم) حيث يذكر مؤلفاه: الماء الدافق هو ماء الرجل أي المني يخرج من بين صلب الرجل وترائبه -أي أصول الأرجل- أصبح معنى الآية واضحاً لأن معظم الأمكنة والممرات التي يخرج منها السائل المنوي تقع من الناحية التشريحية بين الصلب والترائب، فالحويصلان المنويان يقعان خلف غدة الموثة (البروستات) والتي يشكل إفرازهما قسماً من السائل المنوي، وكلها تقع بين الصلب والترائب.
معنى الصلب والترائب
والمشهور من كلام العرب: أنها عظام الصدر والنحر. وقال دريد بن الصمة:فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم وإن تقبلوا نأخذكم في الترائبوقال آخر:وبدت كأن ترائبا من نحرها جمر الغضى في ساعد تتوقدوقال آخر:والزعفران على ترائبها شرق به اللبات والنحروعن عكرمة: " الترائب ": الصدر ثم أنشد:نظام در على ترائبهاوقال ذو الرمة:ضرجن البرود عن ترائب حرة [ وعن أعين قتلننا كل مقتل]أي شققن. ويروى ( ضرحن) بالحاء ، أي ألقين. وفي الصحاح: والتريبة: واحدة الترائب ، وهي عظام الصدر ما بين الترقوة والثندوة. قال الشاعر [ الأغلب العجلي]:أشرف ثدياها على التريب [ لم يعدوا التفليك في النتوب]وقال المثقب العبدي:ومن ذهب يسن على تريب كلون العاج ليس بذي غضونعن غير الجوهري: الثندوة للرجل: بمنزلة الثدي للمرأة. وقال الأصمعي: مغرز الثدي. وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي إذا ضممت أولها همزت ، وإذا فتحت لم تهمز. وفي التفسير: يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب. ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدم وقاله الأعمش. وقد تقدم مرفوعا في أول سورة ( آل عمران). والحمد لله - وفي ( الحجرات) إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وقد تقدم.
قال: ثنا ابن يمان، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن أبي عياض، قال: ( التَّرَائِبِ): الصدر. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: الصدر. وهذا الصلب وأشار إلى ظهره. وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن إسرائيل، عن ثُوَير، عن مجاهد، قال: ( الترائِبِ) ما بين المنكبين والصدر. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( التَّرَائِبِ) قال: أسفل من التراقي. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: الصُّلْب للرجل، والترائب للمرأة، والترائب فوق الثديين. وقال آخرون: هو اليدان والرجلان والعينان. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: فالترائب أطراف الرجل واليدان والرجلان والعينان، فتلك الترائب. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي رَوْق، عن الضحاك ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: اليدان والرجلان.