وشاورهم في الأمر
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وشاورهم في الأمر
تفسير قول الله تعالى: " وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله "
معنى الشورى لغة: هو الأمر الذي يتشاور فيه، وهو استخراج الرأي بمراجعة البعض إلى البعض، من قولهم: شرت العسل إذا اتخذته من موضعه واستخرجته منه. قال القرطبي في ( تفسيره 2/252): ( والشورى، مبنية على اختلاف الآراء، والمستشير ينظر في ذلك الخلاف وينظر أقربها قولا إلى الكتاب والسنة إن أمكنه، فإذا أرشده الله تعالى إلى ما شاء منه عزم عليه وأنفذه متوكلا عليه، إذ هذه غاية الاجتهاد المطلوب، وبهذا أمر الله تعالى نبيه في هذه الآية). وقال ابن كثير عند ( تفسير هذه الآية 1/420): ( ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث تطييبا لقلوبهم، ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه، كما شاورهم يوم بدر في الذهاب إلى العير). وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
- وشاورهم في الأمريكية
وشاورهم في الأمريكية
وما كان للشورى أن تكون "مُعلمة" يجوز لولي الأمر أن يتبع أو يترك. فالذي جاءت به السنة من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعل الخلفاء الراشدين أنهم كانوا يعملون بما قرت عليه آراء الأغلبية. فالحاكم المسلم مقيد بالشورى، مقيد بالشريعة، مقيد بمسؤوليته الجنائية أمام القضاء، فهو أمامه كآحاد الناس. وينبغي أن يكون إلى جانب هذه القيود كابح دستوري قانوني يضع مسطرةً لمحاكمة ولي الأمر وعزله إن أخل ببَند من بنود البيعة التي تُشَكِّلُ مَعْقِد القوة في نظام الحكم الإسلامي. فإنه بعد "وشاورهم في الأمر" جاء "فإذا عزمت". الشورى مرحلة تهييئية للقرار. ينبغي أن يُتفاوَض فيه حتى يحصل الإجماع أو شبهه. بعدها يعزم الأمير، ويأمر، ويُطاع. البيعة من خصائص الحكم الإسلامي. هي عقدٌ يُلْزِمُ ذمة الأمير والمأمور، ويحدد مسؤولية الجانبين، ويوضح اختصاصات الحاكم وواجبـه، ويَحسم في مسألة أساسية من مسائل الحكم لا تزال الديمقراطية تتناولها بالتجربة والخطإ: هي مسألة القيادة. وللكلمة تاريخها في الديمقراطية،وجدَلٌ قائم حول مفهومها ومعاييرها. الديمقراطية تزداد اقتناعا بضرورة عنصر القوة في النظام الديمقراطي، ينشغل منظروها وممارسوها بالملاءمة بين أفُقية النقاش البرلماني وعمودية القيادة صاحبة القرار.
برزا من الصَّفِّ باستحقاقهما لاَ بوصولية أو تزلُّف لمن بيده السلطة. بعبارة العصر: كانا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار "المؤسسين التاريخيين" للإسلام. لا جرَم يقول لهما النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه:"لو اجتمعتما في مَشُورَة ما خالفتكما". رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمان بن غُنم رضي الله عنه. اختلف الفقهاء هل الأمر في الآية "وشاورهم" للإيجـاب أو التخيـير. وهل تجب الشورى على ولي الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تستحب؟ واختلفوا هل نتيجة الشورى مُلزمة أو مُعلمـة؟ وهل يستشـير في كل أمْرٍ أو في بعضه باختياره؟ هذه مواضيع السـاعة وأسئـلة الإسلاميين المُلِحَّةُ. وعلى اتجاه الجواب عنها يكون الحكم الإسلامي المبني على فقهِ ساداتنا المجتهدين القدماء رحمهم الله واختلافِهم إما استبدادا متلفِّعا باسم الشورى، أو سلطةً مقيدةً مشلولةً. يتوقف فقه المسألة أولا على طبيعة العلاقات بين المستشير والمستشار. فبين الذين نزل فيهم القرآن ونزل عليهم وبين رسـول الله صلى الله عليه وسلم كانت تسود المحبة والثقة والوفاء. كانوا تجمعهم الصحبة ويجمعهم الإيمان. كانوا يجمعهم سياق "وأمرهم شورى بينهم".