وقد اشتهرت مساجد إسطنبول بهذا النموذج، كجامع السليمانية الذي تميّز بمآذنه الشاهقة، والنحيفة بشكل مبالغ فيه، واستدارة بدنها المكوّن من حزمة من قنوات مقعرة، أو ضُلوع محدبة في وضع رأسي، وتحزمها نطاقات أفقية عدة، تعمَل كشرفات للمؤذنين، ثم تنتهي المئذنة في طرفها العلوي بمخروط ذي قمة حادة الزاوية. يتضح التطور الكبير بمئذنة نموذج قلم الرصاص، في رسومات المآذن، حيث يعكس مُيُولـه نحو الشكل المخروطي في الأعلى، ويظهر كالرمح الطويل، بفارق أحزمة الشُّرُفَات التي تحزم المنارة، كأساور تفصل بين الطبقات، وصولاً إلى الشكل المخروطي الذي زاد نحافةً، خُصُوصاً بعد تطور تقنية الصوت، والاستغناء عن الصعود للأذان. وهذا التطور الشكلي للمئذنة، يتجلى في المنارات الـست لجامع السلطان أحمد بإسطنبول (الجامع الأزرق) الذي شيّد في أثناء حكم السلطان العثماني أحمد الأول. فتح باب التطور على مصراعيه وفي ستينيات القرن العشرين، ظهرت تطورات إبداعية ونماذج جديدة، تشبه الصواريخ المتأهبة للانطلاق. العصر أطول زمناً من العهد. منارات مسجد الملك فيصل في إسلام أباد بباكستان، الذي جاء على شكل خيمة عربية سداسية الأضلاع. ويحوي الجامع أربع منارات، تحفّ بأركانه الأربعة، صُمِّمَتْ على شَكْل صواريخ بقواعد سُدَاسِيّة الأضلاع، تضيق بدرجة انحدارية تدريجية إلى الأعلى نحو 70 متراً، ثم يبدأ رأس المئذنة الذي يستدق أكثر منتهياً برأس صاروخي يعلوه الهلال، ليبلغ طول كل منارة 90 متراً.
- المآذن.. فن هندسة البناء الرأسي في العمارة الإسلامية
المآذن.. فن هندسة البناء الرأسي في العمارة الإسلامية
حرب طاحنة وقعت الحرب بين فرعين من غطفان، هما عبس وذبيان عبس، وقد نشبت في منتصف القرن «6» حروب ألجأت قبيلة أو قبائل عبس إلى الرحيل. ومن مشاهيرهم قيس بن زهير، والربيع بن زياد، وعنترة أبو الفوارس، وعروة بن الورد. المآذن.. فن هندسة البناء الرأسي في العمارة الإسلامية. و «داحس» هو اسم حصان أصيل ومشهور كان لـ «قيس بن زهير العبسي» و «الغبراء» هو اسم فرس شهيرة كانت لـ «حمل بن بدر الذبياني». وبدأت القصة حين تجادل قيس العبسي من بني عبس، وحمل الذبياني من بني ذبيان، حول أي الخيلين أسرع وأقوى، فاتفقا على إجراء سباق، وتراهنا على أن ينال صاحب الفرس السابق منهما 100 بعير. حضر الطرفان للسباق ووضعا شروطا ومكانا ومسافة، لكن المسافة كانت طويلة تستغرق أياما عدة، في شعاب صحراوية شتى، لكن حمل بن بدر الذبياني صاحب الغبراء، أوعز لأتباع له بأن يعترضوا طريق داحس إن وجدوها سابقة ففعلوا، وخوفوها وأسقطوها وفارسها، فتأخر فترة عن السباق، لتفوز الغبراء. انكشف الأمر لاحقا، فاشتعلت الفتنة، وتطاول حذيفة الذبياني على قيس العبسي، فهجم عليه الأخير وأرداه قتيلا، فثارت ذبيان، وقتلت مالك شقيق قيس، فاشتعلت الحرب وامتدت أعواما مديدة. مقاربات يقول الدكتور العويمري «الحرة التي يقع فيها قاع السباق، تزخر بعدد من المعالم الأثرية والتاريخية، بعضها يعود إلى العصور الحجرية، فهناك نقوش الشويمس والقور والمرير، والبصر وشجوى وغيرها، من العصر الحجري إلى العهد البابلي، والعماليق والحضارات التي أعقبتها، إلى العهد الإسلامي، والشواهد هناك كثيرة تتحدث عن حضارات أمم، سادت ثم بادت على مدى حقب التاريخ».
فحسن اختيار كل من الزوجين الآخر حق من حقوق الطفل في الإسلام، كما قال النبي ﷺ: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وقوله ﷺ: "تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم". حق الطفل في إثبات نسبه للطفل الحق في التمتع بنسبه الصحيح، وليس لأحد حرمانه من ذلك لمجرد شبهة عرضت إليه. فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: إن امرأتي ولدت غلامًا أسود، وإني أنكرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لك من إبل؟" قال: نعم. قال: "فما ألوانها؟" قال: حمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل فيهن من أورق؟" أي مائل إلى السمرة قال الرجل: إن فيها لورقًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأنى ترى ذلك جاءه؟" قال الرجل: يا رسول الله عرق نزعها. فقال النبي: "ولعل هذا عرق نزعه".