ومنذ ذلك الوقت،أصبح الرهان على التسوية الأميركية ركنا متناميا في محددات السياسة الرسمية الفلسطينية، إلى أن عقد مؤتمر مدريد العام 1991 ومن ثم وقع اتفاق أوسلو والدخول في متاهة المفاوضات العبثية. ولقد عملت الإدارات الأميركية على إطالة عمر هذه المفاوضات وضغطت من أجل العودة إليها في كل محطة وصلت فيها إلى طريق مسدود، ووظفت واشنطن مشهد التفاوض في تمرير أجندتها في المنطقة لجهة تحشيد عدد من الرسميات العربية في خدمة هذه الأجندة. بالمقابل، لم تمارس أية ضغوط على الجانب الإسرائيلي حتى في تنفيذ الاستحقاقات التي نص عليها اتفاق أوسلو. محمد السهلي تويتر. من هنا، وعندما جاءت إدارة ترامب،أخذت السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي مسارا مباشرا يستند إلى المساحة الواسعة من التطابق بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي بخصوص عناوين حل الصراع، وقد ساعدت في هذا الأمر التطورات العاصفة والحروب المدمرة التي شهدتها دول عربية عدة وما أدت إليه من انقسام وضعف في النظام الرسمي العربي، وخاصة مع تصاعد الهواجس لدى عدد من الرسميات العربية حول بقائها واستقرارها، ماجعلها ترى في الولايات المتحدة «منقذا» يمنع عنها ماتخشاه. وربما من هذه الزاوية لا ترى إدارة ترامب أي حرج في الإيعاز لهذه الرسميات بالإنفاق على تكاليف تطبيق صفقة ترامب، وتضغط بقوة لتسريع خطوات التطبيع مع الاحتلال.
- الكشف عن اعتقال السلطات السعودية للمصلح الاجتماعي د.محمد السهلي
الكشف عن اعتقال السلطات السعودية للمصلح الاجتماعي د.محمد السهلي
وهذه معادلة غير مسبوقة في عالم «البيزنس»، يدفع البائع بموجبها ثمن بضاعته، بعد أن يقوم بنفسه بإيصالها إلى عنوان «المشتري» آملا رضاه! في الأساس، لم تعترف الإدارات الأميركية المتعاقبة بالمضمون التحرري للقضية الفلسطينية. ومن هذه الزاوية نظرت إلى انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وسعيها لتجسيد الحقوق الوطنية لشعبها كعامل مهدد لاستقرار المنطقة، فيما كانت واشنطن، ومنذ تبلور المشروع الصهيوني في فلسطين، في مقدمة الداعمين لتحقيقه. لذلك، وعندما لحقت النكبة بالشعب الفلسطيني وتشرد معظمه خارج دياره وممتلكاته، سعت الولايات المتحدة إلى إزالة آثار هذه النكبة عبر مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين في مواقع لجوئهم وشتاتهم. الكشف عن اعتقال السلطات السعودية للمصلح الاجتماعي د.محمد السهلي. والمحطة الأولى التي غيرت فيها واشنطن من خطابها تجاه منظمة التحرير كانت إبان الانتفاضة الفلسطينية في نهاية العام 1987 ،التي وضعت القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي، وشكلت رافعة كبرى لتمكين الشعب الفلسطيني من تجسيد حقوقه الوطنية، بعد أن فشلت جميع وسائل القمع التي مارسها الاحتلال في إخمادها أو الالتفاف عليها. وجاء الخطاب الأميركي المستجد من زاوية الإيهام بأن التسوية السياسية ممكنة شرط إيقاف الانتفاضة.
وربما سيدفع هذا الأمر بنتنياهو لأن يحضر صفقة بديلة يطرحها على «يمينا » كي يحافظ على وحدة معسكره. فالحلقة المركزية في اهتمام نتنياهو في هذا المجال هو ت أمين أغلبية مؤيدة له في الكنيست، وهذا أمر غير ممكن حاليا على الرغم من انقلاب غانتس على تحالفه. فهو يدرك أن الأخير سيبقى في عداد منافسيه، حتى و إن وقع معه اتفاقا ائتلافيا، ويدرك أيضا أن الانتصار الحقيقي عليه لم يحسم عبر صندوق الانتخاب، ولن يحسم عبر تطويعه في الحكومة، بل بالتخلص منه و إخراجه من المشهد السياسي، كما كان شعار «التخلص من نتنياهو » في صدارة أهداف «كاحول لافان » في المحطات الانتخابات السابقة. وربما يجمع المراقبون على أن أداء نتنياهو على رأس س الحكومة الحالية، أو على رأس حكومة الوحدة عند ت شكيلها، إنما هو تحضير للانتخابات القادمة، إن كانت قريبة جدا أو أبعد من ذلك. ففي هذه الحكومة يتولى إدارة المواجهة مع كورونا، ويستخدم ذلك في الضغط على غانتس كي يتجاوز بعض مطالبه الائتلافية وين ضم إلى هذه المواجهة تحت قيادته، وبينت استطلاعات الر أي اتساع تأييده بين صفوف الجمهور، كما بينت تقدم الليكود في هذه الاستطلاعات التي منحته 40 مقعدا في الكنيست.