وروى النسائي وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((سَبقَ درهمٌ مائةَ ألف درهم))، فقال رجل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ له مال كثير أخذ من عَرَضه مائة ألف درهم تصدَّق بها، ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتَصدَّق به)) [16]. ولعل في هذا الذي أسلفنا بيانًا لفضل النيَّة الصالحة، وأنَّها جوهر العمل ورُوحه، وتلك خلاصة الجملة الأولى: ((إنما الأعمال بالنيات))؛ وتصويرًا صادقًا لجزاء العاملين، وأنه على حسب نيَّاتهم، ومرتبة كلٍّ من الإخلاص، وهم في ذلك درجات، وتلك خلاصة الجملة الثانية: ((لكل امرئ ما نوى)). جزاء المخلصين والمرائين:
ولما بيَّن - صلوات الله وسلامه عليه - أن الأعمال بحسب النيات، وأن حظَّ العامل من عمله نيته، خيرًا كان العمل أو شرًّا، أوضح جزاء المخلصين والمرائين في مثال من الأعمال التي تتَّحد صورتها ويختلف حُكمُها، والجزاء عليها باختلاف النية فيها إخلاصًا ورياءً، وصلاحًا وفسادًا، وكأنه يقول: إن سائر الأعمال على قياس هذا المثال. اختيار التمثيل بالهجرة:
واختيار التمثيل بالهجرة؛ لما لها من عظيم الشأن في ذلك العهد، ولعله تَحدَّث الحديث في إبَّان الهجرة من مكة إلى المدينة والدعوة إليها.
إنما الأعمال بالنيات الحديث
والتالي هو تخريج هذا الحديث الشريف:
" عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرء ما نوى
المقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا, وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد, فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح, وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح, فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح, وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا, من أجل ذلك عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم, وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة. ومن الأحاديث العظيمة التي وضحت هذا المعنى الحديث الذي في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله, فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها, فهجرته إلى ما هاجر إليه). فهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين, ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم, وابتدؤوا به مصنفاتهم, قال الإمام الشافعي رحمه الله: ( هذا الحديث ثلث العلم, ويدخل في سبعين بابا من أبواب الفقه, وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى). والنية هي القصد الباعث على العمل, ومقاصد العباد تختلف اختلافا عظيما بحسب ما يقوم في القلب.
انما الاعمال بالنيات صحيح البخاري
إعراب حديث إنما الأعمال بالنيات
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » ( [1]). إعراب الحديث
« إنما »: كافة ومكفوفة (الكافة هي ما ، والمكفوفة هي إنّ كُفت عن العمل وهنا لا تختص بالدخول على الجمل الاسمية. بل يجوز دخولها على الجمل الفعلية كقوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر:28] فهي في هذه الآية دخلت على جملة فعلية). « الأعمال »: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. « بالنيات »: « الباء »: حرف جر. « النيات »: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره كائنة أو مستقرة. ويجوز إعراب الجار والمجرور في محل رفع خبر المبتدأ. « وإنما »: « الواو »: حرف عطف « إنما »: سبق إعرابها. « لكل »: « اللام »: حرف جر. « كل »: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. « امرئ »: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
شرح درس انما الاعمال بالنيات
نستعرض معكم اليوم في هذا الموضوع من موقع قصص واقعية احداث قصة جديدة مسلية ومفيدة وتحمل عبرة عظيمة عن النية، القصة بعنوان إنما الاعمال بالنيات بقلم: يحيي بشير حاج يحيي نتمني ان تنال إعجابكم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم: قصص وعبر. إنما الاعمال بالنيات
عاد سمير إلى المنزل حزينا مهموما، وقد لا حظ والده ذلك عليه ، فسأله عن السبب،؟ فقال: لقد تصدقت على رجل ظننته فقيرة ، ثم أخبرني صدیقی عمر أنه محتال وليس فقيرا! وكنت أتمنی أن تكون صدقتي في يد فقير أو محتاج. قال الأب: اسمع ياسمير! سأقص عليك قصة شبيهة بما حصل لك ، ولعلك تجد فيها ما يخفف عنك: خرج رجل من بيته ومعه كيس من الدراهم يبحث عن فقير يتصدق علیه ، فرأي رجلا ممزق الثياب، فظنه فقيرة، فأعطاه الدراهم، وعاد إلى منزله مسرورا بما فعل. وفي الصباح تبين له أنه لص ؟! فحزن وأسف على خطئه ولكن ذلك لم يمنعه من أن يتصدق مرة أخرى! وفي اليوم التالي وضع الدراهم في كيس وهو مصمم على أن يعطي صدقته لمن يستحقها. فرأى امرأة بدا له أنها مسكينة، فوضع الدراهم في يدها، وعاد إلى منزله مرتاح النفس. وفي الصباح تبين له أنها أمرأة غير مستقيمة ؟! فحزن وتألم لأنه اخطأ في المرة الاولي والثانية.
انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى
9- صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت. 10-تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، نشر: دار الهداية. مفردات ذات علاقة:
موجبات الغسل
أحكام الصوم
فضل الحج والعمرة
معنى العبادة
العقود في الإسلام
الإخلاص
ترجمة نص هذا
الحديث متوفرة باللغات التالية
العربية
- العربية
الإنجليزية
- English
الفرنسية
- Français
الإسبانية
- Español
التركية
- Türkçe
الأردية
- اردو
الأندونيسية
- Bahasa Indonesia
البوسنية
- Bosanski
الروسية
- Русский
البنغالية
- বাংলা
الصينية
- 中文
الفارسية
- فارسی
إلى الله ورسوله
بأن يكون قصده بالهجرة طاعة الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. فهجرته إلى الله ورسوله
ثوابا وأجرا. لدنيا
من الدنو، أي: القرب، سميت بذلك لسبقها للأخرى، أو لدنوها إلى الزوال، وهي ما على الأرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة، وقيل: المراد بها هنا المال بقرينة عطف المرأة عليها. يصيبها
يُحصِّلُها. ينكحها
يتزوجها. فهجرته إلى ما هاجر إليه
كائنا ما كان. فوائد من
الحديث:
الحث على الإخلاص، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما ابتغي به وجهه. الأفعال التي يتقرب بها إلى الله -عز وجل- إذا فعلها المكلف على سبيل العادة لم يترتب الثواب على مجرد ذلك الفعل وإن كان صحيحا، حتى يقصد بها التقرب إلى الله. فضل الهجرة إلى الله ورسوله، وأنها من الأعمال الصالحة؛ لأنها يقصد بها الله. هذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء: مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث، وحديث عائشة: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ" فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب، فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح. يجب تمييز العبادات بعضها عن بعض، والعبادات عن المعاملات، وأنه لا يفرِّق بين الأعمال المتشابهة في الصورة إلا النية.