﴿ تفسير البغوي ﴾
( قال سنشد عضدك بأخيك) أي: نقويك بأخيك ، وكان هارون يومئذ بمصر ، ( ونجعل لكما سلطانا) حجة وبرهانا ، ( فلا يصلون إليكما بآياتنا) أي: لا يصلون إليكما بقتل ولا سوء لمكان آياتنا ، وقيل: فيه تقديم وتأخير ، تقديره: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا بما نعطيكما من المعجزات فلا يصلون إليكما ، ( أنتما ومن اتبعكما الغالبون) أي: لكما ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم حكى القرآن بعد ذلك، أن الله- تعالى- قد أجاب لموسى رجاءه فقال: قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ. شد العضد: كناية عن التقوية له، لأن اليد تشتد وتقوى، بشدة العضد وقوته. وهو من المرفق إلى الكتف. أى قال- سبحانه- لقد استجبنا لرجائك يا موسى، وسنقويك ونعينك بأخيك وَنَجْعَلُ لَكُما بقدرتنا ومشيئتنا سُلْطاناً أى: حجة وبرهانا وقوة تمنع الظالمين فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بأذى ولا يتغلبان عليكما بحجة. وقوله بِآياتِنا متعلق بمحذوف. أى: فوضا أمركما إلى، واذهبا إلى فرعون وقومه بآياتنا الدالة على صدقكما. وقوله- تعالى-: أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ مؤكد لمضمون ما قبله. من تقوية قلب موسى، وتبشيره بالغلبة والنصر على أعدائه.
تفسير قوله تعالى: قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا
وقال تعالى: ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) [ الأحزاب: 39] ، أي: وكفى بالله ناصرا ومعينا ومؤيدا. ولهذا أخبرهما أن العاقبة لهما ولمن اتبعهما في الدنيا والآخرة ، فقال: ( أنتما ومن اتبعكما الغالبون) ، كما قال تعالى: ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [ المجادلة: 21] ، وقال تعالى: ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) [ غافر: 51 ، 52]. ووجه ابن جرير على أن المعنى: ( ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما) ، ثم يبتدئ فيقول: ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) ، تقديره: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا. ولا شك أن هذا المعنى صحيح ، وهو حاصل من التوجيه الأول ، فلا حاجة إلى هذا ، والله أعلم. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
ف ( قال) الله عز وجل سنشد عضدك بأخيك أي نقويك به; وهذا تمثيل; لأن قوة اليد بالعضد. قال طرفة:بني لبينى لستم بيد إلا يدا ليست لها عضدويقال في دعاء الخير: شد الله عضدك. وفي ضده: فت الله في عضدك ( ونجعل لكما سلطانا) أي حجة وبرهانا فلا يصلون إليكما بالأذى بآياتنا أي تمتنعان منهم بآياتنا فيجوز أن يوقف على ( إليكما) ويكون في الكلام تقديم وتأخير.
المسار
الصفحة الرئيسة »
القرآن الكريم »
سورة القصص »
الآية 35
البحث
الرقم: 3313
المشاهدات: 6844
قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴿٣٥﴾
« الآية السابقة
الآية اللاحقة »