وقال الواقدي: حدثني محمد بن عبدالله عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قال: رفع عامر بن فهيرة إلى السماء فلم توجد جثته، يرون أن الملائكة وارته، وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون على ما أصاب عامر وأفراد السرية، وقنت الرسول شهراً يدعو الله على تلك القبائل، وقيل إنه عليه الصلاة والسلام دعا على قتلتهم خمس عشرة ليلة.
فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: قوموا فشيعوه إلى منزله، فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا صبأ وتفرقوا عنه. بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
قال الحسن: تذاكر سمرة وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله سكتتين: سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين. فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب فكان في جواب أبي بن كعب: أن سمرة قد صدق وحفظ. وعن أبي قتادة قال: قال لي عمران بن حصين الزم مسجدك قلت فإن دخل علي قال: فالزم بيتك، قال: فإن دخل علي بيتي قال: فقال عمران بن حصين: لو دخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله. أثره في الآخرين:
كان t عظيم الأثر في غيره، ويبدو ذلك جليا من هذا العدد الكبير من التلامذة الذين نهلوا من علمه، وتربوا على يديه، وهذا بعضهم:
1- بشير بن كعب بن أبي وكنيته أبو أيوب وهو من كبار التابعين. 2- بلال بن يحيى وهو من الطبقة الوسطى من التابعين. 3- تميم بن نذير وكنيته أبو قتادة وهو من كبار التابعين. 4- ثابت بن أسلم وكنيته أبو محمد وهو من الطبقة دون الوسطى من التابعين. 5- حبيب بن أبي فضلان وهو من الطبقة الوسطى من التابعين.
هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر يكنى أبا نجيد داره في سكة اصطفانوس بالبصرة. إسلام عمران بن حصين:
لم يذكر قصة لإسلامه، والذي ذكر أنه أسلم عام خيبر أي سنة سبع من الهجرة في نفس عام إسلام أبي هريرة رضي الله عنه. عمران بن حصين.. فضله ومكانته:
الملائكة تسلم عليه
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال لي عمران بن حصين إن الذي كان انقطع عني قد رجع يعني تسليم الملائكة قال وقال لي اكتمه علي قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف قال أرسل إلي عمران بن حصين في مرضه فقال إنه كان تسلم علي يعني الملائكة فإن عشت فاكتم علي وإن مت فحدث به إن شئت. وشهد غزوات وكان من سادات الصحابة استقضاه عبد الله بن عامر على البصرة فحكم له بها ثم استعفاه فأعفاه ولم يزل بها حتى مات فى هذه السنة قال الحسن وابن سيرين البصرى ما قدم البصرة راكب خير منه وقد كانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوى انقطع عنه سلامهم ثم عادوا قبل موته بقليل فكانوا يسلمون عليه وعن أبيه. وكان ممن اعتزل الفتنة ولم يحارب مع علي.
وكان من فقهاء أهل البصرة، وكان عمران بن حصين من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى
وقال محمد بن سيرين: أفضل من نزل البصرة من أصحاب رسول الله عمران بن حصين وأبو بكرة..
وقال الحسن: لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة...
أهم ملامح شخصيته:
الربانية: حيث أن الملائكة تسلم عليه ولا يحدث ذلك إلا مع إنسان بلغ من العبودية لله تعالى درجة عالية. بذل العلم للناس ونلحظ ذلك من كثرة من تعلموا على يديه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.