فتشكلت الجماعات والنخب الإسلامية وهي متشربة بالفكر السياسي الغربي وجعلوه موازن للخطاب السياسي الإسلامي تحت مرجعية فقه المقاصد والقيم والمبادئ العامة في الشريعة! ليخرج لنا جيل ممن يسمون أنفسهم نخب إسلامية يتصدرون المشهد الثقافي والفكري ليروجوا للفكر الغربي السياسي ويدعون للديمقراطية ذات الأصول الأغريقية الوثنية والرومانية المسيحية، لتحقق الحملات الصليبية المعاصرة ما عجزت عنه الحملات الصليبية الأولى! الشبهة الثالثة والعشرون : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ | موقع نصرة محمد رسول الله. والأخطر هو أن هذه الدعوات جاءت في أوج ثورات الربيع العربي ليتعدى أثرهم من الثقافة والفكر إلى الواقع السياسي ليمهدوا لأحزاب الحركة الإسلامية الطريق لإعادة إنتاج النظام العربي المنهار من جديد وعودة رجاله إلى السلطة من جديد كما في مصر وتونس والسودان واليمن. وها هي هذه النخب الوظيفية اليوم تسعى للترويج للفكر الإنساني والحضاري والاهتمام بهذه الأبعاد وتهميش البعد السياسي تحت شعار التنوير الإسلامي في الوقت الذي تواجه في الأمة حملة صليبية جديدة وخاصة في تركيا التي تواجه حصارا سياسيا غربيا وحربا إقتصادية ليخترقوا حصون الأمة من الداخل كما اخترقها القوميون من قبل!! الأحد ١٧ ربيع الأول ١٤٤٣ ٢٤ / ١٠ / ٢٠٢١
- اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت
اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت
{ وَالنَّطِيحَةُ ْ} وهي التي تنطحها غيرها فتموت. { وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ْ} من ذئب أو أسد أو نمر، أو من الطيور التي تفترس الصيود، فإنها إذا ماتت بسبب أكل السبع، فإنها لا تحل. وقوله: { إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ْ} راجع لهذه المسائل، من منخنقة، وموقوذة، ومتردية، ونطيحة، وأكيلة سبع، إذا ذكيت وفيها حياة مستقرة لتتحقق الذكاة فيها، ولهذا قال الفقهاء: { لو أبان السبع أو غيره حشوتها، أو قطع حلقومها، كان وجود حياتها كعدمه، لعدم فائدة الذكاة فيها ْ} [وبعضهم لم يعتبر فيها إلا وجود الحياة فإذا ذكاها وفيها حياة حلت ولو كانت مبانة الحشوة وهو ظاهر الآية الكريمة] { وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ْ} أي: وحرم عليكم الاستقسام بالأزلام. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ومعنى الاستقسام: طلب ما يقسم لكم ويقدر بها، وهي قداح ثلاثة كانت تستعمل في الجاهلية، مكتوب على أحدها "افعل" وعلى الثاني "لا تفعل" والثالث غفل لا كتابة فيه. فإذا هَمَّ أحدهم بسفر أو عرس أو نحوهما، أجال تلك القداح المتساوية في الجرم، ثم أخرج واحدا منها، فإن خرج المكتوب عليه "افعل" مضى في أمره، وإن ظهر المكتوب عليه "لا تفعل" لم يفعل ولم يمض في شأنه، وإن ظهر الآخر الذي لا شيء عليه، أعادها حتى يخرج أحد القدحين فيعمل به.
رواه عنه بسنده الإمام ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام (6/ 85). سبب نزول اليوم اكملت لكم دينكم. - قلتُ (أيمن): وعلى هذا فما كان حلالًا بالأمسِ فهو الحلالُ اليومَ وهو الحلالُ إلى يومِ القيامةِ، وما كان حرامًا بالأمسِ فهو الحرامُ اليومَ وهو الحرامُ إلى يومِ القيامةِ، وما أَصلَح واقعَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكل ما فيه هو عينُه الذي يُصلِحُ واقعَنا اليومَ بكل ما فيه، والمصلحةُ كلُّ المصلحةِ إنما هي في الاتباعِ وتركِ الابتداعِ. ومن قال غيرَ ذلك فهو يَزعُمُ أنَّ الإسلامَ لم يعُدْ يَصلُحُ، أو أنه يتَّهِمُ ربَّ العالمَين بأنه لم يَعلَمْ ما هو كائنٌ في زمانِنا حتى يُنزِلَ في كتابِه أو في سُنَّةِ نبيِّه ما نحتاجُه اليومَ، أو أنه – سُبحانَه- عَلِم لكنه ظَلَمَنا بتركِنا حَيارَى – اللهُ عما يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا....
- وقال حُذَيفَةُ: "فاعلَمْ أنَّ الضلالةَ حقَّ الضلالةِ أن تَعرِفَ ما كنتَ تُنكِرُ، وأن تُنكِرَ ما كنتَ تَعرِفُ، وإيَّاكَ والتلَوُّنَ؛ فإنَّ دينَ اللهِ واحدٌ ". مسند ابن الجعد 3083
- وقال: "إذا أحَبَّ أحدُكم أن يَعلمَ أصابَتْه الفِتنَةُ أم لا؟ فلْيَنظُرْ؛ فإن كان رأى حَلالًا كان يَراه حَرامًا، أو رأى حَرامًا كان يَراه حَلالًا فقد أصابَتْه الفِتنةُ".