فَقُلْنَ: وَبِمَ يا رَسُولَ اللَّهِ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ... ". أتدرون، أيها السادة، ما الغريب حقا في حديث أبي سعيد السالف؟
إن الغريب حقا، والمحزن للمرء المسلم، أن تكون هذه العبارة:" أُريتكنّ أكثر أهل النار" خطابا للنساء المؤمنات القانتات في يوم عيد" خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أضحى أو فِطر إلى المصلى"! إنها عيدية أبي القاسم - عليه الصلاة والسلام - لتلك النسوة، اللاتي آمنّ بالله، وصدقن رسوله، وجاهدن معه، فهل نقبل نحن أهل الإسلام اليوم أن تكون هذه هي عبارة المعايدة لنساء المسلمين؟ وهل نقبل قبلُ أن تكون هذه العبارة هي خطاب الرسول الرحيم؟ وبعد هذا وذاك أتنسجم هذه الجملة مع ما شُهِر به من امتلاك ناصية البلاغة، وإمساك زِمامها، والقبض على جوامع الكلم؟
هذا ما أسعى لكشفه في هذا المقال؛ رداً على كل من يسعى بجد إلى عزو هذا الحديث إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحجته أن أصحاب الحديث رووه عنه، وتركوه لنا في مدوناتهم. صحة حديث اكثر اهل النار من النساء اسلام ويب لتقنية المعلومات. إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفصح الناس، وأبلغهم، والبلاغة مراعاة مقتضى الحال! والأعياد مواسم فرح، وأزمان سرور، ينتظر فيها الناس أن يسمعوا ما يبعث في نفوسهم الارتياح، ويملؤها بالاطمئنان!
صحة حديث اكثر اهل النار من النساء اسلام ويب
ولا يغيب عنك، سيدي القارئ، أن الحديث خطاب للمسلمات وحدهن، وليس لجنس النساء؛ لأن غير المسلمات يدخلن النار بغير الصفتين المذكورتين في الحديث، فهن يدخلن النار بكفرهن وعنادهن، وبهذا يجعل الحديث المسلمات في زمن النبوة أكثر أهل النار في عصرهن! فهنّ أول من خُوطب به، وقُصِد بمعناه، والعلة المذكورة في الحديث - على القبول بوصف النساء بها وحدهن - تشمل هذه النسوة أولا، وغيرهن من المسلمات تبع لهن، وهكذا تكون المسلمات، من الصحابيات وغيرهن، على مر العصور أكثر دخولا للنار من أهل العناد والكفر والشرك! وهذا ما تكشفه لك جملة:" أكثر أهل النار"؛ فيكون من الألغاز المبنية على هذا الحديث أن تقول: مَنْ أكثر أهل النار؟ فيُجيبك هؤلاء المدافعون عن هذا الحديث، والمقدسون للأشخاص، الذين لا يُريدون الاعتراف بوقوع بعض الأخطاء منهم: إنهن المسلمات التي يكثرن اللعن، ويكفرن العشير! حديث ان النساء اكثر اهل النار - موسوعة. ولا يكون أمامنا حينئذ في الدفاع عن هذا الحديث المنسوب إلى الرسول إلا أن نجمع بين النصوص فنقول: إن هناك نارين؛ نارا لأهل الكفر والعناد، ونارا للمسلمين، يكون أكثر أهلها من المسلمات! وهكذا يُحل إشكال أن تكون النسوة المسلمات أكثر أهل النار، ولست أعرف حلا لهذه المعضلة سوى هذا الرأي المأفون!
صحة حديث اكثر اهل النار من النساء اسلام ويب لتقنية المعلومات
لماذا النساء اكثر اهل النار يوم القيامه اسلام ويب، " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ" لم تأتي هذه الآية الكريمة بعثاً، فالنساء هم زينة الحياة الدنيا كما وصفهم الله تعالى، وهذا الأمر لا يتخالف من وصف الرسول أن أكثر أهل النار يوم القيامة هم النساء، ولكن أيضاً ذكر أن أنهم أكثر أهل الجنة، فهذا لا يشمل التعميم، بل الاختصاص، فالنساء تمتلك فتنة كبيرة، إذا اتجهت إلى استخدامها فيما لا يرضي الله استحقت أن تكون من أهل النار، وإذا اتخذت من دون الله أرباب لها، أما إذا قامت بالامتثال لأوامر الله تعالى واجتنبت نواهيه، فتكون من أهل الجنة ونعيمها. لماذا النساء اكثر اهل النار يوم القيامه وردت العديد من الأحاديث التي تفيد أن النساء هن أكثر أهل الجنة و وكذلك أكثر أهل النار، ومن أسباب دخول من يدخل منهن النار إكثارهن اللعن وسوء معاشرتهن لأزواجهن وتبرجهن، وليس دخول النار عاماً في الجميع، فالله ملك عادل ورحيم، لا يظلم مثقال ذرة وإنما يجازي الناس بقدر إساءتهم وذنوبهم ومعاصيهم، مع تأكيد حرص الإسلام على ضرورة أن تقوم المرأة بحسن معاشرة زوجها وكذلك على الرجال أن يحسنوا معاشرة زوجاتهم.
صحة حديث اكثر اهل النار من النساء اسلام یت
فيجعل الكهنوت جزءا من الدين، وينسى أنه من آثار تدخلات رجال الدين المقلدين، وأتباعهم الذين لا يتقنون سوى استرجاع ما كان على ما كان، وهي صفة موجودة في المسلمين وغيرهم؛ فالكهنوت ثمرة طبيعية للتقليد، ونبتة يرعاها الإنسان حين يكون غيره أولى منه بالتفكير عن نفسه. ومن عجب أن هذا الفريق، العظيم عدده، والعالي اليوم صوته، يُقارن بين الأديان فيظلمها، ونحن نُقارن بين رجال الدين فنعدل فيهم، فهم بشر في جميع الديانات، وهم السبب وراء هذا الكهنوت، وأما الأديان كلها فلم تُحارب شيئا كالتقليد وثمرته (الكهنوت)؛ ولو رضيت بالتقليد، واتباع الأول، لما كان لها مشروعية أن تدعو الإنسان إلى التفكير، والتعقل، والتأمل! جريدة الرياض | أريتكن أكثر أهل النار. لم تكن الجملة، التي أوردتها من حديث أبي سعيد، هي المشكلة فقط، فثمة عبارة أخرى، هي أكثر إشكالا، وأعظم غرابة، وهي تُساعدني مرة أخرى على تأكيد الشك في الحديث، وفي نسبته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن رواه البخاري ومسلم وغيرهما من علماء سلفنا الماضين. لقد جاء في صدر هذا الحديث:" خَرَجَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في أَضْحَى أو فِطْرٍ إلى الْمُصَلَّى فَمَرَّ على النِّسَاءِ فقال: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ.
تاريخ النشر: الإثنين 16 شعبان 1426 هـ - 19-9-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 67212
182097
0
517
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو عن حديث للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: فلقد سمعت من عدة شيوخ وعلماء حديثهم عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلب بعد صلاة العيد من النساء أن يتصدقن وقال لهن (بما معناه طبعا)تصدقن فإني رأيت أن أكثر أهل النار من النساء فسألته أحد النساء وأهل الجنة فأجابها مع كل رجل امرأتان. أنا أعلم جيداً صدق أن أكثر أهل النار من النساء والرسول (صلى الله عليه وسلم) لا ينطق عن الهوى، ولكن سؤالي عن هذا الحديث بالذات فما هو النص الدقيق والصحيح له ومن هي المرأة التي سألت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وخاصةً إجابته بأن في الجنة مع كل رجل امرأتين وفي أي كتاب يمكنني إيجاده أرجو الإجابة؟ ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أشارت إليه السائلة هو في الحقيقة حديثان، الأول منهما هو ما ثبت في البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه كما في صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر اهل النار، قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير... صحة حديث اكثر اهل النار من النساء اسلام ويب. إلى آخر الحديث.
»، فتقابِلُ ذلك الإحسانَ بالجُحودِ والإنكارِ، فقد غَلَبَ استيلاءُ الكُفرانِ على فِعلِها، فكأنَّها مُصِرَّةٌ عليه، والإصرارُ يَجعَلُ الذَّنبَ اليَسيرَ كبيرًا، وذلك أنَّ حَقَّ الزَّوجِ عظيمٌ، فَيَجِبُ عليها شُكرُه، والاعترافُ بِفضلِهِ؛ لِقيامِه على أُمورِها، وصيانتِه وحِفظِه لها، وبَذلِ نَفسِه في ذلك، وقد أمَرَ اللهُ مَن أُسديَت إليه نِعمةٌ أن يَشكُرَها؛ فكيف بِنِعَمِ الزَّوجِ التي يَبذُلَها الرَّجُلُ للمرأة في عُمُرِها كُلِّهِ؟! ثمَّ وصَفَهُنَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّهنَّ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ، وأنَّهنَّ أذهَبُ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ، واللُّبُّ: العَقلُ الخالِصُ من الشَّوائبِ، فهو خالِصُ ما في الإنسانِ من قُواهُ، وهذا على سَبيلِ المُبالَغةِ في وَصفِهنَّ بذلِك؛ لأنَّه إذا كان الضَّابِطُ لأمرِه يَنقادُ لهُنَّ فغَيرُه أولى؛ فهُنَّ إذا أردنَ شَيئًا غالَبنَ الرِّجالَ عليه حتَّى يَفعَلوه، سواءٌ كان صَوابًا أو خطَأً! ثم بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلامةَ نُقصانِ العَقلِ؛ بأن شَهادة امرأتين تَعدِلُ شَهادةَ رَجُلٍ، وهذا تنبيهٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ما وَراءه، وهو ما نبَّه اللهُ تَعالَى عليه في كِتابِه بِقَولِه تَعالَى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فإنَّهُنَّ لا يُحسِنَّ تَذَكُّرَ الكلامِ، ولا ضَبطَهُ، ثم بيَّن نُقصانَ الدِّينِ بأنَّ المَرأةَ تَمكُثُ لَياليَ وأيامًا لا تُصلِّي؛ بِسَبَبِ الحَيضِ، وتُفطِرُ أيَّامًا من رمضانَ؛ بِسَبَبِ الحَيضِ.