أي: في أول النهار، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يبارك الله في أول النهار فيه لأمته؛ لأنه مستقبل العمل، فإن النهار كما قال الله تعالى معاش، وجعلنا النهار معاشًا، فإذا استقبله الإنسان من أوله صار في ذلك بركة. وأضاف الشيخ ابن عثيمين، هذا شيء مشاهد أن الإنسان إذا عمل في أول النهار وجد في عمله بركة، لكن - وللأسف - أكثرنا اليوم ينامون في أول النهار، ولا يستيقظون إلا في الضحى، فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة. صلاة الفجر من الأحكام الشرعية
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وقال علماء الدين إن الأحكام الشرعية الغيبية منها والعملية لها حِكم وفوائد تعود على العبد المؤمن بصفة خاصة، وعلى المجتمع الذي يحيط به بصفة عامة. وقد لا يدرك هذه الحكم العقل البشري، ولهذا فرض علينا التسليم من دون أن نقول (لم؟ وكيف)، كما قرر هذا كثير من السلف الصالح بناء على قوله تعالى (وقالوا سمعنا وأطعنا.. ). صلاة الفجر لا يتركها إلا منافق
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها، وخير نموذج لما أسلفت ذكره صلاة الفجر! تلكم الصلاة التي جعلها السلف أعظم ميزة بين المنافق والمخلص، فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه (ما كان يتخلف عنهما –أي الفجر والعشاء– إلا منافق معلوم النفاق).
رضاك خير من الدنيا وما فيها
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً من ركعتي الفجر كما حكته عنه عائشة رضي الله عنها، كما أن ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها حضراً ولا سفراً وهي أعظم نوافل الصلوات الراتبة، ومن فاتته قضاها كما جاءت بذلك الأخبار والآثار. شرح حديث: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً... )
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. وعندنا في هذا اليوم أولاً: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر)، والحديث متفق عليه كما ذكر المصنف.
تخريج الحديث
فقد رواه البخاري في صحيحه في كتاب التهجد، وهو كتاب التطوع أيضاً، فقد يسمى التهجد أو التطوع، باب تعاهد ركعتي الفجر، ومن سماهما: تطوعاً؛ لأنه جاء في بعض الروايات عن عائشة أو عن غيرها أنهم سموا ذلك: تطوعاً، فترجم البخاري رحمه الله تعالى: باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما أو سماها: تطوعاً، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتي سنة الفجر، والمصنف اقتصر على عزوه إلى الصحيحين، ولكن الحديث في الواقع موجود في أبي داود ، و الترمذي ، و النسائي ، فضلاً عن أبي عوانة في صحيحه، و البيهقي ، و البغوي ، و ابن خزيمة ، و ابن حبان.. وغيرهم.
كلمات رضاك خير من الدنيا وما فيها
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى
باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله 1880 حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) ( الغدوة): بفتح الغين: السير أول النهار إلى الزوال ، و ( الروحة) السير من الزوال إلى آخر النهار. ( أو) هنا للتقسيم لا للشك ، ومعناه: أن الروحة يحصل بها هذا الثواب ، وكذا الغدوة ، والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته ، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة أو روحة في طريقه إلى الغزو ، وكذا بغدوة وروحة في موضع القتال ؛ لأن الجميع يسمى غدوة وروحة في سبيل الله. ومعنى هذا الحديث: أن فضل الغدوة والروحة في سبيل الله وثوابهما [ ص: 26] خير من نعيم الدنيا كلها لو ملكها الإنسان ، وتصور تنعمه بها كلها ؛ لأنه زائل ونعيم الآخرة باق ، قال القاضي: وقيل في معناه ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا: أنها خير من الدنيا وما فيها لو ملكها إنسان ، وملك جميع ما فيها وأنفقه في أمور الآخرة ، قال هذا القائل: وليس تمثيل الباقي بالفاني على ظاهر إطلاقه.
خير من الدنيا وما فيها سوما
وهو آخر أهل الجنة دخولا للجنة. فيقول: أي رب! اصرف وجهي عن النار. فإنه قد قَشَبَنِي ريحها وأحرقني ذكاؤها. فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه. ثمَّ يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره! فيقول: لا أسألك غيره. ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله. فيصرف الله وجهه عن النار. فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت. ثم يقول: أي رب! قدمني إلى باب الجنة. فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك. ويلك يا ابن آدم! ما أغدرك! فيقول: أي رب! ويدعو الله حتى يقول: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره! فيقول: لا. وعزتك! فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق. فيقدّمه إلى باب الجنة. فإذا قام على باب الجنة انفهقت (انفتحت) له الجنة. فرأى ما فيها من الخير والسرور. فيسكت ما شاء الله أن يسكت. ثمَّ يقول: أي رب! أدخلني الجنة. فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت. ويلك يا ابن آدم! ما أغدرك! فيقول: أي رب! لا أكون أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه. فإذا ضحك الله منه ، قال: ادخل الجنة. فإذا دخلها قال الله له: تمنى.
وكان الحسن البصري يزيد على ذلك فيقول: (ليست النوافل لأمثالنا، إنَّما هي لمن كملت فرائضه). وقد مدح القرآن أصحاب مقام الخشية فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}. وهؤلاء ليسوا الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر، بل الذين يصلون ويصومون ويتصدّقون ويتخوفون ألا يُتقبل منهم. لقد كان السلف يرون حتى التوبة من فضل الله عليهم { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا}. (التوبة:118). وكانوا يدققون في أقوالهم ولا ينسبون لأنفسهم خيراً إلاَّ برحمة الله، فعن الربيع بن خيثم أَنَّهُ قَالَ: لَا تَقُلْ: أَسْتَغْفِر اللَّه وَأَتُوب إِلَيْهِ فَيَكُون ذَنْبًا وَكَذِبًا إِنْ لَمْ تَفْعَل بَلْ قُلْ: اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، و كانوا يقولون: (لا تفرح بالطاعة لأنها برزت منك ،و لكن افرح لأنها برزت من الله إليك). إنَّ من يعرف نفسه سيحسن الأدب مع ربِّه الذي يعلم خائنة عينيه وما يخفي صدره ويجعل أقصى أمله أن يحصل مثل أجر الرجل الذي ضحك الله منه، فقد ورد في الحديث أنَّ الله يفرغ من القضاء بين العباد يوم القيامة..
إنَّ من يعرف نفسه سيحسن الأدب مع ربِّه الذي يعلم خائنة عينيه وما يخفي صدره ويجعل أقصى أمله أن يحصل مثل أجر الرجل الذي ضحك الله منه، فقد ورد في الحديث أنَّ الله يفرغ من القضاء بين العباد يوم القيامة.. ((ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار.
&فإن قيل: لمَ خاطب الله تعالى اليهود بأن يركعوا مع الراكعين وهل كانت هذه التفاصيل المتعارف عليها في صلاتنا هي نفسها في صلاتهم؟ أقول: اعتمدت الدعوة الموجهة إليهم على هذه التفاصيل نظراً إلى أمرهم بالدخول في الدين الجديد، أما الركوع على حقيقته فقد اختفى أثره من حياتهم، وإن كان داخلاً ضمن التشريعات التي جاء بها الأنبياء، بدليل قوله تعالى: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا) مريم 58. وأكثر بياناً من ذلك قوله تعالى خطاباً لمريم: (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) آل عمران 43. فإن قيل: يظهر من الآية أن الأمر الموجه لمريم يتضمن دخولها في جمع المصلين، فهل هذا يعني أن المرأة يحق لها أن تصلي مع الجماعة؟ أقول: لا يحق للمرأة أن تصلي مع الجماعة عند كثير من الفرق الإسلامية ما عدى الإمامية، كما يجوز لها عندهم أن تأتم بالمرأة، أمّا إذا أمّت النساء فلا يحق لها التقدم عليهن وإنما يجب عليها الوقوف معهن في نفس المستوى... تفسير قوله تعالى ..واركعوا مع الراكعين - إسلام ويب - مركز الفتوى. هذا ما يستفاد من الفقه الإمامي على اختلاف بين الفقهاء، وهناك تفاصيل أكثر محلها الفقه وليس التفسير لذا أعرضنا عنها.
تفسير قوله تعالى ..واركعوا مع الراكعين - إسلام ويب - مركز الفتوى
ثم انظر إلى قوله تعالى: « وينزل لكم من السماء رزقا » ؛ الرزق لا ينزل من السماء ولكن الذي ينزل مطر ينشأ عنه النبات الذي منه طعامنا ورزقنا، فالرزق مسبب عن المطر، فهو مجاز علاقته المسببية. أما كلمة «العيون» في البيت فالمراد بها الجواسيس، ومن الهين أن تفهم أن استعمالها في ذلك مجازي، والعلاقة أن العين جزء من الجاسوس ولها شأن كبير فيه فأطلق الجزء وأريد الكل: ولذلك يقال إن العلاقة هنا الجزئية. وإذا نظرت في قوله تعالى: ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم) رأيت أن الإنسان لا يستطيع أن يضع إصبعه كلها في أذنه، وأن الأصابع في الآية الكريمة أطلقت وأريد أطرافها فهي مجاز علاقته الكلية. ثم تأمل قوله تعالى: ( وآتوا اليتامى أموالهم) تجد أن اليتيم في اللغة هو الصغير الذي مات أبوه، فهل تظن أن الله سبحانه يأمر بإعطاء اليتامى الصغار أموال آبائهم؟ هذا غير معقول، بل الواقع أن الله يأمر بإعطاء الأموال من وصلوا سن الرشد بعد أن كانوا يتامى، فكلمة اليتامى هنا مجاز لأنها استعملت في الراشدين والعلاقة اعتبار ما كان. ثم انظر إلى قوله تعالى: ( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) تجد أن فاجرا وكفارا مجازان لأن المولود حين يولد لا يكون فاجرا ولا كفارا ،
ولكنه قد يكون كذلك بعد الطفولة فأطلق المولود الفاجر وأريد به الرجل الفاجر والعلاقة اعتبار ما يكون.
(رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح)، والعمل عليه عند أهل العلم. ومعنى تكرمته، أي: فراشه، وتأول الشافعية الحديث بأن (الأقرأ) من الصحابة كان (الأفقه)؛ لأنهم كانوا يتفقهون في القرآن، وقد كان من عرفهم الغالب تسميتهم الفقهاء بالقراء. السابع: الائتمام بكل إمام بالغ مسلم حر على استقامة جائز من غير خلاف، إذا كان يعلم أحكام الصلاة، ولم يكن يلحن في قراءة الفاتحة لحناً يخل بالمعنى، ولا يجوز الائتمام بامرأة، ولا كافر، ولا مجنون، ولا يكون واحد من هؤلاء إماماً بحال من الأحوال. وذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا تصح إمامة الأُميِّ الذي لا يُحْسِنُ القراءة مع حضور القارئ له ولا لغيره الأُميِّ، فإن أمَّ أُمِّيًّا مثله صحت صلاتهم، وقالت طائفة من أهل العلم: صلاتهم كلهم جائزة؛ لأن كلا مؤدٍّ فرضه، وذلك مثل المتيمم يصلي بالمتطهرين بالماء، والمصلي قاعداً يصلي بقوم قيام، صلاتهم مجزئة؛ لأن كلاً مؤدٍّ فرض نفسه. ويُحْتَجُّ لهذا بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، ثم انصرف، فقال: « يا فلان! ألا تحسن صلاتك، ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي، فإنما يصلي لنفسه » (رواه مسلم).