* * * وهما متقاربتا المعنى. غير أن الفتح في ذلك أعجبُ إليَّ من الضم، لأن ذكر الله قد جرى قبل ذلك في قوله: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. * * * ---------------- الهوامش: (51) أراد أبو جعفر بهذه الفقرة أن يبين أن قوله في الآية الأولى: "بأن لهم عذابًا أليمًا" ، مقدم ومعناه التأخير ، فلذلك قال في أول الكلام "بشر المنافقين" ثم استطرد في ذكر الآيتين بعدها ، ثم ختمها بختام الأولى. (52) في المطبوعة: "كان جماعة من الأمة الماضية" ، والصواب من المخطوطة. (53) قوله: "وأهله" مجرور معطوف على قوله "عن دين الله" والسياق: "عن دين الله... وقد نزل عليكم في الكتاب. وعن أهله". (54) انظر ما سلف ص: 320 وتعليق: 1. (55) في المطبوعة: "وكذا اختلفوا" ، وأثبت ما في المخطوطة. وذكر هذه القراءة ، كان ينبغي أن يكون في موضعه عند آخر تفسير الآية ، كما جرى عليه منهجه في كل ما سلف. وانظر ص: 313 تعليق: 1. (56) في المطبوعة: "كلاهما" ، والصواب في المخطوطة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 140
إنكم إذا مثلهم فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ؛ قال الله عز وجل: إنكم إذا مثلهم. فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية. وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوما يشربون الخمر ، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم ، فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية إنكم إذا مثلهم أي إن الرضا بالمعصية معصية ؛ ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 140. وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة ؛ كما قال: فكل قرين بالمقارن يقتدي وقد تقدم. وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى. وقال الكلبي: قوله تعالى: فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره نسخ بقوله تعالى: وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء. وقال عامة المفسرين: هي محكمة. وروى جويبر عن الضحاك قال: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة.
يقول: (( أن إذا سمعتم)) هذه " أن " مصدرية ويجوز أن تكون تفسيرية لأن التنزيل يتضمن معنى القول دون حروفه ، والتفسيرية هي التي تأتي مفسرة لما تضمن معنى القول دون حروفه.