فهذا الموضع في كتاب الله -تبارك وتعالى- من سورة الفرقان يحتمل هذا المعنى: وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ، يعني: أنَّه حياةٌ وانتشارٌ، تطلبون فيه الأرزاق. إذن: الحمد لله الذي أحيانا -هذه نعمة- بعدما أماتنا، وإليه النُّشور ، فيتذكر العبدُ أنَّ الذي أحياه بعد موتته الصُّغرى قد أنعم عليه بنعمةٍ مُتجددةٍ تستحقّ الشُّكر، وأنَّه قادرٌ على إحيائه بعد موتته الكبرى، فالمعنيان سائغان في هذا المقام، فكل ذلك ينبغي أن يتذكره العبدُ. الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النُّشور أنَّ الإعادة بعد الموتة الصُّغرى لهذه الحياة الجديدة في يومٍ جديدٍ إنما هي إلى الله وحده، ليس لأحدٍ سواه، لا أحد يستطيع أن يردّ إليه روحه، بالإمكان -الله على كل شيءٍ قدير- أن تبقى روحُه عند ربِّه -تبارك وتعالى- فلا ترجع إليه، فيكون آخر العهد به في هذه الحياة الدنيا، كما أنَّ ذلك أيضًا في الوقت نفسه يُذكره بالنُّشور الأكبر يوم القيامة. انظروا كيف ترتبط هذه المعاني، وتربط القلبَ بمصالحه الكبرى، والحقائق الكبرى، والمستقبل الذي ينتظره، والنِّعَم المتجددة؟ وكيف يُبتدأ اليوم بالذكر والحمد لله ؟
هكذا يكون المؤمن، فإذا كان يفقه هذه المعاني التي يُرددها؛ فإنَّ قلبَه بمعزلٍ عن الغفلة، من أين تأتي الغفلةُ لقلبٍ يفقه هذه المعاني ويعقلها، وهو في غاية اليقظة؟!
الحمد لله الذي أحيانا بعد ما
هناك نفوسٌ تُقبض، فلا ترجع إلى أصحابها آخر العهد، يقولون: نام فلانٌ ليس به بأسٌ، ثم بعد ذلك لم يعد إلى الحياة، وإنما توفَّاه الله -تبارك وتعالى- وهو في فراشه، هذا أمرٌ يحصل كثيرًا، فإذا أرسل اللهُ روحَك فاحمد الله على هذه النِّعمة: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النُّشور. فيفتتح العبدُ يومَه بذكر الله بحمده، كما يذكره عند النوم -كما سيأتي-؛ ليختتم عملَه بذكر الله -تبارك وتعالى-، فتكتب الحفظةُ في أول صحيفته عملًا صالحًا، وتختمها بمثله، فتُرجى له مغفرة ما بين ذلك من مُزاولاته وأعماله وخطاياه. هنا سمَّى هذا الاستيقاظ: إحياءً، هو حياة، كما سمَّى النومَ: موتًا: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ؛ وذلك أنَّ النوم يزول معه الإدراكُ، الروح لها أحوال غيبية، وتعلُّقات بالجسد ومُفارقاته، فهي ترتفع وتنفصل عنه انفصالًا تزول معه الحياةُ بكُليتها، تزول معه الحركة، يزول معه كلُّ معنًى للحياة الجسدية -حياة الجسد-، حينما تُفارق الروحُ الجسدَ بالوفاة الكبرى فيعود جثةً هامدةً لا حراكَ فيها، يصير جمادًا لا يشعر. وهناك مُفارقة جزئية؛ يرتفع معها العقلُ والإدراكُ، ولكن الروحَ يبقى لها ارتباطٌ بالجسد، فهي تعمره من جهةٍ، فيبقى هذا النفسُ يتردد، وتبقى هذه الأجهزة تعمل في وظائفها المختلفة: دماؤه تجري في عروقه، وهو في هذا يُحكم له بالحياة شرعًا وحسًّا، ولكن هذه الحياة ليست بحياةٍ كاملةٍ، كما أنَّ هذه الوفاة ليست بوفاةٍ كاملةٍ، بل هي حياة ناقصة، وهي وفاةٌ ترفع الإدراكَ، وإن لم يحصل انفصالٌ للروح ومُفارقة للجسد بالكلية.
الحمد لله الذي احيانا بعد
أي المعبود حباً، وتعظيماً..
وقوله تعالى: { رب العالمين}؛ "الرب": هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين}: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..
الفوائد:. 1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد}؛ لأنها دالة على الاستغراق... 2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال".. ((( أخرجه ابن ماجه في سننه ص 2703 كتاب الأدب باب 55 فضل الحامدين حديث رقم 2803 وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/499 كتاب الدعاء وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/319 حديث رقم 3066))). 3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط... 4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى: (العالمين.. )
الحمد لله الذي احيانا بعد مماتنا واليه النشور
والمُرادُ بالمَوتِ هُنا: النَّومُ؛ لأنَّه المَوتةُ الصُّغْرى، فباسْمِك أنامُ وأستَيقِظُ، وسُمِّيَ النَّومُ مَوتًا؛ لأنَّه يَزولُ معه العَقلُ والحَركةُ، تَمثيلًا وتَشْبيهًا بالمَوتِ الأَكبَرِ. وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا استَيْقَظ قال: «الحمدُ لله الذي أَحْيَانا بعْدَ ما أماتَنا، وإليه النُّشُورُ»؛ وذلك لأنَّ النَّومَ مِن الموت، واللهُ يَرُدُّ رُوحَ النَّائمِ عليه عندَ استِيقَاظِه، ولذلك حَمِد اللهَ سُبحانَه على رَدِّه رُوحَه إليه ويَقَظَتِه، «وإليه النُّشُورُ»، أي: إليه الإِحياءُ للبَعْثِ، فنَبَّهَ بإعادةِ اليَقَظةِ بعْدَ النَّومِ -الذي هو مَوتٌ- على إثْباتِ البَعثِ بعْدَ المَوتِ. وقيل: مَعناه: إليه المَرْجِعُ في نَيْلِ الثَّوابِ مِمَّا نَكتَسِبه في حَياتِنا هذه. وحِكمةُ ذِكرِ اللهِ عندَ الصَّباح؛ لِيكونَ مُفْتَتَحُ الأعمالِ وابتِداؤُها ذِكْرَ اللهِ، وكذلك ذِكرُ اللهِ عندَ النَّومِ؛ لِيَخْتِمَ عَمَلَه بذِكرِه تعالَى، فتَكتُبُ الحَفَظَةُ في أوَّلِ صَحيفتِه عملًا صالحًا وتَختِمُها بِمِثْلِه، فيُرجَى له مَغفرةُ ما بيْن ذلك مِن ذُنوبِه.
الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا
وخبر (( لا)) التي لنفي الجنس محذوف تقديره: لا إله حَقٌّ – أو بحقٍّ – إلا الله تعالى. قوله: (( لا شريك له)) تأكيد لقوله: (( وحده)) ؛ لأنَّ الواحد لا يكون له شريك. قوله: (( له الملك)) الـمُلك بضم الميم يعم، والـمِلك بكسر الميم يخص. قوله: (( وله الحمد)) أي: جميع حمد وثناء أهل السموات والأرض، وجميع المحامد. قوله: (( سبحان الله)) سبحان: عَلَمٌ للتسبيح كعثمان علم للرجل، وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره، تقديره: أُسَبِّح الله سبحانه، بمعنى تسبيحاً، ثم نزل (( سبحان)) منزلة الفعل فَسَدَّ مسده، ومعنى التسبيح التنزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى؛ من الشريك والولد والصاحبة والنقائص مطلقاً. قوله: (( الله أكبر)) أي: هو سبحانه أكبر وأعظم من كل شيء. قوله: (( ولا حول ولا قوة إلا بالله)) أي: لا يتوصل إلى تدبير أمر وتغيير حال إلا بمشيئته ومعونته سبحانه. قوله: (( رب اغفر لي)) أي: يا رب استر ذنوبي. 3 – (3) (( الـحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي في جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بذِكْرِهِ)) ( [3]). - صحابي الحديث هو أبو هريرة قوله: (( عافاني في جسدي)) من المعافاة؛ وهي دفاع الله – تعالى – عن العبد الأسقاط والبلايا؛ بأن يحفظه من الهوام والحشرات القتالة، وطوارق الليل... ونحو ذلك.
وفي كلِّ ركعةٍ يقرأُ المُصلِّي: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وتُفتَتح بها خُطَبُ الجمعة، والدروسُ العلمية، وغيرها: عن جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: " كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ "(رواه مسلم). وإذا حَمِدْتَ اللهَ -تعالى- في الصلاة، تنافَسَت الملائكةُ لِتسجيلها في صحائفك البيضاء؛ لِعِظَمِ قَدْرِ هذه الكلمات، وعظيمِ ثوابها، ورِفعةِ درجة صاحِبِها؛ فإنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي بأصحابه فرفع رأسَه من الركوع، فقال: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ". قَالَ رَجُلٌ - وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: " مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ". قَالَ: أَنَا. قَالَ: " رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ "(رواه البخاري ومسلم). (انظر: المنتقى شرح موطأ مالك1/494؛ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: 3/416)
وإذا وُفِّقْتَ للصَّواب، فاحمَدِ اللهَ؛ فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا خُيِّرَ بين قَدَحَي الخَمْرِ واللَّبن؛ أَخَذَ اللَّبَنَ؛ فقَالَ جِبْرِيلُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ "(رواه البخاري ومسلم).
هذا: والأذكار الواردة فيما ذكرت وغيرها كثيرة، منها ما هو بلفظ (الحمد) أو لفظ (اللهم) مما لم نتعرض له هنا، وغير ذلك من مختلف الصيغ الواردة في هذا المقام مما هو في الكتب الخاصة بذلك كالأذكار للنووي، والوابل الصيب لابن تيمية، وعمل اليوم والليلة لابن السني والنسائي وغير ذلك.
وهكذا المريض الذي ما يخرج إلى المساجد لا يعجل عند سماع أول مؤذن لا يعجل؛ لأن الصلاة قبل وقتها غير صحيحة باطلة، وكونه يؤخرها بعض الشيء ما في خطر، فلا يعجل الإنسان لا المريض، ولا المرأة، لا تعجل حتى يطمئن كل منهما إلى أن الوقت قد دخل بفراغ المؤذنين، أو سماع أهل المساجد يصلون، يعني يتيقن أن الوقت قد دخل، ولكن ليس مضبوطًا بالمصلين، لو صلت المرأة قبل الناس، أو بعدهم أو صلى المريض قبل الناس، أو بعدهم بعد دخول الوقت لا حرج في ذلك. المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.
صلاة الظهر يوم الجمعة
ذات صلة بحث عن صلاة الجمعة بحث حول صلاة الجمعة
يوم الجمعة
جعل الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة يوماً مميّزاً في الأسبوع، وعظّم فيه شعائر الدين، وخصّص به عباده المسلمين، وسمّى سورةً كاملةً في القرآن الكريم بالجمعة، وأَمَر بترك كلّ فعلٍ يشغل المسلم عن الصلاة والذكر في هذا اليوم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9]. يعدّ يوم الجمعة خير الأيّام، ففيه الكثير من الفضائل والمزايا؛ فهو خير يومٍ طلعت فيه الشمس، وفيه خُلق آدم عليه السّلام وتاب الله سبحانه وتعالى عليه فيه بعد هبوطه إلى الأرض، وفيه ساعة الاستجابة التي لا يوافقها عبدٌ مؤمن إلا استجاب الله له دعاءه وأعطاه سؤاله، وقد أخبرنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أنّها تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس. معلومات عن يوم وصلاة الجمعة
تتميّز صلاة الجمعة عن غيرها أنّها صلاةٌ بركعتين وخطبتين، لها وقتٌ محدّد الظهر من كل جمعة، ومن فاتته لا يصلّيها في وقت العصر مثلاً، وإذا تأخر عنها صلاها أربعاً.
صلاه يوم الجمعه اليوم الوقت
لا تصحّ صلاة الجمعة في الصحارى والبراري، بل في مكانٍ جامعٍ لأبينةٍ لا تُنقل، يجمع فيه أشخاص ممّن تجب عليهم صلاة الجمعة -وتجب على كل ذكر مسلم عاقلٍ بالغ حرّ مقيمٍ لا مسافر-. لا تنعقد صلاة الجمعة بأقل من أربعين رجلاً مكلّفًا، وإن انفضّ بعضهم حتى نقص العدد في الخطبة أو في الصلاة لم تصحّ الجمعة بل لا بدّ من أن يشهدوا الصلاة كلها. صلاة الجمعة ركعتان مع الجماعة ، ولها خطبتان وهما فريضتان، والقيام فيهما للخطيب فريضة والجلسة بينهما فريضة، وفي الخطبتين أربع فرائض: أن يبدأ الخطيب بالتحميد، ثمّ يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يوصي نفسه والناس بتقوى الله سبحانه وتعالى، ثم يقرأ آية من القرآن الكريم، وفي الخطبة الثانية يجب عليه الدعاء بدل القراءة، واستماع الخطبة واجبٌ على المسلمين الحاضرين. صلاة يوم الجمعة - YouTube. يرخّص للمسلمين ترك الجمعة في أحوالٍ وأعذارٍ معينة فقط؛ كعذر المطر الشديد، والوحل والفزع والمرض الشديد، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ورأفته بعباده. لصلاة الجمعة آداب؛ منها أن يستعدّ المسلم لها ويستقبلها بالدعاء والاستغفار والتسبيح والتهليل، وأن يغتسل غُسل الجمعة وهو سنّةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أن يتطيّب ويتزيّن ويلبس النظيف من ثيابه.
صلاة المسبحة الوردية يوم الجمعة
2- التبكير إليها فيه أجر عظيم. روى البخاري (841) ومسلم (850) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ). صلاة يوم الجمعة | سيد محمد باقر الفالي (من صلاها غفر الله له ذنوبه) - YouTube. 3- وللماشي إلى صلاة الجمعة بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها. عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا). رواه الترمذي (496). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (410). قال ابن القيم في زاد المعاد (1/385):
قال الإمام أحمد: (غَسَّل) أي: جامع أهله ، وكذا فسَّره وكيع اهـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث في فضل صلاة الجمعة:
وَتَبَيَّنَ بِمَجْمُوعِ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ تَكْفِير الذُّنُوب مِنْ الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة مَشْرُوط بِوُجُودِ جَمِيع مَا تَقَدَّمَ مِنْ غُسْل ، وَتَنْظف ، وَتَطَيُّب ، أَوْ دَهْن ، وَلُبْس أَحْسَن الثِّيَاب ، وَالْمَشْي بِالسَّكِينَةِ ، وَتَرْك التَّخَطِّي ، وَالتَّفْرِقَة بَيْن الاثْنَيْنِ ، وَتَرْك الأَذَى ، وَالتَّنَفُّل ، وَالإِنْصَات ، وَتَرْك اللَّغْو اهـ.
فضل يوم الجمعة وحكم صلاة الجمعة وصفتها
سلسلة الفوائد اليومية:
(**) كَانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْظِيمُ يوم الجمعة وَتَشْرِيفُهُ، وَتَخْصِيصُهُ بِعِبَادَاتٍ يَخْتَصُّ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ. (**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا». [رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخان]
(**) عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «أفْضَلُ الصَّلَواتِ عِنْدَ الله صلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَماعَةٍ»
[رواه أبو نعيم في الحلية والبيهَقي في شعب الإيمان, وصححه الألباني].
يجلس الخطيب جلوساً خفيفاً بين الخطبتين. يختم الخطيب الخطبة الثانية بالدعاء للمسلمين بما فيه صلاح الدِّين والدُّنيا، كما يدعو لولاة الأمر ولشباب المسلمين وما شاء من الأدعية. تُقام الصلاة مباشرةً بعد الانتهاء من الخطبة، وهي ركعتان بالإجماع، يجهر فيهما بالقراءة، ويُسن أن يقرأ الإمام في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الجمعة أو جزءٍ منها، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة المنافقين لفعل الرسول الكريم لذلك، كما له أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية، وهاتان الطريقتان اللتان ثبتتا عن الرسول الكريم فللإمام له أن يختار ما يشاء؛ لكن لا يقسم السورة الواحدة من هذه السُّور بين الركعتين ففي ذلك خلافٌ للسُّنّة المُطهرة. خصائص يوم الجمعة
اكثار الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلة الجمعة. الاغتسال وهي سنةٌ مؤكدةٌ. فضل يوم الجمعة وحكم صلاة الجمعة وصفتها. التطيّب وهو أمرٌ مستحبٌ. التبكير في الذَّهاب إلى المسجد، والانشغال بالصلاة النافلة والذِّكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام. قراءة سورة الكهف التي تنير للعبد يوم القيامة ويُغفر له ما بين الجمعتين. ساعة الإجابة عن أبي هريرة:"إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه".