صوت نوال السعداوي
لينا قالت لـ"الشرق"، إنّ "نص السعداوي عميق وليس من السهل تحويله إلى عمل مسرحي، وتقبل الجمهور له كما هو، خصوصاً في قالب سردي، لذا أدخلت الموسيقى لتكون أداة راحة ومرونة تعطي الجمهور استراحة ليستوعب ما يُقال ويُروى". وسبق أن قدمت لينا هذه المسرحية لأول مرة عام 1998، في قالب كلاسيكي واقعي وسجن حقيقي تم تصميمه على خشبة المسرح، وحمام وفناء، حيث تغسل الممثلات (السجينات) ثيابهنّ على المسرح أو ينظفن الأرضية ويمارسن أنشطتهن اليومية في غرفة قذرة وضيقة. وأضاف: "العرض المسرحي الجديد، طرأت عليه بعض التغييرات، إذ تغيّر الزمن واللغة، وباتت المرأة أقوى، فالنسويات مناضلات مدافعات عن حقوق الإنسان والمرأة في العالم العربي، فكل ممثلة على الخشبة تمثّل نوال، وصدى صوتها اليوم". وتابعت لينا: "اخترت هذه المرّة أن أظهر تأثير نوال ونضالها الطويل ومخاطبة الممثلات للجمهور مباشرة والتقرّب منه والتفاعل معه، كما كانت تفعل الراحلة متنقلة من محاضرة في مدرسة إلى الكلية إلى شارع الصحافة، والروايات، بهدف التنوير.. فنحن ندين لهذه المرأة كثيراً". تحليل رواية مذكراتي في سجن النساء. جائحة كورونا
لينا أشارت إلى أنّ "هذا القالب المسرحي البسيط في السينوغرافيا والإخراج الذي اعتمدته هذه المرة، وليد وباء كورونا وتأثيراته علينا، فقد ابتكرت طريقة جلوس الممثلات على كراسٍ خشبية متباعدة من أجل سلامتهنّ الصحية وحفاظاً على التباعد الاجتماعي، كما لم أدخل أي مشهد فيه أغراض يلمسنها ويمرّرنها لبعضهنّ".
- كيف تبدو مذكّرات نوال السعداوي في سجن النساء؟ | حفريات
- شريف سعيد يكتب: مذكرات السجينة 1536 - بوابة الأهرام
كيف تبدو مذكّرات نوال السعداوي في سجن النساء؟ | حفريات
وقالت: "بيروت تحولت إلى سجن كبير لا يمكن أن نعبّر فيه عن أفكارنا ولا نحصل فيه على أدنى الخدمات والحقوق، وإعادة إحياء المسرح اليوم هي حياة وفعل مقاومة لما نمرّ به من وضع مأسوي". اقرأ أيضاً:
Google News تابعوا أخبار الشرق عبر
شريف سعيد يكتب: مذكرات السجينة 1536 - بوابة الأهرام
في روايتها التسجيلية تتخطى قطناني الاستغراق في الواقع لدرجة الخيال، فتتساءل "كيف نحكي حكايات المعتقلين والمغيبين، وكيف نصف عبراتهم ونفهم نبراتهم ونحترم سكناتهم لنطلق الذاكرة والخيال معاً"؟ وتجيب، "قد يستطيع المحكي اليومي عن السجن واستعادة المعتقل والمعتقلة اللحظات المعيشة بكل تفاصيلها البسيطة، أن يخترق أكثر جدران الواقع صلابة ويجعل المرء يغوص في الخيال إلى درجة اللامعقول". كيف تبدو مذكّرات نوال السعداوي في سجن النساء؟ | حفريات. واقع غرائبي
وتستمد الكاتبة مادتها السردية من تلك الطاقة التي يبثها المعتقل وهو يسترجع ما يدمي القلب ويستل الروح من بين الكلمات، فيتشكل فضاء يحاكي شعرية القول والمعنى، وتبزغ الخلطة السحرية بين واقع غرائبي لدرجة الخيال، وخيال تكون من أكثر لحظات الواقع حقيقية، لتصاغ الكلمات ويصاغ أدب السجون أو المعتقلات، وتولد الحكاية. تقول قطناني، "عندما يسكن الليل وتهيج الحكايات تعلو همساتهم لتصبح بكاء وصراخاً ونواحاً وعويلاً ينادي أسماءهم في ليالي الوحدة والخوف والنسيان، وحتى الأغنيات صارت تعلو لتنادي الذاكرة (ذاكرتهم) في الليالي الطويلة، والذاكرة تستدعي الذاكرة في الليالي الطويلة". حكايات صاغت أبجديتها عتمة السجن حين حكت الجرح، فعلى كرسي الذاكرة جلس معتقلون ومعتقلات وبدأوا بسرد حكاياتهم ليغوصوا في الليل حتى القاع، وينبشوا ما التصق بأرواحهم من أوجاع وآلام، ويحكوا صدأ القضبان بحثاً عما التصق بها من آهات وأمنيات.
والمحاكمة ايضا صورية وشكلية، فاقدة لأي عدالة. كل هذا تضعه نوال في صورته الواقعية باعتباره مجرد تمثيلية يتقن الممثلون فيها لعب أدوراهم، والجميع من كتاب وأطباء وقضاة وموطفين... الخ، همهم إرضاء الحاكم فقط. لقد كانت الكتابة الطريق الذي قاد نوال زينب السعداوي الى ردهات المحاكم وزنازن السجن، لكن رغم كل هذا عشقت الكتابة اكثر، وتمسكت بها حتى في أحلك الظروف وأقساها. حيث حاولت بكل الطرق أن تحصل على قلم وأوراق داخل الزنزانة، لكنها لم توفق في الحصول، فالأوراق ممنوعة في عنبر السياسيات، خشية أن تسرب إحداهن رسالة إلى أهلها في الخارج. لكن ذلك لم يثنها عن الكتابة، فصارت تكتب ليلا على ورق المرحاض، أو ورق السجائر، وتعبر عن هذا بقولها:
"بعد منتصف الليل، وحين يهدأ الجو، ولا أسمع إلا صوت الأنفاس النائمة المنتظمة، أنهض وأسير على أطراف أصابعي إلى الركن المجاور لدورة المياه، أقلب الصفيحة الفارغة وأجلس على قعرها. أضع الصحن الألومنيوم فوق ركبتي وأسند عليه ورق التواليت الطويلة كالشريط، وأبدأ الكتابة". تحميل كتاب مذكراتي في سجن النساء pdf. ان كتابات ادب السجون هي نقل لتجارب شخصية، لكنها في الآن نفسه ذات طابع جماعي، لانها جزء أصيل من ذاكرة جماعية تخلد فترات قمع وارهاب أنظمة الحكم، وهو ما عبرت عنه السعداوي، حيث خصصت مساحات من مذكراتها في سجن النساء، لتنقل قصص النساء السجينات في عنبر "غير السياسيات" اي سجينات "الحق العام"، ممن استطاعت التواصل معهن.