انتشرت الكثير من الأسئلة حول العقيقة وحكمها وشروطها، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم معنى وحكم
العقيقة وهل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات.. تابعونا
العقيقة وحكمها
أوضح أهل العلم أن العقيقة يندرج حكمها ضمن السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد استدلوا في هذا الرأى بما رواه مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل. وقال صلى الله عليه وسلم:
الغلام مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه. رواه أحمد و أصحاب السنن عن سمرة مرفوعا وصححه الترمذي. كما أوضحوا أن من السنة أن يذبح عن الولد شتان وعن البنت شاه واحدة. حكم التلفظ بالنية عند ذبح العقيقة. وقد استدلوا على ذلك بما رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة. بالإضافة لذلك فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به،
ومع ذلك فمن الجائز تفريقها بدون طبخ. هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات
أوضح الشيخ أحمد وسام، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،
أنه لا مانع من ذبح عقيقة المولود بأي وقت حتى ولو كان بعد البلوغ.
- حكم التلفظ بالنية عند ذبح العقيقة
حكم التلفظ بالنية عند ذبح العقيقة
يَجوزُ ذبْحُ العَقيقةِ قبلَ اليومِ السَّابعِ أو بَعدَه، وهو مذهبُ الشَّافِعيَّةِ [80] ((المجموع)) للنَّووي (8/431)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهَيْتَمي (9/370)، ((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (5/171). ، والحنابلةِ [81] ((الإقناع)) للحَجَّاوي (1/409)، ((كشَّاف القِناع)) للبُهُوتي (3/25). ، وقولُ بعضِ السَّلفِ [82] قال ابنُ حَزْمٍ: (ورُوِّينا عنِ ابنِ سِيرينَ أنَّه كان لا يُبالي أنْ يَذبحَ العَقيقةَ قبلَ السَّابعِ أو بَعدَه). ((المحلى)) (6/239)، ويُنظر: ((المصنَّف)) لابن أبي شَيْبةَ (24739). وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (وقال اللَّيثُ: يُعَقُّ عن المولودِ في أيَّامِ سابِعِه كلِّها، في أيِّها شاء منها، فإنْ لم تَتهيَّأْ لهمُ العَقيقةُ في سابِعِه فلا بأسَ أنْ يُعَقَّ عنه بعدَ ذلك). ((الاستذكار)) (5/317). وقال: (وقال اللَّيثُ بنُ سعدٍ: يُعَقُّ عن المولودِ في أيَّامِ سابِعِه، في أيِّها شاء، فإنْ لم تَتهيَّأْ لهمُ العَقيقةُ في سابِعِه فلا بأسَ أنْ يُعَقَّ عنه بعدَ ذلك، وليس بواجبٍ أنْ يُعَقَّ عنه بعدَ سبعةِ أيَّامٍ). ((التَّمهيد لما في الموطَّأ من المعاني والأسانيد)) (4/311). ، واختارَه ابنُ القيِّمِ [83] قال ابنُ القيِّمِ: (الظَّاهرُ: أنَّ التَّقييدَ بذلك - أي: اليومِ السَّابعِ – استِحبابٌ، وإلَّا فلو ذبح عنه في الرَّابعِ أو الثامنِ أو العاشرِ أو ما بعدَه أَجزَأَتْ).
[٤]
اكتسابٌ للخير في الدنيا والآخرة، وقد روي عن الإمام أحمد أنّ من لم يجد ما يَعقُّ به، فإنّ له أن يستدين ليُطبّقَ سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ويرجو أن يُعوّضه الله، وفيها حصول أجر تطبيق سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ورجائه بالتعويض من الله في الرزق، والمباركة في الولد. [٥]
فوائد العقيقة الاجتماعية
للعقيقة الكثير من الفوائد الاجتماعية، منها:
إشهارٌ لنسب المولود؛ وذلك بصُنع الطعام من العقيقة، وإهدائه للناس، والتصدُّق به. [١]
تعزيز للتكافل بين أفراد المجتمع؛ بمحاربة الفقر والحاجة بين أفراد المجتمع الإسلامي. [١]
إظهار للفرح بقدوم المولود، وبتطبيق شريعة الله ، وسُنّة نبيّه -عليه السلام-؛ فقد أخبر النبيّ أنّه يكاثر بأمّته الأمم يوم القيامة فقال -عليه الصلاة والسلام-: (تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ) [٦]. [١]
زيادةٌ للمَحبّة بين الناس، وخاصّة الأقارب، والأصدقاء، والجيران؛ من خلال إعلامهم بقدوم المولود، وذلك بذبح العقيقة، فتُقدَّم التهنئة ويتمّ تبادل الزيارات. [٢]
إشارة إلى رعاية الأب لابنه، وأداء حقّه منذ ولادته، وهي دليل أيضاً على العناية والاهتمام به بعد ذلك.