صدق الله العظيم
نزلت سورة الضحى في مدينة مكة المكرمة، حيث نزلت هذه السورة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لتذكره أن الله لا ينساه أبداً منذ أن كان يتيماً وهو صغير، وأنعم عليه بالكثير من النعم والفضائل، وحق الله علينا هو شكره على تلك النعم ونحمده على كل هذه العطايا الجليلة. يخاف الإنسان أحياناً التحدث على عطايا الله ويخفيها أحياناً، خوفاً من إصابته بالحسد وفقدانها لا قدر الله، ولكن أمرنا الله عز وجل على ضرورة ذكر نعم الله علينا وشكره عليها وأن نحمده على ذلك حمداً كثيراً، ففي الحقيقة نعم الله لا تعد ولا تحصى. طرق شكر الله على نعمه
مهما فعل الإنسان لا يوفي حق الله تعالى فيما أنعم به علينا، ولكن يجب شكر الله على عطاياه سواء كان لفظاً بقول "الحمد لله" أو عن طريق الأعمال الصالحة، ومنها:
الوقوف بجانب المسلمين وقت احتياجاتهم. التكفل بالأيتام ورعايتهم والإنفاق عليهم وتلبية مطالبهم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الضحى - الآية 11. الاشتراك في بناء بيوت الله. عدم رد مسألة أحد المسلمين إذا كان ذلك في استطاعتك. الاعتراف والإيمان بنعم الله في الباطن والظاهر. لا تتعارض تلك الآية مع قول النبي "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، فلابد من شكر الله على نعمه ولكن يجب عدم التفاخر بها والتعالي بها أمام الفقراء أو المحرومين من تلك النعم، كذلك يجب التستر على أمورنا حتى تتم بمشيئة الله تعالى، ثم التحدث عنها، كما أنه من الممكن الاعتراف بحق الله ولكن من خلال فعل الأعمال الصالحة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الضحى - الآية 11
السؤال:
ما الصحيح في تفسير هذه الآية: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]؟
الجواب:
يعني: يُثني على الله، ويقول أنه بخيرٍ، وأنه في نعمةٍ، ولا يجحد نعمةَ الله جلَّ وعلا، بل يذكر نعمة الله، وأنه بخير ونعمةٍ، على حسب ما عنده من الخير. س: نِعمة الدين أم الملبس؟
ج: نِعمة الدين والدنيا. س: أحيانًا يُنعم الله على إنسانٍ بنعمةٍ فيُكْثِر التَّحدث عنها؟
ج: إذا لم يقصد الرياء يقول: الحمد لله، أنا ممن يُحافظ على الصلاة، ممن يصوم رمضان، ممن حج البيت والحمد لله، على سبيل التَّحدث بنِعَم الله، لا على سبيل الرياء؛ فلا حرج في ذلك، أو يقول: أنا أبيع وأشتري والحمد لله وأتحرَّى الحلال، وأبتعد عن الربا والغشّ ونحو ذلك، حتى تكون في هذا نصيحةٌ لغيره. بيان معنى قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث). س: لو خاف ممن يسمعه؟
ج: المقصود أنه إذا دعت الحاجةُ والمصلحةُ إلى التَّحدث تحدث، ويقول: أعوذ بالله من شرِّ حاسدٍ إذا حسد، فلا يخاف إلا ربّه، ويتعوذ بالله من شرِّ كل ذي شرٍّ، ويتحدث بنِعم الله حتى لا يَجْحَد نعمةَ الله عليه. س: مَن كانت عادته أن يقول: أنا وأنا وأنا، هل يُنْصَح؟
ج: المقصود ألا يكون قصده الرياء، وإنما يتحدث بنِعم الله للشكر عليها وحثّ الناس على طلب الرزق، وأنه بخيرٍ، ولا يحتاج إلى ما عندهم.
بيان معنى قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)
السؤال:
قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[الضحى: 11] فإذا كان الإنسان لديه القدرة على العيش في رغد فهل تنطبق عليه هذه الآية الكريمة. وما معنى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[الضحى: 11] ؟
الجواب:
معنى الآية: أن الله أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتحدث بنعم الله ، فيشكر الله قولا كما يشكره عملا ، فالتحدث بالنعم كأن يقول المسلم: إننا بخير والحمد لله ، وعندنا خير كثير ، وعندنا نعم كثيرة ، نشكر الله على ذلك. لا يقول: نحن ضعفاء ، وليس عندنا شيء.. لا.. بل يشكر الله ويتحدث بنعمه ، ويقر بالخير الذي أعطاه الله ، لا يتحدث بالتقتير كأن يقول: ليس عندنا مال ولا لباس.. تفسير وأما بنعمة ربك فحدث - حياتكِ. ولا كذا ولا كذا لكن يتحدث بنعم الله ، ويشكر ربه عز وجل ، والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه ، فلا يكون في مظهر الفقراء ، والله قد أعطاه المال ووسع عليه ، لا تكون ملابسه ولا مأكله كالفقراء بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو ، وفيها الإسراف والتبذير. المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/325- 326)
تفسير وأما بنعمة ربك فحدث - حياتكِ
الثالثة: وأما السائل فلا تنهر بمعنى: لا تزجر السائل، ورد إليه طلبه ببذل يسير، أو قول جميل حسن. الرابعة: وأما بنعمة ربك فحدث، بمعنى: انشر ما أنعم الله عليك به بالثناء والشكر؛ لأن الاعتراف بالنعم بمثابة شكر لله عليها. ما هي الوسائل التي تعيننا على شكر النعم؟
يُعد الشكر من العبادات التي يتنعم الإنسان بجني ثمارها في الدنيا والآخرة ، لذلك لَزِم على المسلم أن يكون من الشاكرين، وفيما يأتي سنقدم عدة وسائل تُعين المسلم على شكر الله على نعمه:
الرضا والقناعة بما رزقك الله: قال صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ) [صحيح الترمذي |خلاصة حكم المحدث: حسن] [٤]. تقديم الشكر لمن أسدى إليك إحسانًا أو معروفًا من النّاس: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ) [سنن أبي داود|خلاصة حكم المحدث: سكت عنه] [٤]. التأمل والتفكر بنعم الله الكثيرة عليك: قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78] [٤]. تقوى الله وطاعته: قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123] [٤].
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا هذا هو تفسير الآية الكريمة: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]. الشيخ: نعم، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. فتاوى ذات صلة