يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون - المائدة ١٠٥ - الشيخ سعود الشريم - صلاة الفجر - الحرم المكي - ٢٥ رجب ١٤٤١
بيان معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله..)
♦ الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (105). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ﴾ احفظوها من ملابسة المعاصي والإِصرار على الذّنوب ﴿ لا يضرُّكم مَنْ ضلَّ ﴾ من أهل الكتاب ﴿ إذا اهتديتم ﴾ أنتم ﴿ إلى الله مرجعكم جميعًا ﴾ مصيركم ومصير مَنْ خالفكم ﴿ فينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ يُجازيكم بأعمالكم.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة المائدة - تفسير قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "- الجزء رقم3
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة: 105]
ذكرنا أن قوله تعالى: { عليكم} من كلم الإغراء وله باب معقود في النحو ، وأنه من أسماء الأفعال ، فإن كان الفعل متعدياً كان اسمه متعدياً ، وإن كان لازماً فهو لازم ، وفي المقام بمعنى الزم وهو متعد ، ولذلك نصب { انفسكم} على أنه مفعول به. وقوله تعالى: { لا يضركم} على الرفع على أنه كلام مستأنف في موضع التعليل ويحتمل الجزم جواباً للأمر ، والمعنى إن لزمتم أنفسكم لا يضركم ، وضمت الراء اتباعاً لضمة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة والأمل لا يضرركم.
بحث أدبي- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ..
وقيل: بذاءة اللسان، واختار الطبري القول بالتعميم، وهو الصحيح. قال الطبري مرجحاً العموم: وأولى ما قيل في تأويل قوله (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) أنه معنىٌّ به كل (فاحشة) من بَذاءٍ باللسان على زوجها، وأذى له، وزنًا بفرجها، وذلك أن الله جل ثناؤه عم بقوله (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) ، كلَّ فاحشة متبيّنةٍ ظاهرة، فكل زوج امرأة أتت بفاحشة من الفواحش التي هي زنًا أو نشوز، فله عضْلُها على ما بين الله في كتابه، والتضييقُ عليها حتى تفتدي منه، بأيِّ معاني الفواحش أتت، بعد أن تكون ظاهرة مبيِّنة بظاهر كتاب الله تبارك وتعالى، وصحة الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) المعاشرة الصحبة والمخالطة، والمعنى: ليعاشر كل من الزوجين الآخر بما هو واجب في الشريعة الإسلامية من حسن العشرة قولاً وفعلاً وبذلاً. • قال ابن كثير: أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). وقال -صلى الله عليه وسلم- (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي). بحث أدبي- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ... رواه الترمذي. • قال ابن كثير: وكان من أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين، يتودد إليها بذلك، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان، بل كان محسناً لخديجة بعد وفاتها، وكان يرسل الأعطيات إلى صديقاتها ويقول: اذهبوا به إلى صديقات خديجة.
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم : Islamiyatsb : Free Download, Borrow, And Streaming : Internet Archive
• ينبغي أن ينوي كل واحد من الزوجين بالمعاشرة بالمعروف استجابة أمر الله. فيجب على كل واحد من الزوجين أن يؤدي حق الآخر ويقوم به مع قدرته على أدائه بلا مماطلة ولا كُرهٍ لأدائه، بل يؤديه ببشر وطلاقة.
وقيل: نزلت في أهل الأهواء ، قال أبو جعفر الرازي: دخل على صفوان بن محرز شاب من أهل الأهواء فذكر شيئا من أمره ، فقال صفوان ألا أدلك على خاصة الله التي خص بها أولياءه ( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) [ ص: 111]
قوله عز وجل: ( إلى الله مرجعكم جميعا) الضال والمهتدي ، ( فينبئكم بما كنتم تعملون)
( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ( 105).
علم البيان هو واحد من علوم البلاغة الثلاثة، يُشكّل مع علم البديع وعلم المعاني
أقانيم علم البلاغة العربيّة، ويعني البيان من حيث اللغة الكشف والإيضاح والإظهار
والمنطِق الفصيح المُعرِب عمّا في الضّمير، يقول تعالى: {هذا بيانٌ للنّاس وهُدى وموعظة للمتّقين}،
يقول الزمخشري في تفسيره: " أي: إيضاحٌ لسوء عاقبة ما هم عليه من
التكذيب"، وأمّا اصطلاحًا فهو علمٌ يُعرَفُ به إيراد المعنى الواحد في طرقٍ
وتراكيبَ مختلفةٍ في وضوح الدّلالة عليه، وهناك نوعٌ من الإعجاز الذي وقف عليه
العلماء في القرآن الكريم اسمه الإعجاز البياني، وهذا المقال سيقف على الإعجاز
البياني في قوله فويل للقاسية قلوبهم.
الإعجاز البياني في قوله فويل للقاسية قلوبهم
أنا أصف واقعاً أليماً كلكم يعلمه، وكلكم يشاهده، وعليكم أن تتبينوا خطورة ما نحن فيه وخطورة ما نحن آيلون إليه من ذلك، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله لا يمكن للمؤمن إذا ذكر الله إلا أن يتفجّر فؤاده رقة وخشيةً لله عز وجل. اجعل من هذا مقياساً لصدق إسلامك وإيمانك، فإذا رأيت نفسك تعاني من قسوة قلب فاعلم أنك مريض بمرض خطير، وأسرع قبل نفاذ الأجل، وقبل ذهاب الفرصة، أسرع لتدارك نفسك بعلاج، كما يقول الإمام الغزالي وكثير من الربانيين. أيها الإخوة: إن إسلامنا ينطلق من هذا التبتل الذي ينطلق من رقة القلب هذه، ينطلق من خشية الفؤاد، ولم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبثاً ولا مبالغاً فيما رواه الترمذي وحسّنه وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع) بكاءً حقيقياً لا تصنع فيه ولا تكلف ولا نفاق ولا رياء بكى من خشية الله عز وجل لن يدخل النار قط إلا إذا أمكن أن يعود اللبن بعد ما استحلب إلى الضرع الذي أُخرج منه - وهو لا يمكن - ليس في هذا من مبالغة. فصل: إعراب الآيات (17- 18):|نداء الإيمان. ولعل في الناس من يعجب أو لا يصدق أو ربما يغص بالانتقاد على هذا الكلام فيقول: أمعقول أن يمر مسلم في حالة تنتابه فيها خشية فبكاء من خشية الله، ثم يأخذ من ذلك وحده براءة من النار مهما فعل ومهما عصى ومهما ارتكب من موبقات؟ أيعقل هذا؟ نعم.. يعقل هذا ولكن لا كما تفهم أنت يا من ابتلاه الله بقسوة القلب.
فصل: إعراب الآيات (17- 18):|نداء الإيمان
جملة: (الذين اتّقوا) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لهم غرف) في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين). وجملة: (من فوقها غرف) في محلّ رفع نعت لغرف الأول. وجملة: (تجري من تحتها الأنهار) في محلّ رفع نعت لغرف في الموضعين. وجملة: وعد اللّه وعدا لا محلّ لها استئنافيّة. فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. وجملة: (لا يخلف اللّه) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-. الصرف: (مبنيّة)، مؤنّث مبنيّ وهو اسم مفعول من بنى الثلاثيّ، وفيه إعلال بالقلب أصله مبنوي- بضمّ النون وسكون الواو- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء فأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة.. إعراب الآية رقم (21): {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21)}. الإعراب: الهمزة للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل)، الفاء عاطفة (في الأرض) متعلّق بنعت لينابيع، (به) متعلّق ب (يخرج) والباء سببيّة (ألوانه) فاعل اسم الفاعل (مختلفا)، (ثمّ) عاطفة في المواضع الثلاثة وكذلك الفاء (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق بالمصدر ذكرى.
إخفاء الهوية
يرجى الانتظار
إلغاء
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
متابعة
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية. 1600834593
قال الله تعالى: ( أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) سورة الزمر (22) - الويل: هو العذاب الشديد يوم القيامة ، وقيل هو وادٍ في قعر جهنم تستعيذ جهنم منه في اليوم سبعين ألف مرة!!! - وقساوة القلب: تكون ببعده عن استماع الحق, واتباع الهدى, والعمل بالصواب ، والتعلق بغير الله تعالى ، وهجر كتابه ، والحرص على الدنيا ، وكثرة الضحك ، والإكثار من الطعام والشراب ، وسماع المنكر والأغاني ، ورفاق السوء. - فقوله تعالى: ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) هو وعيد من الله تعالى للذين جفت قلوبهم ونأت عن ذكر الله وأعرضت عن القرآن الذي أنـزله تعالى ذكره. - وقوله: ( أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي أن هذه الفئة تسير على غير قصد وعلى غير بصيرة وهدى ، لتركهم الطريق المستقيم الواضح ، فهم في طريق معوج واضح. فهم في خسران وهلاك يوم القيامة. 105 مشاهدة
تأييد
ايلوول
القراءة.