السؤال:
بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول عبد الرحمن السيد أبو طالب، الأخ عبد الرحمن يسأل ويقول: ورد عن الرسول ﷺ حديث معناه من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ فلا صلاة له اشرحوا لنا هذا الحديث، جزاكم الله خيرًا، وإذا عرفت إنسانًا مقيمًا للصلاة، ولكنه يرتكب الفحشاء، فكيف أوفق بين ما رأيت وبين هذا الحديث؟
جزاكم الله خيرًا. الجواب:
هذا الحديث معروف عن ابن مسعود من كلامه موقوف من كلام عبد الله بن مسعود ، ولا أعلم صحته مرفوعًا إلى النبي ﷺ، وهذا هو من باب الوعيد، فالواجب على المؤمن أن يحذر الفحشاء والمنكر، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، وأن تكون صلاته تنهاه عن هذا الشيء، كما قال -جل وعلا-: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]. فالواجب على المسلم أن يعالج وضعه، وأن يجتهد في التوبة إلى الله من معاصيه، فإذا كان يصلي ومع هذا مقيم على المعاصي؛ فهذا معناه أنه لم يؤدِ الصلاة كما ينبغي، ولم يقمها كما ينبغي، ولو أقامها كما ينبغي؛ لنهته عن الفحشاء والمنكر. من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر. فالواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يتقي الله، وأن يصلي كما أمر الله، وأن يحذر الفحشاء والمنكر، ويتوب إلى الله من ذلك، نعم.
- ما صحة حديث (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) - منتديات برق
- درجة حديث من لم تنهه صلاته.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
- الإفتاء: حديث "من لم تنهه صلاته عن فعل الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" غير صحيح - اليوم السابع
- هداية التوفيق خاصة ب:
ما صحة حديث (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) - منتديات برق
الجامع لأحكام القرآن " (13/348). والحديث المشار إليه في آخر كلامه: ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ، رقم
(2). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الصلاة إذا أتى بها كما أمر نهته عن الفحشاء والمنكر ، وإذا لم تنهه: دل على
تضييعه لحقوقها وإن كان مطيعاً ، وقد قال تعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا
الصلاة) مريم/59، وإضاعتها: التفريط في واجباتها وإن كان يصليها " انتهى. مجموع الفتاوى " (22/6)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فإن قال قائل: كيف تكون الصلاة عوناً للإنسان ؟
فالجواب: تكون عوناً إذا أتى بها على وجه كامل ، وهي التي يكون فيها حضور القلب ،
والقيام بما يجب فيها. أما
صلاة غالب الناس اليوم فهي صلاة جوارح لا صلاة قلب ؛ ولهذا تجد الإنسان من حين أن
يكبِّر ينفتح عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجس التي لا فائدة منها ؛ ولذلك من حين
أن يسلِّم تنجلي عنه وتذهب. الإفتاء: حديث "من لم تنهه صلاته عن فعل الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" غير صحيح - اليوم السابع. لكن
الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله ، وأنها روضة فيها
من كل ثمرات العبادة: لا بد أن يَسلوَ بها عن كل همّ ؛ لأنه اتصل بالله عزّ وجلّ
الذي هو محبوبه ، وأحب شيء إليه ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( جعلت قرة
عيني في الصلاة).
درجة حديث من لم تنهه صلاته.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
«تفسير الطبري». وانتهت الإفتاء، أنه على ذلك، فلا غبار على الحديث، ويجب العمل به.
الإفتاء: حديث &Quot;من لم تنهه صلاته عن فعل الفحشاء والمنكر فلا صلاة له&Quot; غير صحيح - اليوم السابع
الإنسان الذي يصلي ليتسلى بها ، لكن قلبه مشغول بغيرها: فهذا لا تكون الصلاة عوناً
له ؛ لأنها صلاة ناقصة ؛ فيفوت من آثارها بقدر ما نقص فيها ، كما قال الله تعالى:
( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
العنكبوت/45، وكثير من الناس يدخل في الصلاة ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث
الفحشاء والمنكر ، هو على ما هو عليه، ؛ لا لانَ قلبه لذكر ، ولا تحول إلى محبة
العبادة" انتهى. تفسير سورة البقرة " ( 1 / 164 ، 165). وينظر: " اللقاء الشهري " ، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (1/سؤال رقم/17). ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
للصلاة الصحيحة تأثير في سلوك العبد وأعماله الأخرى ، قال تعالى: ( وَأَقِمِ
الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ) العنكبوت/45. فالذي يصلي بحضور قلبه وخشوع واستحضار لعظمة الله ؛ هذا يخرج بصلاة مفيدة نافعة ،
تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، ويحصل بها على الفلاح. درجة حديث من لم تنهه صلاته.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. الذي يصلي صلاة صورية ؛ من غير حضور قلب ، ومن غير خشوع ، قلبه في واد وجسمه في واد
آخر ؛ فهذا لا يحصل من صلاته على طائل " انتهى. المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 53 ، 54).
الحمد لله. لا
نجد داعيا لاستغرابك أخي السائل ، فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة
الحقيقية التي يقبل صاحبها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ،
إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ،
صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه. فمن
لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار
الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولم
يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها. يقول الله عز وجل فيها: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ
الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(
قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! من لم تنهه صلاته عن الفحشاء اسلام ويب. إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ
صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا
بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ
صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ
الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ)
رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/321) ،
والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/190)
قال
الإمام القرطبي رحمه الله:
"
في الآية تأويل ثالث ، وهو الذي ارتضاه المحققون ، وقال به المشيخة الصوفية ، وذكره
المفسرون ، فقيل المراد بـ ( أقم الصلاة): إدامتها ، والقيام بحدودها.
تاريخ النشر: الثلاثاء 13 صفر 1424 هـ - 15-4-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 30758
49431
0
487
السؤال
السلام عليكم،،،،هل نحن كبشر نختار الهداية بإرادتنا أم الهداية تأتي من عند الله مع العلم بأننا نعلم أنه عندما يولد الطفل يولد وهو معروف عند الله أنه من الأشقياء أم من الأتقياء. أفيدونا، التوبة تأتي بإرادتنا أم عندما يأذن الله عز وجل؟ وجزاكم الله خيراً. هداية التوفيق خاصة......... - كنز الحلول. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الهداية نوعان: 1-هداية إرشاد ودلالة يملكها العباد، وهي التي أثبتها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم (الشورى: من الآية52) 2-هداية توفيق لا يملكها إلا الله، وهي التي نفاها عن نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (القصص: من الآية56). وهذا موضح في الفتوى رقم: 8976 والفتوى رقم: 10766 فالبشر هيأهم الله، وجعل فيهم القابلية للهدى كما قال تعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (البلد:10) وقال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (الإنسان:3). فمن تسبب من البشر في كسب الهداية، وجاهد نفسه في حصولها رزقه الله هداية التوفيق كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (العنكبوت: من الآية69) وقد ذكر العلماء أسباباً للهداية من أهمها: 1- الإيمان بالله، قال تعالى: وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (التغابن: من الآية11) 2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف: من الآية158)، وقال: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (النور: من الآية54).
هداية التوفيق خاصة ب:
3- الحرص على تعلم الوحي والعمل بما علم منه، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً* وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (النساء: 66-68). هداية التوفيق خاصة بالله وحده. 4- المواظبة على العبادات من صلاة وزكاة وصوم وغيرها، قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (التوبة:18) وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس. إلى غير ذلك من الأسباب التي ذكر بعضها في الفتوى رقم: 16610 مع المحافظة على البعد عن أسباب ضعف الإيمان، وقد ذكر بعضها في الفتوى رقم: 10800 أما عن التوبة فهي نوعان: توبة من العبد إلى الله، بالندم على ما مضى والإقلاع عنه، والعزم على عدم العود، فهذا من عمل العبد، ولا يقع إلا بإذن الله. وتوبة من الله على العبد بقبوله والمغفرة له، وقد اجتمعتا في قوله تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء:17) ولمعرفة التوبة المقبولة راجع الفتوى رقم: 5450 وراجع الفتوى رقم: 4054 والفتوى رقم: 26413 والله أعلم.
هداية الإرشاد هي: بيان الحق والدلالة عليه، وهى لـلرسل ومن أتبعهم على بصيرة.