والعكس بالعكس، فإن كثيرًا من الناس جرَّه لسانه إلى كثير من المهالك، فاستعمله إما في التنازع والتخاصم أو السب أو الشتم أو الكذب أو الغِيبة أو النميمة أو الشهادة بالزور، أو قول المنكر أو الفحش أو البذاءة أو الاستهزاء والسخريَّة أو الفِرية أو نحو ذلك من الآفات، وإن سلم من أكثرها، فلن يسلم من الاسترسال في الكلام المباح وفضوله، الذي يفسد القلب، والله المستعان. قال عبدالله بن أبي زيد إمام المالكية: "جِماع آداب الخير يتفرع من أربعة أحاديث؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسن إسلام المرء: تركه ما لا يعنيه))، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له الوصية: ((لا تغضب))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه))، والله أعلم" [1]. ثالثًا: حث النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب على الإمساك حتى عن المباحات، واختلف العلماء في قوله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، هل يكتب الملَك كل شيء حتى المباح أو ما فيه جزاء وثواب فقط؟ على قولين: الأول هو قول الحسن وقتادة، والثاني هو قول ابن عباس وغيره، وقالوا المعنى: ما يلفِظُ من قول يترتَّبُ عليه جزاء.
- (313) سُنَّة إكرام الضيف - إحياء - راغب السرجاني - طريق الإسلام
- من هو الضيف الذي يجب إكرامه؟ - الإسلام سؤال وجواب
- البخيل من ذكرت عنده | سواح هوست
- الدرر السنية
- البخيل من ذكرت عنده - موقع | الخليج جازيت
(313) سُنَّة إكرام الضيف - إحياء - راغب السرجاني - طريق الإسلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه) رواه البخاري ومسلم. الشرح
نشأ العرب في جاهليتهم على بعض القيم الرفيعة ، والخصال الحميدة ، وسادت بينهم حتى صارت جزءاً لا يتجزّأ من شخصيتهم ، يفتخرون بها على من سواهم ، ويسطّرون مآثرها في أشعارهم. وتلك الأخلاق العظيمة التي امتازوا بها ، لم تأت من فراغٍ ، ولكنها نتاج طبيعي من تأثّر أسلافهم بدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام ، حتى اعتادوا عليها ، وتمسّكوا بها عند معاملتهم للآخرين ، ثم ما لبث فجر الإسلام أن بزغ ، فجاءت تعاليمه لترسي دعائم تلك الأخلاق ، وتعمق جذورها في نفوس المؤمنين ، والتي كان منها: الحث على إكرام الضيف ، والحفاوة به. إن إكرام الضيف يمثل سمة بارزة للسمو الأخلاقي الذي تدعو إليه تعاليم الشريعة ، والتخلق بها يعدّ مظهرا من مظاهر تمام الإيمان وكماله ، ويكفينا دلالة على ذلك ، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بين أيدينا: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
من هو الضيف الذي يجب إكرامه؟ - الإسلام سؤال وجواب
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
شرح الحديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
يشير الحديث الشريف إلى مجموعة من الفضائل والأخلاق الإسلامية؛ وهي قول الخير، وإكرام الضيف، وكف الأذى عن الجار، وقد جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- علامة على إيمان من التزم بها بالله -تعالى- واليوم الآخر. نص الحديث الشريف
جاء الحديث الشريف بعدة روايات وهي حسب ما يأتي:
يقول -صلى الله عليه وسلم-: ( مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ) ، [١] وقد ذكر فيه صلة الرحم، بدلاً من إكرام الجار. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ) ، [٢] وقد ذكر فيه إكرام الجار بدلاً من صلة الأرحام. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ) ، [٣] وقد ذكر فيه النهي عن أذية الجار بدلاً من الأمر بإكرامه.
"زاد المعاد" (3/658). وقال ابن قدامة رحمه الله:
"والواجب يوم ليلة ، والكمال ثلاثة أيام ؛ لما روى أبو شريح الخزاعي - وساق الحديث -" انتهى. "المغني" (11/91). والضيف الذي يجب إكرامه ، وله حق على المضيف ، هو الضيف المسافر ، وهو القادم من بلد آخر. فيجب على من ينزل عليه أن يطعمه ويكرمه ، فإن لم يفعل فله حق في ماله ، وهذا لا ينطبق على الزائر من البلد نفسه ، وليس قادماً من السفر ، فهذا يمكن أن تقول له: "ارجع" ، كما قال تعالى: (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور/28. ومما يدل على ما قلناه: ما يوجد في بعض الأحاديث من التصريح بذلك ، وأن الحق للضيف إنما هو للمسافر ، وليس للمقيم ، ومنه:
عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّك تَبْعَثُنَا فَنَمُرُّ بِقَوْمٍ لَا يَقْرُونَنَا [أي لا يقدموا لنا حق الضيف] ، فَمَاذَا تَرَى ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إِنْ أَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ) رواه البخاري (2329) ومسلم (1727).
وفق الله الجميع. الأسئلة:
س: في حديث فضالة للوجوب أم للاستحباب؟
الشيخ: المشهور عند العلماء أنه للاستحباب للمؤمن من آداب الدعاء. س: في حديث عائشة في غسل الجنابة في آخر الحديث: ثم يغسل رجليه بعد أن يتوضأ يؤخر غسل الرجلين؟
الشيخ: هذا أفضل، وضوء كامل أولا، ثم يغتسل، ثم يغسل رجليه من باب الكمال بعدما ينالها من أوساخ الجسد ونحوه، وإن توضأ وخلى الرجلين حتى يكمل الغسل ثم غسلها كلها جاء في الحديث ميمونة وفي حديث عائشة كله طيب لكن الأكمل يتوضأ وضوء كاملًا ثم يغسلهما غسلة أخرى هذا الأفضل. س: بعض العلماء يقول أنه شاذ لأنه لا معنى لغسل الرجلين؟
الشيخ: لا، ما هو شاذ هو ثابت في الصحيحين. البخيل من ذكرت عنده | سواح هوست. س: المقصود بالآل هو الأتباع أم الأزواج والذرية؟
الشيخ: أزواجه وذريته وأتباعه جميعًا كلهم آل، ولهذا في الرواية الأخرى أزواجه وذريته ، فالأزواج والذرية من الآل، أما الذين ليسوا من أتباعه فليسوا داخلين في هذا أبو لهب وأبو طالب وأشباههم ما هم داخلين. س: الكمأة من المن؟
الشيخ: الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين صحيح الحديث صحيح، والكمأة الفقع يعني. س: كيف يفرق بين كراهة التنزيه وكراهة التحريم؟
الشيخ: الأصل في النهي التحريم، هذا هو الأصل إلا ما دل عليه الدليل، كأنهم أخذوا هذا من باب آداب الدعاء ليس من الواجبات كأنهم أخذوه من المعنى يعني والأصل في الأوامر الوجوب والأصل في النواهي للتحريم هذا هو الأصل.
البخيل من ذكرت عنده | سواح هوست
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يصَلِّ عَلَيَّ». [ صحيح. ] - [رواه الترمذي وأحمد والنسائي في الكبرى وهو عندهم من حديث الحسين بن علي مسندًا، وذكر النسائي أنه من حديث علي بن أبي طالب مرسلا. البخيل من ذكرت عنده - موقع | الخليج جازيت. ] الشرح
"البخيل" أي: الكامل في البخل، "من ذُكرت عنده" أي: ذُكر اسمي بمسمع منه، "فلم يصل علي"؛ لأنه بامتناعه من الصلاة عليه قد شح وامتنع من أداء حق يتعين عليه أداؤه، ولأنه بخل على نفسه حين حرمها صلاة الله عليه عشراً إذا هو صلى واحدة، فهو كمن أبغض الجود حتى لا يحب أن يجاد عليه، شبه تركه الصلاة عليه ببخله بإنفاق المال في وجوه البر. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الأيغورية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
عرض الترجمات
الدرر السنية
وفي الحديثِ: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حالَ ذِكْرِه.
البخيل من ذكرت عنده - موقع | الخليج جازيت
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:
ففي باب فضل الصلاة على رسول الله ﷺ أورد المصنف -رحمه الله- حديث أوس بن أوس قال: قال رسول الله ﷺ: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرَمْتَ؟ وضبطه بعضهم: أَرِمْتَ، قال: يقول: بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء [1]. قوله ﷺ: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة و(من) هذه للتبعيض، ولا يخفى ما ورد في يوم عرفة، وأنه أيضًا من أعظم الأيام، وأفضل الأيام عند الله -تبارك وتعالى-، وكذلك يوم النحر، وهكذا يوم القر، وهو اليوم الحادي عشر، فهذه أيام شريفة، فأفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، وأفضل أيام العام اُختُلف فيه، هل هو يوم النحر، أو يوم عرفة؟
وعلى كل حال تلك أيام شريفة؛ ولهذا قال النبي ﷺ: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة والأحاديث الواردة في فضله كثير، وليس هذا موضع الحديث عنها، وقد مضى طرف من ذلك.
أما ما يعتقده كثير من العامة من أنه إذا جاء للمسجد النبوي سواء جاء من سفر، أو غير ذلك أنه يأتي إلى القبر ويسلم، فهذا ليس له أصل، لكن لو أن الإنسان إذا جاء من سفر أو قدم من سفر، أو أراد سفرًا، فله أسوة بابن عمر ، لكن الذي يكون في البلد، ويتردد على القبر، ويعتقد إنه إذا مضى عليه أسبوع جمعة، أو نحو ذلك، وما جاء إلى القبر أن ذلك من الجفاء، فهذا غير صحيح، وإنما يسلم على النبي ﷺ، من موضعه الذي صلى فيه؛ ولهذا أنكر بعض السلف مثل علي بن الحسين زين العابدين على من رآه يأتي إلى القبر، ويتردد عليه، وبيّن له أن ذلك خلاف المشروع [6]. فالنبي ﷺ يقول: لا تجعلوا قبري عيدًا فكون الناس يعتادون المجيء، ويترددون على قبره، فيأتي كل يوم، أو يأتيه كل أسبوع، أو كل جمعة، أو نحو ذلك، فهذا من جعله بهذه المثابة، والله تعالى أعلم. قال: وصلوا عليّ لاحظ هذا أمر فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم يخاطب الصحابة ، وهذا خطاب يرشدهم فيه إلى ما يكون بعد موته -عليه الصلاة والسلام-، وكيف يفعلون؟ يقول: لا تأتون إلى القبر لا تجعلوا قبري عيدًا تتردون عليه صلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ولهذا كانوا يأتون إلى المسجد، ويصلون ركعتين، ويسلمون على النبي ﷺ من مكانهم.