وبناء المساجد من الأعمال التي يجري أجرها للعبد بعد ما ينقطع عمله بالموت، وهو من الصدقة الجارية، قال صلى الله عليه وسلم:( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ، إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)(رواه مسلم). رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر ه. وقال صلى الله عليه وسلم:( سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ)(رواه البزار، وحسنه الألباني). وإن من عمارة المساجد إقامتَها، وترميمَها وتعاهدَها وصيانتَها، ويدخل هذا الفعل أيضا في الصدقة الجارية، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل، ويدل على ذلك ما ورد في الحديث. فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ)(رواه ابن ماجه وحسنه الألباني).
رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله العنزي
وعن مساور الحميري عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق ( 2). وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى علي بن أبي طالب فقال: أ نت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبك حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، الويل لمن أبغضك بعدي ( 3). قال: وأخرجه الخطيب في تاريخه ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ، والدارقطني في العلل ( 4). رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله. وعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا ( 5) ،
وفي رواية: عن أبي سعيد الخدري أيضا: كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب ، فمن أحبه عرفنا أنه منا ( 6). وعن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار ، إلا ببغضهم عليا ( 7).
رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله
فإن قال: وكيف قال: ( وَإِقَامِ الصَّلاةِ) أو تجيز أن نقول: أقمت إقاما؟ قيل: ولكني أجيز أعجبني إقام الصلاة. فإن قيل: وما وجه جواز ذلك؟ قيل: إن الحكم في أقمت إذا جعل منه مصدر أن يقال: إقواما، كما يقال: أقعدت فلانا إقعادا، وأعطيته إعطاء.
وفيها أقام فقراء المهاجرين، واستُقبلت الوفود، وعُقدت الألوية والرايات، ومنها انطلقت البعوث وأُرسلت الجيوش. أمر الله جل وعلا بتطهيرها من أرجاس الشرك والكفران، قال تعالى:{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}(الجن:18)، وتعميرها بالطاعات والقربات؛ قال تعالى:{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}(النور:36 ـ38).. أضافها الله جل وعلا إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ وإجلالٍ، وشَهِدَ لعُمَّارِها بالإيمان، فقال تعالى:{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ.. رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. }(التوبة:18). وتوعَّد من منع فيها ذكره أو تسبب في خرابها بالخزي في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة، فقال تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(البقرة:114).
تاريخ النشر: الخميس 4 جمادى الآخر 1438 هـ - 2-3-2017 م
التقييم:
رقم الفتوى: 347338
19519
0
102
السؤال
أشكركم على ما تقومون به في هذا الموقع الرائع من جهود عظيمة، وسؤالي يتعلق بالاستنجاء من البول بالماء: فحينما أنتهي منه أقوم بتجفيف العضو جيدا حتى لا يبقى شيء من أثر الماء، وفي إحدى المرات قمت بالتفتيش للتأكد، فرأيت كأن شيئا بسيطا يتسرب من فتحة الذكر ولم ينزل إلى أسفله، وأحيانا أجد نقطة يسيرة، وقد قرأت في إحدى الفتاوى على هذ الموقع أنها تعتبر من النجاسة اليسيرة، وهي معفو عنها إذا احترز الإنسان منها، فماذا أفعل في مثل هذه الحالة؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكون هذه القطرة التي وجدتها أثر البلل من موضع الاستنجاء، وعلى كل حال، فإذا شككت هل خرج من الذكر شيء أو لا؟ فالأصل عدم خروجه، فابن على هذا الأصل واعمل به حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بخلاف هذا، وإذا تيقنت خروج هذه القطرة فأعد الاستنجاء والوضوء، وليس يسير البول مما يعفى عنه في قول الجمهور، وانظر لبيان ضابط ما يعفى عنه من النجاسة الفتوى رقم: 134899. ولبيان ما يفعله من تخرج منه قطرات البول بعد الاستنجاء انظر الفتوى رقم: 159941.
مذاهب العلماء في المعفو عنه من النجاسة - إسلام ويب - مركز الفتوى
المشي على التراب المختلط بمياه المجاري رقم الفتوى 450040 المشاهدات: 1714 تاريخ النشر 11-11-2021
ما حكم المشي على التراب المختلط بمياه المجاري؟ مع العلم أن المياه تكون يابسة، ولكن الشارع يكون مبللًا قليلًا، فهل يكون التراب نجسًا أم طاهرًا؟.. المزيد
يسير النجاسة المعفو عنه عند المالكية رقم الفتوى 436888 المشاهدات: 10544 تاريخ النشر 8-3-2021
هل يمكن الأخذ بقول المالكية بالعفو عن يسير النجاسة، وعدم تطهير قطرات البول. يعني إذا أصابتني نجاسة أعتبرها يسيرة، ولا أحتسب البول وأعتبره معفوا عنه؟.. المزيد
حكم من أصابه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟ رقم الفتوى 436651 المشاهدات: 5082 تاريخ النشر 4-3-2021
إذا أصابني براز أو بول طير، ولا أعلم نوع هذا الطير. هل مما يؤكل لحمه أم لا؟ فما حكم هذا البراز أو البول من حيث النجاسة؟.. المزيد
حكم ما يخرج من الحبوب في الوجه رقم الفتوى 432940 المشاهدات: 5837 تاريخ النشر 29-11-2020
لدي بعض الحبوب في وجهي، أحيانا أضغط عليها، فيخرج سائل لاصق نوعا ما منها، لا أعلم إن كان قيحا أم لا. مذاهب العلماء في المعفو عنه من النجاسة - إسلام ويب - مركز الفتوى. فما حكمه؟
أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء... المزيد
حكم السائل الخارج من محيط الدبر رقم الفتوى 432052 المشاهدات: 4425 تاريخ النشر 16-11-2020
تخرج مني مادة سائلة شفافة، من المنطقة المحيطة بالشرج، ولكن ليس من فتحة الشرج.
بعد كل وضوء يخرج مني قطرات من البول - خالد بن علي المشيقح - طريق الإسلام
فإن شك هل الخارج مني أو مذي فانظر الفتوى رقم: 145717. لبيان الحكم في ذلك كما يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 119395. لبيان الضابط الذي يعرف به المرء أنه مصاب بالسلس، هذا كله إذا تحققت من خروج البول أو غيره. وإن كان ما يجد شكوكا أو وساوس فلا يلفت إليها. وعليه الإعراض عن الوساوس في شأن الطهارة وغيرها، ومما يعين على السلامة منها نضح الذكر، أو مقابله من الثوب بقليل من الماء لقطع الوسوسة، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 51173. والله أعلم.
تاريخ النشر: الإثنين 23 ربيع الآخر 1432 هـ - 28-3-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 152835
8668
0
315
السؤال
في البداية جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خدمة جليلة للمسلمين. أظن أني أعاني من التهاب البروستاتا المزمن، فهناك قطرات تخرج بعد 5 ـ 10 دقائق من التبول لا أدري إن كانت ودياً أم غير ذلك، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل وجود آثار صفراء على الملابس الداخلية، وكذلك ألم بسيط في الخصية والعضو الذكري. سؤالي هو: كيف أصلي؟ حالياً أنا أنتظر تقريباً ربع ساعة بعد التبول احتياطاً؛ كي لا يسقط أي من السائل الخارج على ملابسي الداخلية، وأفقد طهارتي، ثم أتوضأ وأصلي، فهل هناك حل آخر؟ أرجو ذلك؛ لأن هذه الحالة أتعبتني جداً وضيعت الكثير من وقتي. هل الحل هو أن أتوضأ لكل صلاة؟ وإن كان الأمر كذلك فلو توضأت لصلاة الفجر وصليت وذهبت للعمل، وعند أذان الظهر صعب علي الوضوء لأنه يستلزم خلع الكثير من الأمور كالجوارب والحذاء وما شابه ذلك، فهل يجوز أن أُصلي صلاة الظهر بوضوء الفجر إن لم يكن وضوئي قد انتقض خلال هذه الفترة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت هذه القطرات تنقطع بعد عشر دقائق أو أقل من انتهاء البول وهو الظاهر من السؤال، فعليك الانتظار حتى ينقطع الخارج، ثم تتوضأ وتصلي، ولا يعتبر هذا سلسا لعدم ملازمته، سواء كانت بولا أو وديا.