من فسح لنفسه في اتّباع الهوى: ضيّق عليها في قبره، ويوم معاده. ومن ضيّق عليها بمخالفة الهوى: وسّع عليها في قبره ومعاده. صحيفة تواصل الالكترونية. وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله تعالى: ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً) فلما كان في الصبر الذي هو حبس النفس عن الهوى خشونة وتضييقٌ جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة. وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى في هذه الآية: جزاهم بما صبروا عن الشهوات. روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص: 480)
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الإنسان - قوله تعالى وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا - الجزء رقم19
إنا نخاف من ربنا يوما شديدا تعبس فيه الوجوه, وتتقطب الجبال من فظاعة
أمره وشدة هوله. فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم, وأعطاهم حسنا ونورا في وجوههم, وبهجة
وفرحا في قلوبهم,
وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة
عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا, ويلبسون فيها الحرير الناعم,
متكئين فيها على الأسرة المزينة بفاخر
الثياب والستور, لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد,
وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم, وسهل لهم آخذ ثمارها تسهيلا. تفسير وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [ الإنسان: 12]. ويدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضية,
وأكواب الشراب من الزجاج,
زجاج من فضة, قدرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا
تنقص,
ويسقى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسا مملوءة خمرا مزجت بالزنجبيل,
يشربون من عين في الجنة تسمى سلسبيلا لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم, إذا أبصرتهم
ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم إشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرق المضيء. وإذا أبصرت أي مكان في الجنة رأيت فيه نعيما لا يدركه الوصف؟ وملكا
عظيما واسعا لا غاية له. يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من
الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ, ويحلون من الحلي بأساور من
الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابا لا رجس فيه ولا دنس.
صحيفة تواصل الالكترونية
﴿ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿١٢﴾ ﴾
[الإنسان آية:١٢]
(وجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً {12})
في الآية السابقة قال تعالى (ولقّاهم) وفي هذه الآية قال (وجزاهم) لأن اللقاء يكون قبل الجزاء أي قبل أن يدخلوا الجنة وبعد اللقاء أدخلهم الجنة فصار الجزاء. (اللقاء أولاً ثم يأتي الجزاء بعده) جزاهم الله تعالى بعد اللقاء جنة وحريرا وقال تعالى (بما صبروا) و(ما) هنا تحتمل معنيين: إما أن تكون ما مصدرية بمعنى جزاهم بصبرهم وتحتمل أن تكون إسم موصول والعائد كحذوف بمعنى جزاهم بالذي صبروا عليه، من الطاعات والإيثار، وحذف العائد ليشمل المعنيين ولو ذكر العائد لتخصص بمعنى واحد وهذا من باب التوسع في المعنى، إذن جزاهم للصبر ولما صبروا عليه. وجمع أمرين وهما الجنة والحرير والجنّة كما في اللغة هي البستان وفي الآخرة هي إسم لدار السعادة وفيها جنتان كما قلنا في لقاء سابق عن قوله تعالى في سورة الرحمن (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (راجع لمسات بيانية في آي القرآن الكريم) وقلنا أنه قد يكون للمتقي أكثؤ من جنّة ولهذا يجمع القرآن جنة على جنات كما ورد في الآيات (جنات عدن) و(جنات الفردوس) وهذه الجنات كلها في الجنة.
تفسير وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا [ الإنسان: 12]
قال سبحانه: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12]، الصبر: هو حبس النفس على طاعة الله، أو حبس النفس عن معصية الله، أو حبس النفس على أقدار الله المؤلمة، فهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: أن تصبر على الطاعة. الثاني: أو تصبر عن المعصية. الثالث: أو تصبر على قدر الله. والأقدار إما أن تكون مؤلمة، وإما أن تكون ملائمة، وفي الصبر على القدر المؤلم الخير الكثير، (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -أي: بعينيه- فصبر عوضته الجنة)، هذا الجزاء لأنه صبر على قضاء ربه سبحانه. وبعد غزوة حنين أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم بين أصحابه، ومن الناس من إذا أعطيته رضي، وإن لم يعط يسخط، ويطعن فيك، ويقول: هذا عمل لا يراد به وجه الله عز وجل، فإن أعطيته فأنت نعم الرجل، وإن لم تعطه فأنت بئس الرجل.. وهكذا. فأعطى النبي عليه الصلاة والسلام الأقرع بن حابس مائة من الإبل، والأقرع بن حابس كان حديث عهد بكفر، وأعطى من أعطى ومنع من منع؛ لحكمة ولعلة؛ فقال رجل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! فوصل ذلك إلى سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فأمسك بالرجل وقال له: (ويلك! إن لم أعدل فمن يعدل، رحم الله أخي موسى! لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر)، وفي ذلك يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69]، فلابد أن تصبر على الطاعة، وتصبر عن المعصية، وتصبر على أقدار الله المؤلمة.
وجزاهم جنة والجنة للأكل وجزاهم الحرير وهو للبس وهم أطعموا الطعام فقط لوجه الله فجزاهم الله تعالى أكثر مما فعلوا مصداقاً لقوله تعالى (من جاء بالحسنة فله خير منها) وفي هذه الآية زاد الحرير على الجنة وهذا يدل على كرم الله تعالى.
ويقال: إن ارتفاع الأشجار في الجنة مقدار مائة عام ، فإذا اشتهى ولي الله ثمرتها دانت حتى يتناولها. وانتصبت دانية على الحال عطفا على [ ص: 123] ( متكئين) كما تقول: في الدار عبد الله متكئا ومرسلة عليه الحجال. وقيل: انتصبت نعتا للجنة; أي وجزاهم جنة دانية ، فهي ، صفة لموصوف محذوف. وقيل: على موضع لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ويرون دانية ، وقيل: على المدح أي دنت دانية. قاله الفراء. ظلالها الظلال مرفوعة بدانية ، ولو قرئ برفع دانية على أن تكون الظلال مبتدأ ودانية الخبر لجاز ، وتكون الجملة في موضع الحال من الهاء والميم في وجزاهم وقد قرئ بذلك. وفي قراءة عبد الله ( ودانيا عليهم) لتقدم الفعل. وفي حرف أبي ( ودان) رفع على الاستئناف. وذللت أي سخرت لهم قطوفها أي ثمارها تذليلا أي تسخيرا ، فيتناولها القائم والقاعد والمضطجع ، لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك; قاله قتادة. وقال مجاهد: إن قام أحد ارتفعت له ، وإن جلس تدلت عليه ، وإن اضطجع دنت منه فأكل منها. وعنه أيضا: أرض الجنة من ورق ، وترابها الزعفران ، وطيبها مسك أذفر ، وأصول شجرها ذهب وورق ، وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، والثمر تحت ذلك كله; فمن أكل منها قائما لم تؤذه ، ومن أكل منها قاعدا لم تؤذه ، ومن أكل منها مضطجعا لم تؤذه.
من سلك طريقا يلتمس فيه علما شرح بالتفصيل، العلم هو عبارة عن مرشد للناس من أجل الوصول إلى التطور والتقدم، حيث يعمل العلم على تطوير العقول فهو أساس من الأساسيات التي تعمل على نمو المجتمعات وكافة الدول المختلفة، حيث حثنا الله عزوجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم، وفي القرآن الكريم أول كلمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي إقرأ، والان سوف نتعرف على حل السؤال المطروح معنا من خلال الإجابة عليه في نهاية هذا المقال. السؤال التعليمي: من سلك طريقا يلتمس فيه علما شرح بالتفصيل. الجواب التعليمي: المراد هنا تعلم الشريعة الإسلامية فيراد هنا ليس كل العلوم إنما الشرعي منه الذي يقرب إلى الله, وأما بقية العلوم الدنيوية فلو احتسب الأجر بأنه يريد ينفع الأمة ويساعد الناس وما شابه ذلك فله الأجر في ذلك لكنه لا يدخل في الحديث.
حديث الرسول من سلك طريقا يلتمس فيه علما
الرئيسة عن الشيخ الفتاوى الدروس المحاضرات الخطب المقالات البرامج نور على الدرب فتاوى على الهواء الحج المبرور مجالس الحج فتاوى رمضان من أحكام القرآن الكريم دروس من السنة تعليقات على الرسائل الإجابات المختصرة فتح المجيد مؤلفات الشيخ فوائد للنشر تصاميم مرئيات طلب فتوى اتصل بنا
السؤال
فضيلة الشيخ يقول السائل: هل المقصود في قوله صلى الله عليه وسلم: « من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة » هل العلم الشرعي أو أنه يشمل الطب وغيره ؟
©20207 جميع الحقوق محفوظة مؤسسة الدعوة الخيرية
تطوير وتنفيذ شركة عطاء
من سلك طريقا يلتمس فيه علما صحيح مسلم
لا حسد ولا سخرية، ولا يأخُذ على علمٍ عَلَّمه الله أجرًا. التواضع والخشية من الله، والانكسار والذُّلُّ، والابتعاد عن الدنيا والرِّئاسةِ والشهرةِ. لا يدَّعي العلم، ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا مَن خالف السُّنَّة وأهلَها. عدم الإساءة، وحُسنُ الظنِّ بمن سلف من العلماء. علامات العلم غير النافع
العلم غير النافع هو العلم الذي كان يستعيذ منه النبي محمد صلَّى الله عليه وسلّم، ويقول: "اللهم إنِّي أسالك عِلمًا نافعًا، وأعوذ بك مِن عِلمٍ لا ينفع"، ومن علامات العلم غير النافع ما يأتي: [4]
طلب العلوِّ والرفعة في الدنيا والمنافسة فيها. الفخر والخيلاء، وطلب مُباهاة العلماء ومُماراة السُّفَهاء، وصرف وجوه الناس إليه. معنى حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما.. وهل يشمل علوم الدنيا النافعة - إسلام ويب - مركز الفتوى. إظهار دعوى الولاية، وعدم قبول الحق والانقِياد إليه، والتكبُّر على مَن يقول الحق. الإصرار على الباطل؛ خشية تفرُّقِ قلوبِ الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق. قبول المدح واستجلابه ممَّا ينافي الصدق والأخلاق. وصمُ علمِ العلماء المتقدِّمين بالجهل والغفلة والسهو. إساءة الظنّ بمَن سلَف من العلماء المتقدِّمين
شاهد أيضًا: حديث ما بين قبري ومنبري مكتوب
ومن خلال هذا المقال نكون قد قدمنا لكم شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، والمقصود بعالم في هذا الحديث هو العلم الشرعي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله
موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع
حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد
عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
مفموم العلم ليس المقصود بكلمة العلم هاهنا معناه المعاصر في العلوم الدقيقة فحسب, وإنما الغرض مفهومه العام الذي يشمل كل معرفة منظمة, عقلية منطقية كانت أو حسية تجريبية. فالعلم في معناه اللغوي إنما سمي علما لأنه علامة يهتدي بها العالم إلى ما قد جهله الناس, وهو كالعلم المنصوب في الطريق. أما تحديد العلم في صناعة الاصطلاح فمن العسير تحقيقه تحقيقا يتفق عليه الباحثون في القديم, وفي عصرنا هذا أيضا, وإن ذهب أبو الحسن اللبان إلى عدم الجدوى من تعريفه: لأنه أظهر الأشياء, فلا معنى لحده بما هو أخفى منه. من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله. اهمية سلك طريق العلم للعلم أهمية لا يمكن تجاوزها أو إنكارها، لهذا فإنّ الشعوب التي تطمح إلى التقدّم، لن تستطيع تقدّمها هذا إلا بطلب وسلك طريق العلم؛ لأنه السبب في قيام الحضارات الكبرى، بشرط أن يتم استغلاله بالشكل الأمثل، بعيدًا عن اختراع الأشياء التي تُسبب الدمار والقتل، كما يجب استثمار العلم في مجالات الخير التي تضمن حياة كريمة للإنسان، وتُحافظ على الثروات البيئية المختلفة خصوصًا النباتات والحيوانات والمياه؛ لأنّ الغاية من العلم هي تحسين الحياة وجعلها أفضل، خصوصًا أنه قصر المسافات باختراع وسائط النقل والتواصل المختلفة، وهذا جعل العالم قرية صغيرة منفتحة على بعضها البعض.