فقولي إنه القمر! أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حبّاته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر... فقولي إنه الشجر! وفي الغابة موسيقى
طبول تنتشي ألماً
وعرس ملؤه الكدر.. فقولي إنه الوتر
أيا لؤلؤتي السمراء! يا أجمل ما أفضى له سفر
خطرتِ.. فماجت الأنداء.. والأهواء..
والأشذاء.. والصور
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
ولكن ليس ينفجر
فيا لؤلؤتي السمراء! ما أعجب ما يأتي به القدر
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر.. فقولي إنه القمر
***
أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحلّ محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟..
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر... فقولي إنه القمر!. أتيتك...
صحبتي الأوهام.. والأسقام..
والآلام.. والخور
ورائي من سنين العمر..
ما ناء به العمر..
قرون.. كل ثانية
بها التاريخ يختصر
وقدّامي
صحارى الموت.. غازي القصيبي بطل المقاومة الكويتية. تنتظر
فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب
لي السمر؟
وكيف أقول أشعاراً
عليها يرقص السحر؟
قصيدي خيره الصمت... فقولي إنه القمر! أنا؟! لا تسألي عني
بلادي حيث لا مطر
شراعي الموعد الخطر
وبحري الجمر والشرر
وأيامي معاناة
على الخلجان.
- غازي القصيبي بطل المقاومة الكويتية
- شرح قصيدة حديقة الغروب غازي القصيبي الثانوية للبنات
- شرح قصيدة حديقة الغروب غازي القصيبي قصيدته في
غازي القصيبي بطل المقاومة الكويتية
لقد خسرنا بموته رمزاً من رموز الثقافة العربية، ورائداً من رواد تنويرها، قل أن يجود الزمان بمثله مرة أخرى، فقدنا المفكر العربي، والأديب المثقف، والشاعر المبدع، والروائي، والسياسي المحنك، والدكتور الأكاديمي (غازي عبد الرحمن القصيبي). ولا تملك العين إلا أن تدمع. ولا نملك إلا أن نقول: إنا لفراقك لمحزونون. صور الشاعر غازي القصيبي. وعلى الحب والوفاء لك نحن باقون. نعزي أهله وذويه، والمملكة العربية السعودية بأسرها.. ومحبيه في شتى بقاع العالم. ونعزي - نحن في الكويت - أنفسنا وبعضنا فعزيز علينا فقده، وأصعب منه موته، له الدعاء بالرحمن والمغفرة، وجنات الخلد، ولأهله، ولنا، وللجميع، حسن العزاء والصبر على المصاب الأليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (*) جامعة الكويت - كلية الآداب
دولة الكويت
في ثنائيات منسجمة ملتحمة، فذات الشاعر (الأنا) اتسعت لتشمل جميع ذوات الكويتيين وتوحد معهم فأنشد بلسانهم:
عجبا! كيف اتخذناك صديقا؟
وحسبناك أخا برا شقيقا؟
وأخذناك إلى أضلاعنا
وسقيناك من الحب رحيقا
واقتسمنا كسرة الخبز معا
وكتبنا بالدما عهدا وثيقا
أنا الكويت التي جادت بمهجتها
وهي الصغيرة لم تدبر من الوجل
ولم تكن الأنا عند (غازي القصيبي) الكويت فحسب بل الخليج العربي كله وبالضرورة الحتمية كانت الرياض أولاً وأخيراً. أنا الرياض التي أعطتك ناظرها
يا للعطاء وما ضنت ولم تسل
أنا الخليج الذي أهداك أضلعه
وقال نصرك يا بغداد أو أجلى
وهذا التوحد الكلي الذي تكون في (أنا) القصيبي قابلها الغضب الذي أصابها من جراء فعل النظام العراقي الغادر في ثنائية متناقضة في (الأنا). سيفنا كنت؟ تأمل سيفنا
كيف أهدي قلبنا الجرح العميقا
درعنا كنت؟ وهذا درعنا
حربة في ظهرنا شبت حريقا
جيشنا كنت؟ أجب يا جيشنا
كيف ضيعت إلى القدس الطريقا؟
وتجلى التضاد عند (غازي القصيبي) أكثر في صورة مدينة بغداد، إذ إن القديمة، بغداد الرشيد تتبرأ من بغداد صدام الحديثة، فالأولى تخجل من فعل رأس نظام الثانية، ويتوحد غازي مع (بغداد) الأولى فيقول:
سترت وجهي يا بغداد من خجلي
وصحت قل يا فمي شعرا فلم يقل
فأعول الشعر يا بغداد في قلمي
وأنشد الدمع يا بغداد في مقلي
وعبر عن دهشته وصدمته لما يحدث بقوله:
بغداد!
# «مللت» أتبعها بـِ «الأسفار, وعثاء, أسفار». # «تعبت» أتبعها بـِ «الأعداء, ما, النار».
شرح قصيدة حديقة الغروب غازي القصيبي الثانوية للبنات
اقرأ أيضاً شعر شعبي ليبي شعر عن الاردن
تحليل قصيدة حديقة الغروب لغازي القصيبي
التحليل الموضوعي
إن المتأمل في مقاطع القصيدة يجد أنّها تتألف من خمسة مقاطع، تناول الشاعر فيها موضوعاتٍ مختلفة في كل مقطع، لكنها تدور كلها حول موضوع رئيس وهو تقدم الشاعر في السن، فقد تحدث الشاعر في بداية القصيدة عن بلوغه سن 65 عامًا، فهذا التقدم في السن يجعله يشعر أنه صار قريبًا من الموت. [١] إلا أنّ الشاعر على الرغم من ذلك ما زال يرتحل ويسافر ويبني أمجاده، حتى أنّه يسأل نفسه عن حاله وهل بلغ مرحلة التعب والسأم، ونراه يتسأل عن الصحب والرفاق، وما حل بهم بعد أن قل تواصلهم، [١] خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟ أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟ أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. تذكارِ بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! شرح قصيدة حديقة الغروب غازي القصيبي قصيدته في. وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري وفي المقطع الثالث يتناول الشاعر موضوعًا جديدًا وهو إعلانه بأنه قد وصل إلى مرحلة الشيخوخة وقاربت أيامه في الدنيا على النفاد، فنراه يعلن أنّه صار مثل الشبح، وصار عظمه واهنًا، وأنه لم يكن في حياته بطلاً، ومن ثم ينتقل للحديث عن وطنه ويعلن أنه كان خادمًا له، ويطلب من الوطن أن يذكره بعد موته بأنه كان وفيًا لم يبع نفسه وقلمه للأعداء.
شرح قصيدة حديقة الغروب غازي القصيبي قصيدته في
[٣] ونراه يطلب من هذه الفتاة أن تتمسك بكتبه وأشعاره، ففيها بنات أفكاره، وتعكس ذوقه وأخباره، فنرى أنّ الشاعر يريد أن يخلد نفسه، وذلك بترك المؤلفات التي أنجزها في حياته تتداولها الأيدي، فالإنسان يبقى مشهورًا ومذكورًا إذا كان له نتاج أدبي وفكري مكتوب. التحليل الإيقاعي
يعد الإيقاع عنصرًا أساسيًا في بناء القصيدة الشعرية، فمن دون الإيقاع الموسيقي تخرج القصيدة عن مبدأ الشعرية، فما يميز الشعر عن النثر أن الشعر كلام منظوم على وزن مخصوص، فهي على البحر البسيط، وتفعيلاتها مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن، فهي تلتزم ببحور الشعر العربي. [١] ولا بد من الإشارة إلى أنّ الإيقاع لا يكن فقط في الوزن الشعري بل في بنية الكلمات، إذ يؤدي استعمال كلمات تتضمن حروفًا متشابهة إيقاعًا موسيقيًا داخليًا، فالقصيدة تتضمن موضوعًا حزينًا، وتحتاج إلى أصوات هادئة تتميز بالهمس، وقد وظف الشاعر حرف السين مكررًا غير مرة في المقطع الأول، للدلالته الهمسية، كما نرى في الأبيات الآتية:
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟ [٢] المراجع
^ أ ب ت "حديقة الغروب" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 2022/4/3. شرح قصيدة حديقة الغروب لغازي القصيبي .. وتحليلها – عرباوي نت. بتصرّف. ^ أ ب "حديقة الغروب" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022.
قصيدة غازي القصيبي "حديقة الغروب" نية حديقة الغروب لغازي القصيبي من إبداعات الشاعر غازي ، وقد كتب هذه القصيدة قبل وفاته بعض الوقت خاطب فيها كلامه لزوجته ووطنه ، واعترافه به.