وقال بعض اللغويين: منفكين هالكين; من قولهم: انفك صلا المرأة عند الولادة; وهو أن ينفصل ، فلا يلتئم فتهلك المعنى: لم يكونوا معذبين ولا هالكين إلا بعد قيام الحجة عليهم ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب. وقال قوم في المشركين: إنهم من أهل الكتاب; فمن اليهود من قال: عزير ابن الله. ومن النصارى من قال: عيسى هو الله. ومنهم من قال: هو ابنه. ومنهم من قال: ثالث ثلاثة. وقيل: أهل الكتاب كانوا مؤمنين ، ثم كفروا بعد أنبيائهم. والمشركون ولدوا على الفطرة ، فكفروا حين بلغوا. فلهذا قال: والمشركين. وقيل: المشركون وصف أهل الكتاب أيضا لأنهم لم ينتفعوا بكتابهم ، وتركوا التوحيد. فالنصارى مثلثة ، وعامة اليهود مشبهة; والكل شرك. وهو كقولك: جاءني العقلاء والظرفاء; وأنت تريد أقواما بأعيانهم ، تصفهم بالأمرين. فالمعنى: من أهل الكتاب المشركين. وقيل: إن الكفر هنا هو الكفر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -; أي لم يكن الذين كفروا بمحمد من اليهود والنصارى ، الذين هم أهل الكتاب ، ولم يكن المشركون ، الذين هم عبدة الأوثان من العرب وغيرهم - وهم الذين ليس لهم كتاب - منفكين. إعراب القرآن الكريم: إعراب لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (1). قال القشيري: وفيه بعد; لأن الظاهر من قوله حتى تأتيهم البينة رسول من الله أن هذا الرسول هو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
- إعراب القرآن الكريم: إعراب لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (1)
- سورة البينة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين - YouTube
- إعراب قوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة الآية 1 سورة البينة
إعراب القرآن الكريم: إعراب لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (1)
حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قول الله: [ ص: 540] ( والمشركين منفكين) قال: لم يكونوا منتهين حتى يأتيهم; ذلك المنفك. وقال آخرون: بل معنى ذلك أن أهل الكتاب وهم المشركون ، لم يكونوا تاركين صفة محمد في كتابهم ، حتى بعث ، فلما بعث تفرقوا فيه. وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد ، حتى تأتيهم البينة ، وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه ، رسول من الله. إعراب قوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة الآية 1 سورة البينة. وقوله: ( منفكين) في هذا الموضع عندي من انفكاك الشيئين أحدهما من الآخر ، ولذلك صلح بغير خبر ، ولو كان بمعنى ما زال ، احتاج إلى خبر يكون تماما له ، واستؤنف قوله ( رسول من الله) هي نكرة على البينة ، وهي معرفة ، كما قيل: ( ذو العرش المجيد فعال) فقال: حتى يأتيهم بيان أمر محمد أنه رسول الله ، ببعثة الله إياه إليهم ، ثم ترجم عن البينة ، فقال: تلك البينة
( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة) يقول: يقرأ صحفا مطهرة من الباطل
( فيها كتب قيمة) يقول: في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة ، ليس فيها خطأ ؛ لأنها من عند الله. ذكر من قال ذلك. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة) يذكر القرآن بأحسن الذكر ، ويثني عليه بأحسن الثناء.
سورة البينة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين - Youtube
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) ﴾. سورة البينة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين - YouTube. اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ فقال بعضهم: معنى ذلك: لم يكن هؤلاء الكفار من أهل التوراة والإنجيل، والمشركون من عَبدة الأوثان ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ يقول: منتهين حتى يأتيهم هذا القرآن. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ قال: لم يكونوا ليَنتهوا حتى يتبين لهم الحق. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ قال: منتهين عما هم فيه.
إعراب قوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة الآية 1 سورة البينة
كما في قوله: { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}ِِ [البقرة: 178] ، وقوله: { حَتَّىَ يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]، وقوله: { حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230] ، ونظائر ذلك.
والآية تتضمن الإخبار عن وجوب إثبات البينة، وامتناع الانفكاك بدونها.
لم يقصد بها مجرد الخبر عن عدم الانفكاك ثم ثبوته في الماضي.
وهو كما لو قيل: [لم يكونوا ينفكوا حتى تأتيهم البينة]، لكن هنا ذكر اسم الفاعلين، فقيل: [منفكين]. وهو سبحانه لما ذكر أنه لابد من إرسال الرسل إلى الذين كفروا من المشركين وأهل الكتاب لتقوم عليهم الحجة بذلك، ذكر بعد هذا أن أهل الكتاب الذين آمنوا بالرسل ، ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءتهم البينة، وقامت عليهم الحجة. فبينات الله وحجته قامت على هؤلاء وهؤلاء. وهو لم يعذب واحدًا من الحزبين إلا بعد أن جاءتهم البينة، وقامت عليهم الحجة. " انتهى كلامه باختصار من مجموع الفتاوى المجلد السادس عشر
Hits: 957
الآيات القرآنية > 0098 - سورة البينة >