ظلم الإنسان لنفسه بارتكاب المعاصي: تعد الطاعة سببًا من أسباب رضى الله عز وجل عن العبد، والمعصية هي سبب من أسباب غضب الله عز وجل على العبد، وكان أول تكليف لسيدنا آدم عليه السلام تحذيره من معصية الله عز وجل، وتعريض نفسه إلى الظلم، قال الله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [٧] ، وحق الله عز وجل على العباد أن يوحدوه ويعبدوه وأن يطيعوه ويشكروه، فإذا خالفوا هذا أصبحوا من الظالمين. ظلم الإنسان لغيره: لا يصح أن يظلم المسلم أخاه المسلم، بل لا بد من نصره سواء كان مظلومًا فيقف بجانبه أو ظالمًا ينهاه عن ظلمه، وأول حالات الانتصار للمسلم كانت الوقوف إلى جانبه إذا تعرض للاضطهاد والغزو في دينه، قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [٨].
- حديث الرسول عن الظلم
- حديث قدسي عن الظلم
- حديث نبوي عن الظلم
حديث الرسول عن الظلم
- وقال جعفر بن يحيى: (الخراج عمود الملك، وما استغزر [6128] استغزره: طلب غزارته وكثرته. ((تكملة المعاجم العربية)) (7/404). بمثل العدل، وما استنزر [6129] استنزر: طلب القليل التافه. انظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (14/204). بمثل الظلم) [6130] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31). انظر أيضا:
أولًا: ذم الظلم والنهي عنه في القرآن الكريم.
حديث قدسي عن الظلم
– عن جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "، عن أبي بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين "، وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي، والعقوق ". – عن أبي بكرة قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم" وفي رواية أخرى " كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي وعقوق الوالدين أو قطيعة الرحم، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت ". – عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم ، وليس شيء أعجل عقابا من البغي، وقطيعة الرحم "، عن أبي موسى الأشعري عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة * إن أخذه أليم شديد)". الدرر السنية. – عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: "اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"، عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ".
حديث نبوي عن الظلم
الظلم
يُعد الظلم من أعظم المعاصي وأشدّها عذابًا باتفاق كافة الطوائف، كما أنه من السجايا الراسخة في معظم النفوس، إذ عانت البشرية طوال تاريخها ألوان الأهوال والمآسي، مما جعل الحياة مليئة بالكآبة، وكان الظلم منبعًا ومدعاة للدمار والفساد وجامعًا للآثام، وقد ذُمّ الظلم في القرآن الكريم بقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [١].
- (ودخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق يوم الأذان؛ قال هشام: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف:44] ، فصعق هشام، فقال طاوس: هذا ذلُّ الصفة، فكيف المعاينة؟) [6124] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124). - (وقال المهدي للربيع بن أبي الجهم، وهو والي أرض فارس: يا ربيع، آثر الحق، والزم القصد، وابسط العدل، وارفق بالرعية، واعلم أنَّ أعدل الناس من أنصف من نفسه، وأظلمهم من ظلم الناس لغيره) [6125] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31). وصيّة الامام عليّ لولديه ..."كونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً" المصدر: نهج البلاغة. - (وقال ابن أبي الزناد: عن هشام بن عروة قال: استعمل ابن عامر عمرو ابن أصبغ على الأهواز، فلما عزله، قال له: ما جئت به؟ قال له: ما معي إلا مائة درهم وأثواب. قال: كيف ذلك؟ قال: أرسلتني إلى بلد أهله رجلان: رجل مسلم له ما لي، وعليه ما عليَّ، ورجل له ذمة الله ورسوله، فوالله ما دريت أين أضع يدي. قال: فأعطاه عشرين ألفًا) [6126] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (1/31) - وكان شريح القاضي يقول: (سيعلم الظالمون حقَّ من انتقصوا، إنَّ الظالم لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب) [6127] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/124).