[٤]
حكم طواف الحائض بالكعبة
إن الطهارة من الحيض شرط لصحة الصلاة وهو شرط أيضًا لصحة الطواف، ولكن إذا لم ينقطع الحيض عن المرأة قبل مغادرة مكة المكرمة وأرادت الطواف، ففي هذه الحالة تعددت آراء العلماء في حكم طوافها، والتفصيل في هذه المسألة كما يأتي: [٥]
لا يجوز للحائض الطواف ولا يصح منها، وهو مذهب الشافعية والمالكية وقول من مذهب الحنابلة. الطهارة من الحيض ليس شرطاً للطواف، ولكنه واجب فيكون عليها الذبح، وهو مذهب الحنفية ورواية عن الإمام أحمد. حكم دخول الحائض المسجد الشيخ ابن عثيمين. إذا لم تطهر قبل مغادرة مكة، طوافها صحيح ولا تحتاج إلى ذبح، وهو مذهب ابن تيمية وابن القيم وغير واحد من علماء العصر الحديث، مستدلين بأن جميع الشروط والواجبات بالعبادات مرتبطة بالقدرة عليها، والحائض عنها عاجزة عن الطهارة فتسقط عنها. حكم دخول الحائض المسجد الأقصى
تنوعت آراء العلماء في حكم دخول المسجد للحائض على قولين، نبينهما على النحو الآتي: [٦]
الحرمة: وقد ذهب الجمهورإلى ذلك، فقالوا بحرمة دخول الخائض إلى المسجد الأقصى بشكل مطلق. الجواز: يجوز دخولها وهو قول ابن حزم ومن وافقه. وتجدر الإشارة إلى أن المساجد لا تختلف عن بعضها، ولا فرق بين المسجد الأقصى وغيره من المساجد، وعليه فإنه لا يجوز لها الدخول لأي مسجد كان والمكوث فيه، وكلها تأخذ نفس الأحكام.
- حكم دخول الحائض المسجد عند النبي
- حكم دخول الحائض المسجد الاقصى
حكم دخول الحائض المسجد عند النبي
4- عن عروة –رحمه الله– قال: أخبرتني عائشة – رضي الله عنها – أنها كانت ترجّل – تعني رأس رسول الله –صلى الله عليه وسلم– وهي حائض، ورسول الله –– حينئذ مجاور في المسجد، يدني لها رأسه وهي في حجرتها فترجله وهي حائض. [(رواه البخاري (1/ 67)، رقم الحديث:(296)]. ووجه الدلالة من الحديث: أن عائشة – رضي الله عنها – لم تدخل المسجد؛ لأنها حائض، فكانت ترجل النبي –صلى الله عليه وسلم– وهو داخل المسجد يدني لها رأسه وهي في حجرتها، فهذا يدل على منع دخول الحائض المسجد. نوقش: أن ترجيل عائشة-رضي الله عنها- ليس صريحا في منع الحائض من دخول المسجد؛ إذ إن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان معتكفا، وعائشة – رضي الله عنها – جالسة في غرفتها، والمعروف أن المرأة لا تخرج من بيتها إلا لحاجة، وعائشة – رضي الله عنها – ترجله وهي في حجرتها الملاصقة للمسجد. 5- أن المساجد منزهة عن النجاسات والقاذورات ومن صيانتها منع الحائض من المكث فيها. حكم جلوس ومرور الحائض في المسجد - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. نوقش: أن العلة في منع الحائض المكث في المسجد هي نجاسة الدم وهذا لا خلاف فيه، لكن لا تمنع من المكث فيه إن أمنت تلويث المسجد بالتحفظ الجيد، وهو أمر سهل ويسير. الاتجاه الثاني: يرى جواز مكث الحائض في المسجد.
حكم دخول الحائض المسجد الاقصى
أما المجتاز في المسجد، إما للخروج منه أو للدخول فيه؛ مثل أن يكون قد نام في المسجد فأجنب، فيجب الخروج منه، أو يكون الماء في المسجد، فيدخل إليه، أو يكون طريقه عليه فيمر فيه من غير إقامة - فهذا كله جائز، ولا يمكث في المسجد أبدًا. وقد روى سعيد بن منصور في سننه عن جابر قال: (كان أحدنا يمرُّ في المسجد جنبًا مجتازًا)، ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ﴾ [النساء: 43]؛ إذ المراد بالصلاة موضعُ الصلاة، وهو المسجد؛ كما قال تعالى: ﴿ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ ﴾ [الحج: 40]، والمراد بالصلواتِ مواضعها، وعليه فالمعنى: ولا تقربوا المسجد وأنتم جنب إلا مجتازينَ فيه، وهذا أَولى مِن تأويل (عابري سبيل) بالمسافرين. حكم دخول الحائض المسجد النبوى. ويدلُّ على صحة تأويله بالمجتازِ وجهان:
أحدهما: أن المسافر الجنب لا تصح صلاته بدون التيمُّم، ولم يذكر التيمُّم ها هنا، فيحتاج إلى إضمار شيئين: عدم الماء، وذكر التيمم. وأما على تأويله بالمجتاز، فلا يحتاج إلى إضمار شيء. والوجه الثاني: أن الله تعالى ذكر حكمَ السفر، وعدم الماء، وجواز التيمم بعد هذا، فلا يحمل هذا على حكم مُعادٍ في نفس الآية.
ويدل على ذلك أيضًا أن جميع القرَّاء استحسنوا الوقف على قوله (حتى تغتسلوا)، وفيه دليل على أن حكم الجنابة باقٍ على الجنب إلى غايةٍ هي الاغتسال. ما يستفاد من ذلك:
1- أنه يَحرُم على الحائض والجنب المكثُ في المسجد. 2- أنه يجوز الاجتياز فيه للضرورة. مرحباً بالضيف