[٧]
يعدُّ تصرُّف الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- مع أمِّه حين سبَّت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصرُّفاً نابعاً من حُسن الخلق والأدب في التَّعامل مع الوالدين، حيث غضب لرسول الله ولكنَّ غضبه لم يجعله يسيء الأدب مع والدته، بل ذهب وطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يدعو لها. تعرّض المقال لبعض القصص من حياة بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- والتي تُظهر حسن الخلق عندهم، منها قصة عثمان بن عفان مع تُجَّار المدينة عام الرَّمادة، و قصة أبي بكر مع ضيوفه، وغيرها. المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5392، صحيح. ^ أ ب محمد صالح المنجد، "ضيوف الصديق" ، الشيخ محمد صالح المنجد ، اطّلع عليه بتاريخ 24-8-2021. بتصرّف. ↑ محمد صالح المنجد، سلسلة الآداب الإسلامية ، صفحة 11. بتصرّف. ^ أ ب ت الحسن بن علي الطوسي (1407)، كتاب سياست نامه سير الملوك (الطبعة 2)، قطر:دار الثقافة، صفحة 186. بتصرّف. ^ أ ب راغب السرجاني، كن صحابيا ، صفحة 11. بتصرّف. قصه عن الأخلاق والرقائق. ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني ، صفحة 7. بتصرّف. ^ أ ب رواه الذهبي، في تاريخ الإسلام، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:351، صحيح.
- قصه عن الأخلاق حملة يطلقها فرع
- هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان • الموقع الرسمي لحركة التوحيد والإصلاح
قصه عن الأخلاق حملة يطلقها فرع
فذهب إلى النبي وأخبره بأنه لا يريد شيء سوى الشهادة في سبيل الله، فأخبره رسولنا الكريم أنه إذا كان يريد ذلك بصدق فسوف يحقق الله له ما يتمناه. بالفعل في إحدى غزوات المسلمين استشهد الأعرابي في سبيل الله، وكان صادقا مع الله فصدقه الله تعالى، وأعطى له ما تمنى من خير. هنا نرى أن الصدق مهم جدا ومن أهم الفضائل التي يجب أن نتحلى بها، وأن الصدق يكون مع الله ونفسك ومع الناس، يعني أن تتحلى بالصدق في كل شيء
[٢]
وفي هذه القصة يظهر حرص أبو بكرٍ الصديق على إكرام ضيوفه، وعدم التأخُّر عليهم في طعامهم، وذلك توجيباً لهم وإعلاءً لشأنهم ومكانتهم، وفي هذا يظهر حسن خلق أبي بكر الصديق في التَّعامل مع الضيوف. قصة عمر مع المرأة الفقيرة
في يومٍ من الأيَّام وبينما كان الخليفة عمر -بن الخطاب- يتجوَّل في المدينة ويتفقَّد أحوال الرَّعيّة، إذ سمع صوت بكاء أطفال فأسرع ليرى ما الأمر، فرأى امرأةً تضعُ وعاءً على النَّار وكأنَّها تطهو، وعندها طفلان يبكيان، وسمِعها تشكو عمر بن الخطاب إلى الله -عزَّ وجل- من فقرها وحاجتها، ولأنَّ عمر لا يعلم بحالها. [٤]
فذهب عمر -رضي الله عنه- ليسألها عن أمرِها، وأمرِ أطفالها الذين يبكون، فقالت: لا أملك طعاماً أسدُّ به جوع أطفالي، وكلَّما همُّوا بالبكاء، قمتُ فوضعتُ ماءً في القِدر وأضعه على النار، وأقول لهم: ناموا حتى ينضج الطعام، فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك من المرأة، لامَ نفسه، كيف أنَّ هناك من هو من رعيَّته وينام في جوعه من حاجته وقلَّة حيلته. قصه عن الأخلاق حملة يطلقها فرع. [٤]
فذهب -رضي الله عنه- و جاء بكيسين يحوِيان طعاماً وشراباً، وقام بإعداد الطَّعام لتلك المرأة وأطفالها، ولمَّا نضج الطَّعام طلب من المرأة أن توقِظ الأطفال لكي يأكلوا، فأيقظتهم وقامت بإطعامهم، وجعل عمر يُصلِّي، ويستغفر الله، ويطلبُ منه المغفرة والعفو عمَّا كانت به المرأة من حاجةٍ ومن شكواها إيّاه إلى الله -عزَّ وجل-.
يتكلم مع كل ذي لغة بلغته اتساعا في الفصاحة واستحداثا للألفة والمحبة:
قال القاضي عياض في الشفا: كان- صلى الله عليه وسلم - يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها حتى كان كثير من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله، ومن تأمل حديثه وسيره علم ذلك وتحققه وليس كلامه مع قريش والأنصار وأهل الحجاز ونجد، ككلامه مع ذي المشعار الهمداني وطهفة النهدي [8] ،... وغيرهم من أقيال حضرموت وملوك اليمن [9]. وقال الرافعي: ولا نعلم أن هذه الفصاحة قد كانت له صلى الله عليه وسلم؛ إلا توفيقًا من الله وتوقيفًا، إذ ابتعثه للعرب وهم قوم يقادون من ألسنتهم، ولهم المقامات المشهورة في البيان والفصاحة؛ ثم هم مختلفون في ذلك... فمنهم الفصيح والأفصح، ومنهم الجافي والمضطرب، ومنهم ذو اللوثة والخالص في منطقه، إلى ما كان من اشتراك اللغات وانفرادها بينهم، وتخصص بعض القبائل بأوضاع وضيع مقصورة عليهم، لا يساهمهم فيها غيرهم من العرب، إلا من خالطهم [10]. كلامه صلى الله عليه وسلم موجز لم يسبق إليه:
قال ابن رجب- رحمه الله-: جوامع الكلم التي خص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - نوعان: أحدهما: ما هو في القرآن.... هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان • الموقع الرسمي لحركة التوحيد والإصلاح. ، والثاني: ما هو في كلامه - صلى الله عليه وسلم -، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه، وقد جمع العلماء جموعا من كلماته الجامعة، فصنف الحافظ أبوبكر بن السني، كتابا سماه: الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة، وجمع القاضي أبو عبد الله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتابا سماه: الشهاب في الحكم والآداب، وصنف على منواله قوم آخرون، فزادوا على ما ذكره زيادة كثيرة [11].
هدي النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان &Bull; الموقع الرسمي لحركة التوحيد والإصلاح
وفي هذا فائدتان في بيان هديه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب:
الأولى: أن من العلم ـ وخصوصاً في باب الاعتقاد ـ ما لا يشاع لعامة الناس، بل يؤخر نشره إلى أن يناسب الحال نشرَه وبثّه، وهذا يختلف باختلاف البلدان، والأحوال، والأشخاص، وهذا الهدي النبوي باقٍ إلى يوم القيامة. وهذا كما هو هديه صلى الله عليه وسلم في الأقوال، فهو هديه ـ أيضاً ـ في الأفعال، كما في قصة ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وسيراً على هذا الهدي كان بعض أئمة السنة ـ كالإمام أحمد ـ يكره التحديث بأحاديث الصفات عند العامة. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. الثانية: وهي وثيقة الصلة بما قبلها، أن للعالم أن يخص بعض نجباء طلابه ببعض العلم، إذا كان الطالب يفقه أبعاد الخطاب ومراميه. وقد بوب البخاري ـ رحمه الله ـ على هذا في صحيحه بقوله: "باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية أن لا يفهموا"، ثم أورد تحت هذا الباب قولَ عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ: "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله". وفائدة ذلك أن يتصل العلم، ولا ينقطع بموت العالم، ويبقى في الطلاب من يتحمل مسؤولية البلاغ بعد ذلك، ناهيك عن الأثر النفسي الرائع الذي يتركه هذا الاختصاص.
كثير منا يجتهد أشد الاجتهاد في أول الشهر، وعندما يأتي الثلث الأخير منه ترانا قد قلَّت هِمَّتنا وتوارت عزيمتنا، ونامت العيون عن العبادات، إنها عشر رابحات، وسباق للقلوب، وموسم للتجارة الرابحة، وبداية قلب جديد لكل من أراد أن يغتسل من التقصير، ولهذا جعل الله آخره أفضل من أوله؛ قال العلامة السعدي رحمه الله: من اجتهد أول رمضان وفَتر آخره، كان كمن بذَر حبة وسقاها ورعاها حتى إذا أوشك زمن الحصاد راح وتركها. إذًا العشر الأواخر ليست للكسل والنوم، بل اجعل رسولك الحبيب قدوتك؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: " « كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد مئزره » ". شمِّر وانفض عن نفسك بوادرَ الفتور إذا داهمتْك، وأيقظ أهل بيتك، وقُم الليل، وأحي النهار بالطاعات، فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أيقظ أهله، وكان يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلًا: "ألا تُصليان"، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يتجه إلى حجرات نسائه آمرًا فيقول: " « أيقظـوا صَواحب الحجر، فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة » "؛ (أخرجه البخاري). وكان لا يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا، يطيق الصلاة إلا أيقظه؛ "فعند الطبراني من حديث علي رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".