"ليس سرور يعدل لقاء الإخوان، ولا غم يعدل فراقهم" هكذا وصف أسلافنا شوق الأخ لأخيه ولهفته للجلوس معه ومنادمته، ولم يبتعدوا في وصفهم عن الحقيقة، فما من أحدٍ إلا ويجد في مجالسة الأحباب والخلاّن لذّة وأنساً لا يجده في متع الحياة الأخرى، فهو الشراب الطهور الذي يروي ظمأ النفوس، والبلسم الشافي لمتاعب الكدّ والعمل، والمنُسي لجراحات الروح، ولولا هذه اللقاءات وتلك المجالس ما قوي أحدٌ على تحمّل المشاقّ والمصاعب. وتلك نعمةٌ منّ الله بها على البشريّة عموماً وعلى المؤمنين خصوصاً، ولا يقدر هذه النعمة قدرها إلا من فقدها، وإذا كان الوصالُ مكتوباً ومقدوراً على الناس في الدنيا، فكيف الحال بعد الموت؟ وهل كتب الله التلاقي والتزاور، والحوار والحديث، بين الأرواح في المرحلة البرزخيّة؟
لا شكّ أن إثبات هذه القضيّة الغيبيّة أو نفيها لا يمكن أن تكون وسيلته هي العقل المجرد، وإنما مردّ ذلك إلى النصّ الشرعي؛ لأن المسألة خبرٌ من الأخبار عن عالمٍ ليس للبشريّة قدرة على إدراكه أو استنتاجه، وسوف نستعرض في ما يلي ما ورد من أدلّة شرعيّة حول هذه ا لقضية. إننا نجد أن عدداً من العلماء أثبتوا للأرواح نوعاً من اللقاء والحديث وفق ما تقتضيه النصوص الشرعيّة الصحيحة، ومن جملة هؤلاء العلماء: الإمام القرطبي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، و السيوطي ، وا لآلوسي ، مبيّنين الفرق بين المؤمنين والكافرين في أحوال لقاءاتهم وحدودها.
معلومات عن عالم البرزخ - سطور
[١٠]
هل ورد نص مخصوص حول البرزخ في القرآن الكريم؟
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحكي عن حياة البرزخ، ومن ذلك:
قوله -تعالى- في سورة المؤمنون: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}. [١١]
قوله -تعالى- في سورة غافر: {فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}. معلومات عن عالم البرزخ - سطور. [١٢]
هل ورد نص مخصوص حول البرزخ في السنة النبوية؟
وردت في السنة الشريفة العديد من الأحاديث النبوية التي تحكي عن الحياة في البرزخ، ومن ذلك:
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخَل الميِّتُ القبرَ مُثِّلَتْ له الشَّمسُ عندَ غروبِها فيقولُ: دعوني أُصلِّي". [١٣] [١٤]
عن عبد الله بن عباس أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحدٍ جعل اللهُ أرواحَهم في جوفِ طيرٍ خضرٍ تَرِدُ أنهارَ الجنةِ، تأكلُ من ثمارِها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظِلِّ العرشِ، فلمَّا وجدوا طِيبَ مأكلِهم ومشربِهم ومَقِيلِهم، قالوا: من يُبلِّغَ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنةِ نُرزقُ؛ لئلا يزهدوا في الجهادِ ولا ينكلوا عن الحربِ؟ فقال اللهُ سبحانه: أنا أُبلِّغُهم عنكم، قال: فأنزل اللهُ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ اللهِ أَمْواتًا} إلى آخرِ الآياتِ".
هل ذكر عالم البرزخ في القران - إسألنا
[٤]
عذاب القبر ونعيمه: وذلك يكون بإذن الله -تعالى- بعد الإجابة عن سؤال الملكين، فإنّ أحسن العبد الإجابة فتح الله -تعالى- له بابًا من نعيم الجنة على قبره، ولو أساء في الإجابة فسيعاني ألوانًا من العذاب ويُعرض على النار غدوًّا وعشيًّا. [٥]
هل تلتقي الأرواح في عالم البرزخ؟
تُقسم الأرواح في الحياة الآخرة إلى قسمين، القسم الأوَّل هو الأرواح المُعذبة وهذه لا تلتقي مع غيرها؛ ففيها ما يشغلها من العذاب والويلات عن اللقاء بالأرواح الأخرى، أمَّا الأرواح التي في نعمة من الله -تعالى- ورحمة فيزور بعضها بعضًا، ويتذاكرون ما كان من حالهم في الحياة الدنيا، وصاحب الأعمال الحسنة الذي هو أعلى يزور الأدنى الذي أقل منه في الرتبة والدرجة، وإنَّ الروح تشرف على القبر وتعود إلى اللحد في بعض الأحيان. [٦] واستدلوا على ذلك يحديث شريف لأبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "إذا حُضِرَ المؤمنُ أتتهُ ملائِكَةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ، فيقولونَ: اخرُجي راضيةً مرضيًّا عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ فتخرجُ كأطيَبِ ريحِ المسكٍ حتَّى إنَّهُ ليُناولُهُ بعضُهُم بعضًا حتَّى يأتون بِهِ بابَ السَّماءِ فيقولونَ: ما أطيَبَ هذِهِ الرِّيحَ الَّتي جاءتْكم منَ الأرضِ فيأتونَ بِهِ أرواحَ المؤمنينَ فلَهُم أشَدُّ فرحًا بِهِ مِن أحدِكُم بِغائبِهِ يقدمُ علَيهِ فيَسألونَهُ ماذا فَعلَ فلانٌ ماذا فعلَ فلانٌ، فيقولونَ: دَعوهُ فإنَّهُ كانَ في غَمِّ الدُّنيا".
هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ ام لا - ساحة العلم
وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبرت بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن الروح لتلقى الروح) رواه أحمد، إلا أن الحديث لا يخلو من كلام في سنده وفي متنه. ومن ناحيةٍ أخرى، فإن بين يدينا أدلّة صحيحة غير صريحة قد يُفهم منها ثبوت التزاور والتلاقي، منها قوله تعالى: { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} (النساء:69)، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتواتر: (المرء مع من أحب) ، فهذه المعيّة مجملةٌ قد يكون من دلالاتها المعيّة في الحياة البرزخيّة، كما قال الإمام ابن القيم: "وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي الدار البرزخ وفي دار الجزاء، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة". ويستدلّ الإمام ابن القيم على مسألتنا بقوله تعالى: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون*يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} (آل عمران:169-171) فيقول: "وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل.
وعنه رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء، فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض، فإذا قال: تركت فلانا في الدنيا: أعجبهم ذلك، وإذا قال: إن فلانا قد مات، قالوا: ما جيء به إلينا) رواه البزار ، فالحديث يبيّن سؤال أرواح المؤمنين الذين ماتوا في السابق للروح الصاعدة عن أحوال أهل الأرض ومن مات منهم ومن بقي، ويعلمون أن بعضهم قد ذُهب به إلى العذاب. وقريبٌ منه حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن نفس المؤمن إذا مات يتلقى أهل الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا، فيقولون: انظروا صاحبكم يستريح، فإنه كان في كرب شديد. ثم يسألونه ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن أحد قد مات قبله قال: هيهات قد مات ذاك قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذُهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية) رواه الطبراني وصححه الألباني. ولأبي قتادة رضي الله عنه حديثٌ يدلّ على ما هو أكثر من اللقاء الأوليّ الحاصل بين الأرواح الحديثة والأرواح السابقة، فيه إثباتٌ للتزاور الحاصل بين تلك الأرواح، ونصّ الحديث مرفوعاً: ( إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم) رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني بمجموع طرقه.
فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما. منتقعا لونه مرعوبا. قد يبست يداه على حجره. حتى قذف الحجر من يده. وقامت إليه رجال قريش. فقالوا له ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط. فهم بي أن يأكلني. جاء الأخنس بن شريق قائد بني زهرة إلى أبي جهل ابن هشام بن المغيرة ولما اختلى به سأله قائلاً أترى محمداً يكذب ؟ فقال أبو جهل ماكذب قط وكنا نسميه الأمين ولكن اذا كان في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شيء لبني مخزوم ؟. ذكر الأمام البغوي في تفسيره أن النبي في المسجد قرأ (( حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. هشام بن المغيرة - أرابيكا. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. ذي الطول لاإله إلا هو إليه المصير)). وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له رسول الله واعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال:
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولامن كلام الجن أن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.
قصة هشام بن المغيرة وضباعة
المزي - تهذيب الكمال - الجزء ( 21) - رقم الصفحة: ( 317) 4225 - ع: ( 1) عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ابن غالب القرشي العدوي ، أبو حفص ، أمير المؤمنين ، وأمه حنتمة بنت هاشم ذي الرمحين بن المغيرة بن عبد الله إبن عمر بن مخزوم ، وقيل: حنتمة بنت هشام ، وهو أشهر ، والأول أصح. اليعقوبي - تاريخ اليعقوبي - الجزء ( 2) - رقم الصفحة: ( 139) - أيام عمر بن الخطاب: ثم إستخلف عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله إبن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب ، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة ، وقيل لسبع بقين منه سنة 13. الطبري - تاريخ الطبري - الجزء ( 3) - رقم الصفحة: ( 267) - حدثنا: إبن حميد قال: ، حدثنا: سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، وحدثني: الحارث قال: ، حدثنا: إبن سعد ، عن محمد بن عمر وهشام بن محمد ، وحدثني: عمر قال: ، حدثنا: علي إبن محمد ، قالوا جميعا في نسب عمر هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي وكنيته أبو حفص وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
هشام بن المغيرة - أرابيكا
أبي ربيعة ذو الرمحين المخزومي القرشي الكناني. [2]
إخوته: تسعة أخوة بين ذكور وإناث، هم: الوليد، حفص، حذيفة، أسد، الفاكه، تماضر، سلمى، رملة، صفية. [3]
قبيلته: بنو مخزوم وهي البطن الذي كان له أمر القبة التي كانت تضرب ليجمع فيها ما يجهّز به الجيش، و أعنة الخيل وهي قيادة الفرسان في حروب قريش. [4] كان لمخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا في ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى بطون قريش وهو ما كان له أثره في اضطلاعهم وحدهم ببناء ربع الكعبة بين الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء بقية الأركان، [5] وقد اشتهر منهم الكثير في الجاهلية والإسلام ومنهم الشاعر عمر بن أبي ربيعة والتابعي سعيد بن المسيب. قال أبي طالب بن عبد المطلب مفاخراً: [6]
وخالي هشامُ بنُ المغيرة ِ ثاقبٌ إذا همَّ يوماً كالحُسامِ المُهَّندِ
وخالي الوليدُ العِدْلُ عالٍ مكانُهُ وخالُ أبي سُفيانَ عَمرُو بنُ مَرْثَدِ
سيرته
أسرته
أولاده: ربيعة وعمرو وعياش وعبد الله وبجير وعكرمة. بناته: حنتمه، أم عمر بن الخطاب العدوي القرشي الكناني. مراجع
^ Muhammad ibn Saad, Tabaqat al-Kabir vol. 3. Translated by Bewley, A. (2013). The Companions of Badr, p. 203.
(*) وخرج إلى الشّام في زمن عمر بن الخطّاب راغبًا في الرّباط والجهاد، فتبعه أهلُ مكّة يبكون لفِرَاقِه، فقال: إنها النقلة إلى الله، وما كنت لأوثر عليكم أحدًا. ))