تاريخ النشر: الأربعاء 9 رمضان 1431 هـ - 18-8-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 139060
16827
0
286
السؤال
أنا شاب عمري 24 عاما، تعرفت على فتاة من النت، وتقدمت لها للزواج، وجدت أن أهلها يطلبون مهرا عاليا ومطالب كثيرة حتى أنهم قالوا إن الحي الذي أسكن فيه ليس من مستواهم، مع العلم أنهم يسكنون في مثله. وأنا أعمل كل جهدي لكي أحقق مطالبهم، فعلت كل شيء، كل ما أقول فرجت أجد نفسي واقفا مكاني، كأني أدور حول نفسي، ما أصعب أن يكون الإنسان مكبلا، أدعو الله كثيرا أن تكون من نصيبي، وهي ترفض كل من يتقدم لها، لا أعرف ماذا أفعل؟أريد رأيكم ونصحكم لعلي أجد النصيحة الشافية. وشكرا. الترغيب في تخفيف المهر وتقليل مؤنة النكاح - إسلام ويب - مركز الفتوى. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمغالاة في المهور والمباهاة بكثرتها أمور مذمومة في الإسلام، بل إن العكس هو الصحيح، والدليل على ذلك أن الشرع قد جعل قلة المهر دليلا على يمن الزوجة وبركة النكاح، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة. وفي رواية: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة. رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 133638 والفتوى رقم: 61385.
الترغيب في تخفيف المهر وتقليل مؤنة النكاح - إسلام ويب - مركز الفتوى
يُستَحَبُّ تخفيفُ المُهورِ، وتَركُ المغالاةِ فيها [699] وممَّا يُؤسَف له في هذا الزمانِ: المغالاةُ الفاحشةُ في المُهور، حتى صار الزواجُ مِن الأمور الشاقَّة التي تُثقِل كاهلَ الزَّوج بجبال مِن الدُّيون؛ ممَّا أدَّى إلى كثرةِ العوانسِ الحَبيساتِ في المنازِل؛ بسببِ التعنُّتِ والتمظْهر والمباهاة. ، نَصَّ عليه الجُمهورُ: المالِكيَّةُ [700] ((الشرح الكبير)) للدردير (2/309)، ((منح الجليل)) لعليش (3/452). ويُنظر: ((الذخيرة)) للقرافي (4/352). ، والشَّافِعيَّةُ [701] ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (7/375)، ((نهاية المحتاج)) للرملي (6/335)، ((الغرر البهية)) لزكريا الأنصاري (4/182). ، والحَنابِلةُ [702] ((الإقناع)) للحجاوي (3/208)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/128). الأدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ: 1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ مِن يُمنِ المرأةِ تَيسيرَ خِطبتِها، وتَيسيرَ صَداقِها، وتَيسيرَ رَحِمِها [703] تَيسير رَحِمِها: أي للولادةِ بأن تكونَ سريعةَ الحَمْلِ، كثيرةَ النَّسلِ. يُنظر: ((فيض القدير)) للمناوي (2/543). ) [704] أخرجه أحمد (24478) واللفظُ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3612)، والحاكم (2739).
ومن المعلوم أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ومن هذا يؤخذ مشروعية إرشاد الناس وردعهم عن التمادي في هذا الأمر الذي يحول دون المرء ودون فعل ما أوجبه الله عليه، لا سيما والأمر بتقليل المهر لا يتضمن مفسدة، بل هو مصلحة محضة للزوج والزوجة، بل هو أمر محبوب للشارع مرغب فيه كما تقدم. 4- إن امتناع ولي المرأة من تزويجها بالكفء إذا خطبها ورضيت به إذا لم يدفع ذلك الصداق الكثير الذي يفرضه من أجل أطماعه الشخصية أو لقصد الإسراف والمباهاة أمر لا يسوغ شرعا، بل هو من باب العضل المنهي عنه الذي يفسق به فاعله إذا تكرر. قال الشيخ ابن عثيمين:
"ولقد أوجد أهل العلم تذليلا لهذه العقبة حيث قالوا إن الولي إذا امتنع من تزويج موليته كفؤا ترضاه فإن ولايته تزول إلى من بعده فمثلا لو امتنع أبو المرأة من تزويجها كفؤا في دينه وخلقه وقد رضيته ورغبت فيه فإنه يزوجه أولى الناس بها بعده فيزوجها أولى الناس بها ممن يصلح للولاية من اخوتها أو أعمامها أو بنيهم". 5- أن كثرة المهور والمغالاة فيها عائق قوي للكثير من التزوج ولا يخفى ما ينجم عن ذلك من المفاسد الكثيرة وتفشي المنكرات بين الرجال والنساء، والوسائل لها حكم الغايات، والشريعة المطهرة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، ولو لم يكن في السعي في تقليل المهور إلا سد الذرائع المسببة فعل المحرمات لكفى.
وقال شهر ابن حوشب: (كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره بعضهم فذهب به إلى السماء).. [رواه ابن جرير]. وعن سعد بن مسعود قال: كانت الملائكة تقاتل الجن فسبي إبليس وكان صغيراً فكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أُمروا بالسجود لأدم سجدوا وأبى إبليس فلذلك قال تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ}.. [الكهف: 50]. محتوي مدفوع
إعلان
هل إبليس من الجن أم من الملائكة ؟ - حسوب I/O
ادعاء كون إبليس من الملائكة يتعارض مع عصيانه لربه ( *)
مضمون الشبهة:
يستند بعض المشككين إلى رأي من ذهب من المفسرين إلى أن إبليس من الملائكة - في القول بالتعارض بين ما ذهبوا إليه وبين عصيانه لربه؛ إذ لم يسجد لآدم، متسائلين: كيف يعصي إبليس ربه، وهو من الملائكة الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله:) يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) ( (التحريم). وجوه إبطال الشبهة:
1) اختلف المفسرون في حقيقة إبليس: هل هو من الملائكة، أو من الجن؟ فانقسموا فريقين: أحدهما ذهب إلى عده من الملائكة، والآخر صنفه ضمن الجن. 2) ليس ثمة تعارض بين كون إبليس من الملائكة - على رأي من عده منهم - وبين عصيانه لربه، وذلك أن طبيعته تختلف عن طبيعتهم. هل ابليس من الملائكه ام من الجن. 3) لقد عصى إبليس ربه ولم يسجد لآدم كما أمره؛ لظنه أنه أفضل منه؛ إذ خلق من نار، وخلق آدم من طين. التفصيل:
أولا. حقيقة إبليس:
اختلف العلماء والمفسرون قديما وحديثا حول طبيعة إبليس وحقيقته: هل هو من الملائكة أو من الجن؟ وذلك على قولين:
القول الأول: إبليس من الملائكة:
وهذا رأي الجمهور: ابن عباس وابن مسعود وابن جريج وابن المسيب وقتادة وغيرهم، وهو اختيار أبي الحسن، ورجحه الطبري، قال ابن عباس، وكان اسمه عزازيل، وكان من أشراف الملائكة - وكان من الأجنحة الأربعة ثم أبلس بعد.
هل كان ابليس من الملائكة
ولقد استثناه الله - عز وجل - من الملائكة برغم أنه من الجن في الآية:) فسجدوا إلا إبليس ( لأنه لما دخل معهم في الأمر بأن يسجد لآدم، أريد منه ذلك بهذا القول، فصح الاستثناء؛ لأن الاستثناء من جهة المعنى لا يكون إلا كذلك، وكان كفر إبليس وخلوده في النار لأنه عصى الأمر، ولم يكتف بذلك، وإنما رد الأمر على الآمرعز وجل. ويقول سبحانه وتعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا (61) ( (الإسراء). ثانيا. عدم التعارض بين كون إبليس من الملائكة، وبين عصيانه لربه:
لقد استند مثيرو هذه الشبهة إلى رأي بعض المفسرين الذين ذهبوا إلى أن إبليس من الملائكة في الخلوص إلى تعارض رأيهم هذا مع معصيته لربه، متسائلين: كيف يعصي ربه، وهو من الملائكة؟! وقد تجاهل هؤلاء الأقوال التي ذكرها أصحاب هذا الرأي في دفعهم ما يتوهم من تعارض بين كون إبليس من الملائكة، وبين عصيانه لربه. هل إبليس من الجن أم من الملائكة ؟ - حسوب I/O. فلقد ذهب هؤلاء المفسرون إلى أنه " لا يمتنع أن يخرج إبليس من جملة الملائكة لما سبق في علم الله بشقائه عدلا منه، لا يسأل عما يفعل، وليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة حين غضب عليه ما يدفع أنه من الملائكة " [5]. والذي حققه ابن تيمية: "أن الشيطان كان من الملائكة باعتبار صورته، وليس منهم باعتبار أصله، ولا باعتبار مثاله" [6].
هل إبليس الذي قدم على آدم عليه السلام من الملائكة. ما هي الأدلة في أن إبليس من الملائكة. هل رأى أهل الكتاب في حقيقته إبليس. هل إبليس الذي قدم على آدم عليه السلام من الملائكة؟ لقد قال بذلك ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة وسعيد بن المسيب وآخرون، قال القرطبي: إنه من الملائكة على قول الجمهور ابن عباس وابن مسعود وابن جريج وابن المسيب وقتادة وغيرهم، وهو اختيار الشيخ أبو الحسن ورجحه الطبري، وقال الألوسي: وذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين أنه من الملائكة، وقال ابن عباس، وأكثر المفسرون أن إبليس من الملائكة. هناك آثار وردت عن بعض الصحابة والتابعين وغيرهم تؤكد أن إبليس من الملائكة: – قال ابن عباس: وكان اسمه عزازيل وكان أشرف الملائكة، وكان أشرف الملائكة، وكان أُولي الأجنحة الأربعة ثم أبلس بعد. – وروى سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان إبليس من الملائكة فلما عصى غضب عليه فلعنهُ فصار شيطاناً. هل ابليس كان من الملائكه. – وعن قتادة إنه كان من أفضل صنفٍ من الملائكةِ خُلقوا من نارٍ وإبليس منهم، وخلق سائر الملائكة من نور. ما هي الأدلة في أن إبليس من الملائكة: وقد ورد القائلون بهذا الرأي على أصحاب الفريق الأول بالآتي: قوله تعالى: " وإذا قُلنا للملائكةِ اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس" البقرة:34.