معنى الآية الكريمة:
نادَى الجَبَّاُر عَزَّ وَجَلَّ عباده المؤمنين: يا أيها الذين آمنوا بالله ربًّا وإلهًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، كلوا من طيبات ما رزقناكم، واشكروا الله رَبَّكم على ما أنعم عليكم من حلال اللحوم، ولا تُحرموها كما حرَّمها مُقلدة المشركين، فإنه تعالى لَمْ يُحَرِّم عليكم إلا أكْلَ المَيْتَة والدَّمَ، ولَحْمَ الخِنْزيرِ، وما أُهِلَّ به لغيره تعالى، ومع هذا مَن ألجأتْه الضرورة، فخاف على نفسه الهلاك، فأكل، فلا إثم عليه، بشرط ألا يكون في سَفَره باغيًا على المسلمين، ولا عادِيًا بطريق يقطعها عليهم؛ لأن الله غفور لأوليائه التائبين، رحيم بهم، لا يتركهم في ضِيقٍ ولا حَرَجٍ [3].
{ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم }
قال السعدي رحمه الله: "هذا أمر للمؤمنين خاصة، بعد الأمر العام، وذلك أنهم هم المنتفعون على الحقيقة بالأوامر والنواهي، بسبب إيمانهم، فأمرهم بأكل الطيبات من الرزق ، والشكر لله على إنعامه، باستعمالها بطاعته، والتقوي بها على ما يوصل إليه، فأمرهم بما أمر به المرسلين في قوله { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}. فالشكر في هذه الآية، هو العمل الصالح، وهنا لم يقل "حلالاً" لأن المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق خالصة من التبعة، ولأن إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له. وقوله { إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} أي: فاشكروه، فدل على أن من لم يشكر الله، لم يعبده وحده، كما أن من شكره، فقد عبده، وأتى بما أمر به، ويدل أيضًا على أن أكل الطيب، سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر، عقيب النعم؛ لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة كما أن الكفر، ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة. ولما ذكر تعالى إباحة الطيبات ذكر تحريم الخبائث فقال { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} وهي: ما مات بغير تذكية شرعية، لأن الميتة خبيثة مضرة، لرداءتها في نفسها، ولأن الأغلب، أن تكون عن مرض، فيكون زيادة ضرر واستثنى الشارع من هذا العموم، ميتة الجراد، وسمك البحر، فإنه حلال طيب.
ولما كان الحل مشروطاً بهذين الشرطين، وكان الإنسان في هذه الحالة، ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها - أخبر تعالى أنه غفور، فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال، خصوصا وقد غلبته الضرورة، وأذهبت حواسه المشقة. وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة: "الضرورات تبيح المحظورات" فكل محظور، اضطر إليه الإنسان، فقد أباحه له، الملك الرحمن [فله الحمد والشكر، أولاً وآخرًا، وظاهراً وباطنًا]". 6
0
60, 500
طغاة هم حكام بلداننا العربية والإسلامية الذين أذلوا شعوبهم، وامتلكوا رقابها، وأصروا على حكمها رغما عن إرادتها عقودا متطاولة، كأنما ورثوا عرش امتلاكها عن آبائهم وأجدادهم!.. لكنهم طغاة أيضا أولئك الذين لا يملكون ما يقدموه لشعوبهم سوى تحريض شبابنا على القيام بتصرفات لا يتمتعون هم حتى بشجاعة التفكير فيها! إنهم حرباوات لا يملكون سبيلا لتحقيق مآربهم غير التحريض الماكر والتغزل المخادع ب"شجاعة" شبابنا و"جرأتهم" في الإقدام على ممارسات وأفعال لا يكسبون من ورائها إلا أن يخلقوا لأنفسهم ولمجتمعهم وذويهم معاناة جديدة تنضاف لما أرهقتهم به طاحونة القهر والإذلال والتهميش التي لا ترحم! تفسير قوله تعالى وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى. لا تصدقوهم أبدا (معشر شبابنا الطيب)، ولا تثقوا في شيء مما يزعمون؛ قولوا لهم: لا تحرضونا ولا تستغلوا حماسنا وصدقنا وصدمتنا.. لا تجعلوا من أجسامنا الندية ولحومنا الطرية سلما ترتقوه لبلوغ مقاصدكم مبتورة الصلة بآمالنا وأحلامنا! قولوا لهم: ما منعكم يا ساسة العجز والمزايدة من الالتفات إلى أجسادكم الممتلئة، وأجسامكم المكتنزة؟ أم أنها فولاذ لا يفت في عضده إلا نار الجحيم! ؟
لا تحرقوا (معشر شبابنا الغالي) أجسادكم بالنار؛ فإنه لا يحرق بالنار إلا ربها.. ولا تهلكوها فقد نهاكم عن ذاك ربكم؛ حين حذر وأنذر: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، ولا تريدوا قتل أنفسكم وقد أمر الله بإحيائها ونهى عن قتلها: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ".
تفسير قوله تعالى وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ - إسلام ويب - مركز الفتوى
1429-05-21 | 2008-05-26
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فما زلنا أيها القارئ الكريم مع شبهات المفتونين بمشروعية العمليات "الانتحارية" التي أطلقوا عليها زوراً وبهتاناً عمليات "استشهادية"، وقد ذكرت لك في المقال السابق شبهتين من شبههم ورددت عليهما ونكمل في هذا المقال فأقول وبالله أستعين وعليه أتوكل وإليه أنيب:
الشبهة الثالثة
ان في هذه العمليات تنكيل بالعدو مما يجبره في نهاية الأمر إلى الخروج من بلاد المسلمين كما حدث في بعض البلاد هنا وهناك. { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما }. والجواب: أن هذه العمليات الانتحارية قد نهانا الله عنها ورسوله كما ذكرت لك سابقاً بعض الأدلة في تحريم قتل الإنسان نفسه فلا يجوز أن نفعل ما نهى الله عنه ورسوله بحجة التجربة لعل العدو يخرج لو فعلنا ذلك. لاسيما يمكننا أن نخرج العدو بغير هذه الطريقة المحرمة وذلك بالرجوع إلى الله تعالى وإعداد العدة المتاحة ثم بالتوكل على الله تعالى وجهاد الكفار بقتالهم لا بقتل أنفسنا. وأما القول إن من خلال التجربة والواقع أن العدو يخرج من البلاد بالعمليات الانتحارية فأقول وأيضا بالتجربة والواقع العدو يخرج من البلاد بالجهاد المشروع والصبر والرجوع إلى الله تعالى، فلماذا نستبدل المحرم المحدث بالذي هو خير من المشروع المحبوب إلى الله تعالى؟!
وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا - ملتقى أهل التفسير
يجوز اخراج زكاة الفطر مالًا مطلقا و قال مفتي الجمهورية: يجوز إخراج زكاة الفطر من أول أيام رمضان، والذي نختاره للفتوى في هذا العصر، ونراه أوفقَ لمقاصد الشرع، وأرفقَ بمصالح الخلق، هو جوازُ إخراجِ زكاة الفطر مالًا مطلقًا، وهذا هو مذهب الحنفية، كما سبق، وبه العمل والفتوى عندهم في كل زكاة، وفي الكفارات، والنذر، والخراج، وغيرها، كما أنه مذهب جماعة من التابعين، وفي زكاة الفطر يُخرج الإنسان عن نفسه وزوجته -وإن كان لها مال- وأولاده ووالديه الفقيرين، والبنت التي لم يدخل بها زوجها، فإن كان ولده غنيًّا لم يجب عليه أن يخرج عنه. ولفت "علام" النظر إلى استحباب الزيادة لمن أراد على مبلغ زكاة الفطر إن كان يراه زهيدًا، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب، تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
8 تصريحات مهمة من مفتي الجمهورية عن صيام أول أيام رمضان
واختتم الدكتور شوقي علام حواره بالتأكيد على أنه يجب على المريض في كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لمرض السكر وغيره من الأمراض أن يستجيب للطبيب إن رأى ضرورة إفطاره وخطورة الصوم عليه.
{ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما }
والأهم من ذلك كله أن نقول كيف فهم السلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين هذه القصة؟ ولماذا على مرّ (العصور) والدهور ما استنبطوا من الحديث مشروعية الانتحار حتى جاء المفتونون وقالوا فيه ما قالوا؟! ومما قرره أهل العلم والفضل أننا نعتمد الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وتطبيقهم للنصوص التطبيق العملي وبهذا نمتاز عن سائر أصحاب الأهواء والبدع والمناهج المنحرفة الضالة. أخي القارئ الكريم لم ننته بعد من مناقشة المفتونين بالعمليات الانتحارية فانتظر إن كان في العمر بقية إن شاء الله وتابع المقال القادم وفيه ذكر كلام بعض العلماء في حكم من يقتل نفسه ظاناً أنه ينال الشهادة في ذلك. والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسأل الله أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فوائد قيّمة
الفائدة (21) قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا آمًنوا بالله ورسوله والكتاب) قال سعيد بن جبير رحمه الله:"فلو لم يكونوا مؤمنين لما قال لهم (يا أيها الذين آمنوا) (وإنما أراد بقوله دوموا على إيمانكم وازدادوا إيمانا بالله وطاعته واستكثروا من الأعمال الصالحة التي تزيد في إيمانكم وازدادوا يقينا وبصيرة ومعرفة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وقد يقول الناس بعضهم لبعض مثل ذلك في كل فعل يمتد ويحتمل الازدياد فيه كقولك للرجل يأكل: كل، تريد زد في أكلك، ولرجل يمشي: امش، تريد أسرع في مشيك ولرجل يصلي أو يقرأ: صل واقرأ، تريد زد في صلاتك، ولما كان الإيمان له بداية بغير نهاية، والأعمال الصالحة والأقوال الخالصة تزيد المؤمن إيمانا جاز أن يقول: يا أيها المؤمن آمن أي ازدد في إيمانك. (الإبانة لابن بطة). الفائدة (22) قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "ويجب عقوبة كل من انتسب إلى أهل البدع، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، او عظِمِ كتبهم، أو عُرِفَ بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم وأخذ يعتذر لهم، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليه والقيام عليهم من أوجب الواجبات".
تذكير العباد بفتاوى أهل العلم في الجهاد جمع وإعداد محمد الحصين ص 88. هذا والله أسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يهدي شباب المسلمين. والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.