** لقد أشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة لحمايتها، وكان قد تعلم هذه الحيلة الحربية في بلاده، فوافق النبي على ذلك، وقال: سلمان منّا أهل البيت، وحينما رأى المشركون الخندق قالوا: (هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، فقيل لهم: هذا من الفارسي الذي معه)، وقد حفر الصحابة الخندق شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، وعندما وصلتها الجيوش أقاموا حصاراً عليها دام ثلاثة أسابيع، مما أدّى إلى تعرِّض المسلمين للمشقة والجوع، حتى أرسل الله جنوداً من عنده، وكانت رياحاً قوية قلبت قدورهم، ونزعت خيامهم، وقذفت الرعب في قلوبهم، وانتصر المسلمون بذلك. وفاة سلمان الفارسي ولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سلمان الفارسي على بلاد فارس، فدخلها وصلى بالناس فيها يوم الجمعة، أما وفاته فكانت في عهد عثمان بن عفان، وقد تولّى عثمان -رضي الله عنه- دفنه والصلاة عليه وتجهيزه، ويقع مقامه في مدينة المدائن على بعد كيلومترين من نطاق كسرى، توفي عام 644 م.
اذكر صفتين من الصفات التي تميز بها سلمان – المنصة
[٦]
ولمّا أنزل الله تعالى في سورة الحجر قوله: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ) ، [٧] خاف سلمان الفارسي أن يكون من أهل النار، فارتعد من الخوف ثلاثة أيام، حتى أتى المسلمون به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن حاله، فقال إنّه عندما سمع هذه الآية تقطَّع قلبه، فأنزل الله -عز وجل- قوله: (إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَعُيونٍ) ، [٨] فاطمئن لذلك. [٦]
وهو الذي دلَّ المسلمين على حفر الخندق حول المدينة في غزوة الخندق، حيث كان عالماً بالأُمور العسكرية، حكيماً، عارفاً بالشرائع وغيرها من العلوم الشرعية، وقد كان محبوباً بين الناس، حتى أنَّ المهاجرين والأنصار كانوا يختلفون، فكُلُّ فئةٍ تقول إنَّه منهم لشدَّة حبِّهم وعزَّتهم به، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنَّه من أهل البيت، وقد سُئل عنه عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: "امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف"، وجُعل أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. [٣] ومن صفاته وأخلاقه الحميدة الأخرى ما يأتي: [٩] [١٠]
جاء في روايةٍ أنَّ رجلاً وجده يعجن، فتعجَّب من ذلك، فقال له سلمان: أرسلتُ الخادم في عملٍ، فخشينا أن نجمع عليه عملين، فقمتُ وأتممت عمل الخادم.
سلمان الفارسي - موقع صفات عباد الرحمن
معلومات عن سلمان الفارسي
عرف عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان باحثًا عن الحقيقة، كان يعيش آمنًا في بلاد فارس وسط أهله وجيرانه، ولكنه كان لا يرضى عن عبادة النار التي كان يعبدها المجوس في بلاد فارس، فهاجر إلى الشام واعتنق النصرانية، ولكن لم يعجبه ما فعله أهل النصرانية من تحريف لكتبهم، فظل يبحث عن الحقيقة، فعندما علم أن هناك نبيًا ظهر في بلاد العرب، قدم إلى المدينة يسأل عنه وكان ذلك قبل الهجرة، إلا أنه وقع بالأسر، في المدينة، وظل أسيرًا يسأل عن النبي الجديد حتى قدم النبي إلى المدينة فأعتقه، ولازمه سلمان وآمن بنبوته وصار من أوائل الفرس الذين دخلوا الإسلام.
Books صفات سلمان الفارسي - Noor Library
[١٢] [١٣]
براعة سلمان الفارسي في غزوة الخندق
كان سليمان الفارسي قد أنهى رقَّه في السنة الخامسة للهجرة، في حين اجتمع اليهود والكفّار وعزموا أمرهم أن يُنهوا هذا الدين، وأرادوا أن يهجموا على المدينة من كُلِّ صوب فيها، فيهجم الكفّار مع القبائل من أمام المدينة، ويهجم اليهود من الخلف، وبدأوا بالزحف نحو المدينة بأربعة وعشرين ألف مقاتل، فتفاجأ المسلمون بهذا الخبر وبهذه الأعداد، قال الله -عز وجل- وهو يصف موقف المسلمين في سورة الأحزاب: (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا). [١٤] [١٥]
وفي هذا الوقت جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه للتّشاور، وكان سلمان الفارسي قد تعلَّم كثيراً في بلاده عن أمور وخدع الحروب، فأبدى رأيه واقترح على رسول الله أن يحفروا خندقاً يشمل كلّ المنطقة المكشوفة من المدينة التي سيقتحم منها الجيش، إذ إنّ جوانب المدينة المنورة كانت كلّها جبال ومزارع يصعب اختراقها من قبل الجيش، فوافق النبي -صلى الله عليه وسلم- وبدأ كلّ المسلمين بحفر الخندق، وبهذا الرأي لم يستطع الجيش اختراق المدينة، وعادوا من حيث أتوا بعد شهر من المحاولة، وانتصر المسلمون.
كان منزل سلمان الفارسي بسيطٌ جداً، حيث إنَّه كان إذا قام أصاب السقف رأسه، وإذا نام أصاب جدار البيت قدميه. كان سلمان الفارسي بسيط الثياب، يمتطي الحمار وهو أمير، ولا يأبه بما يقوله الناس في ذلك. رُوي أنَّه جاء رجل من الشام يحمل حمولة فيها تين، فرأى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- وناداه ليساعده في نقلها لبيته، فأتى سلمان ونقلها معه، فحين رآه الناس قالوا له: إنَّ هذا الأمير! فتعجَّب الرجل الشامي وقال له: أنا لم أعرفك، فأبى سلمان الفارسي -رضي الله عنه- إلّا أن يُكمل طريقه ليوصل الحِمل إلى بيت الرجل. كان سلمان الفارسي إذا اشترى لحماً أو سمكاً ينادي المحتاجين ليأكلوا معه ولا يأكلها وحده. رُوِيَ أنَّه قد جاءه رجل وهو في عَمِله، فسلَّم عليه، فطلب منه سلمان الفارسي أن ينتظر قليلاً حتى يخرج إليه، فخَشِي الرجل أن لا يعرفه سلمان، فأجابه قائلاً: "بلى، قد عَرَفت روحي روحك قبل أن أعرفك، فإن الأرواح جنود مجنَّدة، ما تعارف منها في الله ائتلف وما كان في غير الله اختلف". كان سلمان الفارسي رجلاً ذكياً، صلباً، ملتزماً راقياً في تعامله مع الناس.
[٦]
ولمّا أنزل الله تعالى في سورة الحجر قوله: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ) ، [٧] خاف سلمان الفارسي أن يكون من أهل النار ، فارتعد من الخوف ثلاثة أيام، حتى أتى المسلمون به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن حاله، فقال إنّه عندما سمع هذه الآية تقطَّع قلبه، فأنزل الله -عز وجل- قوله: (إِنَّ المُتَّقينَ في جَنّاتٍ وَعُيونٍ) ، [٨] فاطمئن لذلك. [٦]
وهو الذي دلَّ المسلمين على حفر الخندق حول المدينة في غزوة الخندق، حيث كان عالماً بالأُمور العسكرية، حكيماً، عارفاً بالشرائع وغيرها من العلوم الشرعية، وقد كان محبوباً بين الناس، حتى أنَّ المهاجرين والأنصار كانوا يختلفون، فكُلُّ فئةٍ تقول إنَّه منهم لشدَّة حبِّهم وعزَّتهم به، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنَّه من أهل البيت ، وقد سُئل عنه عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: "امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحرا لا ينزف"، وجُعل أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. [٣] ومن صفاته وأخلاقه الحميدة الأخرى ما يأتي: [٩] [١٠]
جاء في روايةٍ أنَّ رجلاً وجده يعجن، فتعجَّب من ذلك، فقال له سلمان: أرسلتُ الخادم في عملٍ، فخشينا أن نجمع عليه عملين، فقمتُ وأتممت عمل الخادم.
ماذا يفعل من اغتاب شخص: وهل يكفيه أن يقول: قد اغتبتك فاجعلني في حلٍّ ، أم لابد أن يبين ما اغتابه فيه ؟ فيه وجهان لأصحاب الشافعي رحمهم الله: أحدهما: يشترط بيانه ، فإن أبرأه من غير بيانه ، لم يصح كما لو أبرأه عن مال مجهول. والثاني: لا يشترط ، لأن هذا مما يتسامح فيه ، فلا يشترط علمه ، بخلاف المال. والأول أظهر ؛ لأن الإنسان قد يسمح بالعفو عن غيبة دون غيبة. كيفية التوبة من الغيبة - إسلام ويب - مركز الفتوى. فإن كان صاحب الغيبة ميتاً أو غائباً ، فقد تعذر تحصيل البراءة منها ، لكن قال العلماء: ينبغي أن يكثر الاستغفار له ، والدعاء ، ويكثر من الحسنات. واعلم أنه يستحب لصاحب الغيبة أن يبرئه منها ، ولا يجب عليه ذلك لأنه تبرع وإسقاط حق ، فكان إلى خيرته ، ولكن يستحب له استحباباً متأكد الإبراء ، ليخلص أخاه المسلم من وبال المعصية ، ويفوز هو بعظيم ثواب الله تعالى ومحبة الله سبحانه وتعالى. انتهى وهو قول الشافعي. وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ( 1/92): وقيل إن علم به المظلوم وإلا دعا له واستغفر ولم يعلمه ، وذكر الشيخ تقي الدين أنه قول الأكثرين. وذكر غير واحد: إن تاب من قذف إنسان أو غيبة قبل علمه به هل يشترط لتوبته إعلامه والتحلل منه ؟ على روايتين. واختار القاضي أنه لا يلزمه ؛ لما روى أبو محمد الخلال بإسناده عن أنس مرفوعاً: ( من اغتاب رجلاً ثم استغفر له من بعد غفر له غيبته) وبإسناده عن أنس مرفوعاً: ( كفارة من اغتيب أن تستغفر له) والحديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن في إعلامه إدخال غمًٌ عليه.
ص14 - كتاب رياض الصالحين ت الفحل - باب التوبة - المكتبة الشاملة
تاريخ النشر: السبت 15 جمادى الأولى 1430 هـ - 9-5-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 121422
65212
0
336
السؤال
أنا امرأة متزوجة وأعيش وسط عائلة زوجي، بحيث لا تخلو مجالسهم من الغيبة والنميمة، ولم أكن أشارك وكنت أنكر ذلك من قلبي، وبعد مرور سنوات ضقت ذرعا من ظلمهم لي وتصرفاتهم نحوي، وأصبحت أغتابهم وأقول بما يفعلوه معي من أفعال مؤذية، رغم الصبر عليهم واحترامهم، لكنني الآن اريد العودة إلى الطريق الصواب، وأريد أن أكون تائبة إلى الله توبة نصوحا لا رجوع بعدها. التوبه من الغيبه والنميمه. كلامي كان بدافع الظلم لي وسأصبر على ما يقولون رغم الأذى فمعي ربي سيحميني. فهل يقبل الله توبتي؟ لقد قال لي أحد الأشخاص كلاما آيسني من رحمة ربي، وأنا على يقين بأن ربي سيرحمني ويعفو عني، فهل من كفارة لما فعلت ولما تكلمت؟ وهل إذا تصدقت عنهم أو فعلت أي شيء مقابل العفو عني يوم القيامة والستر هل يكون ذلك ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن باب التوبة مفتوح بفضل الله لكل إنسان مهما بلغت ذنوبه، ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو ينزل الموت بالمذنب ويتيقنه. فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}
فهذا إخبار من الله بسعة عفوه وكرمه، ونهي عن اليأس من رحمة الله وتبشير بمغفرة الذنوب للتائب، وقال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
كيفية التوبة من الغيبة - إسلام ويب - مركز الفتوى
الفرق بين الغيبة والنميمة اللتان تعتبران من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها المسلم في حق أخيه، وتعني الغيبة ذكر العيوب الموجودة بالفعل في شخص ما وقد اجتمع القرآن الكريم والسنة النبوية على تحريم الغيبة وتم اعتبارها من الكبائر، أما النميمة تعني السعي بين الناس بالفتنة وسيء الكلام بهدف نشر الوقيعة بينهم. مفهوم الغيبة والنميمة
تم تفسير الفرق بين الغيبة والنميمة من خلال مفهوم كل منهما كالآتي:
الغيبة
تم تعريفها على أنها ذكر الصفات الغير مستحبة في شخص ما أثناء غيابه، اشتقت كلمة الغيبة من الفعل اغتاب و المصدر اغتياب، قد تكون الغيبة ذات علاقة ببعض العيوب البدنية أو الدينية أو الأخلاقية، أو ذات صلة بزوجة أو ولد وكل ما يخص ذلك الشخص. قد يغتاب الشخص غيره بالعديد من الطرق مثل اللسان أو بالكتابة أو عن طريق الإشارة باليد أو الإيماء بالرأس، وبهذا فقد تكون الغيبة إما بالتلميح أو التصريح كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف« قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»، ولابد من الإشارة إلى الفرق بين الغيبة والبهتان كما ذكره الحديث الشريف، فكانت الغيبة هي ذكر العيوب الموجودة بالشخص في غيابه، أما البهتان فهو ذكر العيوب الغير موجودة بالشخص ووصفه بما ليس فيه.
المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة