الشيماء أحمد فاروق
نشر في:
الثلاثاء 19 أبريل 2022 - 2:38 م
| آخر تحديث:
على أرض مصر كثير من الأبنية التي تعبر عن العراقة والتاريخ، وشكلت من خلال أساليبها الفنية المختلفة متحفاً مفتوحاً يمكنك من خلاله التعرف الطراز المعماري الفني لتلك الحقبة الزمنية. صندوق النقد يتوقع انكماش اقتصاد روسيا 17% بحلول 2023 بسبب العقوبات. وفي سلسلة من الحلقات مستمرة خلال شهر رمضان، نغوص في عالم من الفنون تَشكل على أرض مصر، نتعرف على طرزها المعمارية وقصص نشأتها، ونستكشف عوالمها الفنية البديعة، في رحلة عبر التاريخ، من خلال كتاب قصور مصر، للكاتبة سهير عبدالحميد. تقول الكاتبة في مقدمة كتابها: "قصور مصر تاريخ لا يزال حيا، لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصاً وأحداثاً رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئاً من توقيعه لا يزال محفوراُ في ومضة هنا وأخرى هناك". حاولت الكاتبة في جولتها أن تغطي أكبر قدر القصور والبيوت التاريخية المهمة في أحياء مصر، ونستمر في جولتنا معها، واليوم في قصر سعد الخادم وعفت ناجي، وهو منزل شاهد على قصة حب اثنين من الفنانيين المصريين، ويعبر عن حبهما وتقديرهما للفنون. كان ذلك المكان حلماً للفنانة عفت ناجي، فقد كانت ترغب في متحف واحد يضم أعمالها وأعمال زوجها، رفيق مشوارها في الحياة والفن، وكانت قبل وفاتهما أسست متحفاً أنثربولوجياً مصغراً يضم كل ما سعى الفنان سعد الخادم لاقتنائه من أماكن مختلفة؛ مخطوطات قديمة وأحجبة ذات تمائم سحرية ونورج حوله إلى مقعد بعد أن اكتسى بنسيج صوفي مزخرف وفانوس مملوكي حديدي كبير مدلى من السقف ومحلى بالزجاج الملون، وأشياء تراثية مثل صندوق الدنيا ومجموعة ملابس مملوكية احتفظ بها داخل "صندوق عروسة" خشبي ريفي.
صندوق خشبي كبير الحلقة
يقدم اليوم السابع في سلسلة "رمضانهم في السجن"، الجرائم التي أدت لزج أصحابها خلف القضبان، سواءً كان هؤلاء المتهمين شخصيات عامة أو متهمين في قضايا جنائية مختلفة. -قتلوا طالب الرحاب قصة مؤلمة تجرد فيها المتهمين من المشاعر الإنسانية، بعد ما قتل الأب خطيب ابنته بمساعدة نجلته وأخرين ودفنه للتخلص من الجثة. القصة الحزينة بدأت بضرب المتهم للمجني عليه بعد ربطه بمساعدة أخرين، وخنقه حتى الموت، قوات الأمن ألقت القبض على المتهمين وأحالتهم لمحكمة الجنايات المختصة. صندوق النقد يحذر من كارثة: ارتفاع التضخم وجنون في أسعار الطاقة والغذاء عالميا. الدائرة 11 جنوب، بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، قضت بمعاقبة المتهم الرئيسي بقتل "طالب الرحاب"، والد خطيبته حبيبة بالإعدام شنقاً، وبمعاقبة "حبيبة" خطيبة الطالب المقتول بالسجن المؤبد، والسجن المشدد من 5 إلى 10 سنوات لمتهمين آخرين. وجاء فى أمر الإحالة أن المتهمين اشتركوا يوم 19 أغسطس 2018 بدائرة قسم الشروق، قتلوا بسام أسامة محمد، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، حيث كشفت التحريات أن المتهمين الأول والثانية والثالث، عقدوا العزم على قتله وأعدوا لذلك شقة سكنية استأجرها الأول وحفر بها حفرة كبيرة لدفن المجنى عليه، بها وأعد صندوق خشبى وحبال وشريط لاصق بينما، قام باقى المتهمين بمساعدتهم والاشتراك معهم فى الجريمة.
في الغالب هُم من الشباب، يتحدّثون عن المستقبل وهم يصدّقون أنهم قادرون على إحداث التغيير الذي يحلمون به. لقد كانت أحلام الجميع كبيرة: يسار ويمين ووسط وما بين الوسط يؤمنون بالمستقبل المضيء. شعارات وأحلام تصدّق كلّ ما تقول، أو يقال لها عن الغد، وتسخر من الصندوق الصدئ. تبدو تلك الشعارات مجرّد كذبة اليوم، وقد شارك فيها الشعر "الثوري" والرواية صاحبة البطل الإيجابي، لا لأنها لم تتحقّق وحسب، بل لأنها لم تكن مبنية على معطيات مأخوذة من الحقائق، من جهة، ولم تأخذ العقبات والقوى السياسية والاجتماعية التي ستقف في وجه الوعود بجدّية، من جهة أخرى، بينما يبدو الصندوق الممتلئ بالخردة التالفة أو الصدئة التي لا غرض لها، حقيقياً من الناحية الرمزية. صندوق خشبي كبير بسعر صرف الدولار. لقد حدث ما كانوا يخشونه، وبات المستقبل خربة مدمّرة تعتلي سطحها مجموعات من اللصوص والمرتزقة. وبعض هؤلاء كانوا يخدعون مَن حولهم بحديث آخر عن الغد، كي يمرّروا الحاضر الذي امتلكوه: اتركوا لنا مكاسب اليوم، وخذوا عدّة الأمل. لم يأتِ المستقبل بأيّ جديد؛ لا تصلح البراغي والمسنّنات القديمة لتشغيل أيّ شيء. ومن الصعب أن نصدّق أن لدى الصندوق المسكين حلولاً للعصر، فكلّ ما يستطيع أن يفعله هو أن يشهد على مأساته هو، إلى جانب مأساتنا نحن الذين قدّمنا لهم، كي نهدّئ من مخاوفهم، ولأنفسنا، كي نضخّم من ذواتنا المدّعية المنتفخة، وعوداً ضخمة عن المستقبل لم يتحقّق منها أي شيء.