لقد سرد الكاتب حال المرض والمريض بكل واقعية واصفاً مراحله ومضاعفاته الجسدية والنفسية بدقة من جرب أو عايش تجربة قريبة له، ابتدأ من مرحلة الغضب ثم الإنكار والإحباط وتنتهي أخيراً بالتقبل والتصالح مع المرض تم ذلك خلال أسابيع المرض الأربعين بسرد بعيد عن الافتعال الخارج عن السياق المتوازن لوصف الحالة. لكن غير الواقعي هو السلوك المتمرد الذي اختاره الكاتب للمدعو (ك) بدل أن يستجدي له الشفقة ويزيد من السوداوية والتشاؤم، استبدال ذلك بالسخرية وتحول المدعو (ك) إلى شخصية كوميدية تنشر النكت وتثير الضحك في أصعب المواقف الدرامية حتى لأنك في لحظة تشعر بالشفقة على السرطان لا عليه، في تمثل للدراما الكوميدية السوداء في أنقى صورها. مقتطفات من الرواية:
أتساءل متى تنتهي هذه الرقابة التي أمارسها على ذاتي عبر أعين الآخرين، لماذا دائماً هذا الخزي الذي لا ينقطع؟
ربما لم أكن لأمانع الاستماع إليه لو كنت أملك الطاقة، لكني بلغت أقصى قدرتي المحدودة أصلاً على الاختلاط بالآخرين. «الحالة الحرجة للمدعو ك».. شخصيات في أقسى لحظاتها | مجلة الفيصل. كنت أرغب في أن أكون ملحوظاً بطريقة خاصة، لكني لم أرغب أبداً في أن أكون الأكثر إثارة للانتباه. وكان هذا نزوعاً يجري في طبيعتي، فلطالما ارتبكت متى اضطررت أن أكون في الواجهة في أي من مجالات الحياة.
- الحالة الحرجة للمدعو كتب
- الحالة الحرجة للمدعو كشف
- الحالة الحرجة للمدعو كاف
- الحالة الحرجة للمدعو كتاب
الحالة الحرجة للمدعو كتب
اقرأ/ي أيضًا:
كيف جئتُ إلى الرواية؟
هزيمتنا في الرواية المصرية
الحالة الحرجة للمدعو كشف
وإلى حين، أعود إلى رواية عزيز حيث تدور حول شخصية مصاب بالسرطان، ينقل فيها تفاصيل حياته بدءا بيومياته الطبيعية، وانشغالاته وهمومه قبل اكتشاف المرض، وطريقة تعامله مع الشكوك المرافقة لمرحلة ظهور الأعراض والتحاليل الأولى، ومن ثم يتدرج في توصيف الأطوار اللاحقة والتي انتهت ببطل الرواية (ك) جسدا طريحا تقلبه الأيدي من سرير إلى آخر. الحالة الحرجة للمدعو كاف. مترقبا نهاية باهتة تخلصه من أوجاعه الجسدية والنفسية، إلى أن تحدث انفراجة خجولة تنتشله من غرف العناية المركزة وتقحمه في عالم الأثرياء بعد وصية غير متوقعة من جدّه! وأخيرا بعد أزيد من مئتي صفحة مليئة بالأوجاع يضع عزيز نهاية مرتبكة لروايته بعد أن يغادر بطلها المشفى المحلي في ظرف ملتبس، ويبدأ في إجراء بعض الترتيبات اللائقة بوضعه المادي الجديد، تنتهي بالاستعداد لرحلة استشفائية طويلة في بلاد الشرق الأقصى..
الرواية غارقة في السوداوية بتفاصيلها المأسوية التي جمعت الحالة الصحية للبطل مع وضعية نفسية غير مستقرة والتي جعلت منه شخصية عدائية منغلقة تتوجس من الجميع بدءا بعائلته وزملاء عمله ودراسته وحتى من الأطباء والممرضين! في حالة تبدو متناقضة مع شخصية البطل في جانبها الثقافي والوظيفي حيث بدا متفوقا في دراسته مهتما ومنشغلا بالقراءة الحرة في شتى العلوم والآداب..
هذا الزاد المعرفي كان من المنتظر أن يساهم في تشكيل شخصية المدعو (ك) في جانبها النفسي والسلوكي، كما انعكس على لغته وأسلوبه الحكائي السلس الذي امتاز بالتلقائية في سرد الأحداث بنفس فكاهي ساخط!
الحالة الحرجة للمدعو كاف
بوابة روايات
بوابة أدب
بوابة كتب
بوابة ثقافة
هذه بذرة مقالة عن الأدب بحاجة للتوسيع. فضلًا شارك في تحريرها. ع ن ت
الحالة الحرجة للمدعو كتاب
في أفكاره تلك يحاكي عزيز "كافكا" وأفكاره حول هذه النقطة في روايته الشهيرة "الانمساخ" وفي غيرها، بل إنه حتى يستلهم اسم بطل القصص التي يؤلفها أثناء اضطراره لحضور الاجتماعات من روايات "كافكا"، فيسميه "المدعو ك". يترافق نفوره من العمل مع مظاهر جسدية مرضية كالشعور بالغثيان والإعياء وفقدان الشهية وإحساس دائم بالتعب المزمن، وحين تتفاقم أموره ويضطر إلى زيارة المشفى وإجراء التحاليل الطبية يتبيّن له أنه مصابٌ بالسرطان
قراءة مزيدا>
عرضتُ هذه الرواية على صديقة لتمضي بها وقتها. قالت الصديقة بعد قراءتها أنها رغم بلاغة الأسلوب المستخدم وتماسُك النّص إلا أنها مملة! صديقتي أشبه بالكثير ممن قرأوا الرواية واستنكروا عليها دخول القائمة القصيرة للبوكر! سبب النقد في الرواية:- كل من نقد هذه الرواية وصرّح بعدم إعجابه شيّد بأسلوب الكاتب، وبلاغته في السرد، وبتماسك النص ونسجه المذهل، ولكن العلّة أن الرواية تفتقد للأحداث المشوقة، وعنصر المفاجأة، والنقلات الخطيرة التي تميّز الروايات، وأن الكاتب اقتصر فقط على سرد يوميات «ك» وطريقة سير حياته المزعجة. صحيح. هكذا الرواية! ولكن هل هذا نقد؟ بالنسبة لي: هذا النوع، وهذا الأسلوب، فريد جداً، وفذ جداً وعبقري جداً، ولا يتذوّق هذه الرواية ويفهمها إلا من كان ذو ذائقة نادرة ومميزة. ولا يجب على كل بطل رواية أن يحظى بحياة مليئة بالأحداث والتحديات وحافلة بالبطولات. بل قد يكون كما «ك» الموظف الكسول، الروتيني، ينظر إلى حياته بعين شخص آخر وينقم عليها، والذي يتمنى أن يكون شفافاً وغير ظاهر للعيان. نعم! لقد أثبت الكاتب أن البطل بإمكانه أن يكون كما «ك»... الحالة الحرجة للمدعو كشف. يشعر باللانتماء دائماً، إلا لنبتة الصبّار القابعة فوق مكتبه.