الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما عن تفسير قوله سبحانه: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف:199}. فقد جاء في تفسير الألوسي: (خُذِ الْعَفْوَ) أي: ما عفا، وسهل، وتيسر من أخلاق الناس، وإلى هذا ذهب ابن عمر، وابن الزبير، وعائشة، ومجاهد -رضي الله تعالى عنهم-، وغيرهم، وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم بن آدم مرفوعًا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. والأخذ مجاز عن القبول، والرضى، أي: ارض من الناس بما تيسر من أعمالهم، وما أتى منهم، وتسهل من غير كلفة، ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم؛ حتى لا ينفروا. * وجوز أن يراد بالعفو: ظاهره، أي: خذ العفو عن المذنبين، والمراد: اعف عنهم، وفيه استعارة مكنية؛ إذ شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ، وإلى هذا جمع من السلف. وأعرض عن الجاهلين وقل سلاما. ويشهد له ما أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وغيرهما عن الشعبي قال: لما أنزل الله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ... إلى آخره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما هذا يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم؟ فذهب ثم رجع، فقال: إن الله تعالى أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.
219 من: (باب العفو والإِعراض عن الجاهلين)
قال ابن كثير: "علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا بد أن يناله من الناس أذى ، فأمره بالصبر". عندما وعظ لقمان ابنه كان مما وعظه به قوله: { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ} [لقمان:17]. 219 من: (باب العفو والإِعراض عن الجاهلين). قال ابن كثير: "علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا بد أن يناله من الناس أذى ، فأمره بالصبر". ذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يأمر الناس بتكاليف الشرع وربما لا تشتهيه أنفسهم، ولا يرضي أهواءهم، وينهاهم عن هوى النفس وملذات الحس المحرمة، فيسمع منهم ما يؤذيه، ويرى منهم ما لا يرضيه، فلزم أن يوطن نفسه على ذلك ولا يلتفت لكل قول أو فعل وإلا انقطع العمر في الأخذ والرد، وعاد الأمر بضرر أكبر.. ولهذا قال الله لنبيه صلوات الله وسلامه عليه، وهو أكبر الدعاة إلى الله: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]. وهذه الآيةُ العظيمةُ تُعدُّ بَلْسَمَا لكثيرٍ مِن الأَدواءِ التي يُبتلى بها كثيرٌ مِن العُقلاء؛ حيثُ يُبتلَون بِمَن لا خلاقَ لهم مِن السفهاءِ الذين يُثيرونَ حولهم الغُبار، ويُسيؤون إليهم بالكلامِ البذيءِ المؤذي.
وخَيرُ علاجٍ لتلك الإساءاتِ هو الإعراضُ عن الجاهلين؛ فمَن أَعْرَضَ عنهم حمى عِرْضَه، وأَرَاحَ نفسَه، وسَلِم مِن سَماعِ ما يؤذيهِ. ولهذا كان من وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان قوله تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان:63]. خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين. فهذا هو الوصف الثاني لهم بعد التواضع بالمشي على الأرض هونا وتواضعا لا بطرا وكبرا، فيأتي المظهرُ الخارِجِيِّ الثاني لعبادِ الرحمن، بالإعراض عن الجاهلين، حتى صَارَ فيهم سجيةً وطبعًا لا كُلفةَ فيه، وهو لسانهم الرطبُ ومَنطِقُهم العَذْب، فلا يردون الإساءة بالإساءة، ولا التهمة بمثلها، وإنما آثروا السلام، وكأنهم لا يعلمون شيئًا مما يقولُ الجاهلون. ومع أنَّ الإسلامَ شرع للمسلمِ أَخْذَ حَقِّهِ ممَّن ظَلَمَه؛ إلاّ أنَّه يَذْكُرُ هنا الأكملَ لعبادِ الرحمن، خاصَّةً الدعاة، فقد ظُلِموا مِن الجاهلين فكان المُقابلُ السلام، وهو ما أَمَرَ اللهُ بهِ نبيَّه { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]. قال جعفرُ الصادقُ – رحمه الله -: "ما في القرآنِ أَجمَع لمكارمِ الأخلاق ِ مِن هذه الآية".
بتصرّف. ما يقال عند زيارة القبور
#ما #يقال #عند #زيارة #القبور
الحكمة من زيارة القبور - موضوع
وأجمعت الأمة الإسلامية على جواز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب جمهور العلماء إلى أنّها سنةٌ مستحبةٌ، وقال بعضهم: زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- سنةٌ مؤكدةٌ. وصفة زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كالآتي ينوي المسلم عند زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- زيارة المسجد النبوي كذلك؛ حتى ينال الأجر، والمثوبة على ذلك. ما يقال عند زيارة القبور | بوابة نورالله. يقول الزائر عند وصوله باب المسجد النبوي: "اللَّهُمَّ صلّ على محمَّدٍ، رب اغفر لي ذُنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". يصلي المسلم بعد دخوله المسجد ركعتين؛ تحيةً للمسجد، ثم يتوجه إلى الحُجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. يستقبل المسلم عند وصوله إلى الحُجرة الشريفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف أمام النافذة الدائرية اليُسرى مبتعدًا عنها مسافة أربعةِ أذرعٍ تأدبًا وإجلالًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُسلّم الزائر على النبي- صلى الله عليه وسلم- بصوتٍ معتدل دون أن يرفع صوته، ويُسلّم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأي صيغةٍ تحضره من صيغ التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يُصلّي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم. يوصل الزائر سلام من أوصاه بالسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسلمين، كأنّ يقول: السلام عليك يا رسول الله من فلانٍ أو فلانة.
ما يقال عند زيارة القبور | بوابة نورالله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلاّمة المحقّق السيّد الأمين [1]:
يستحبّ قراءة القرآن خصوصاً سورة يس والترحّم على أهل المقابر كما مرّ. ( وروى) الكليني في الكافي عن الرضا (عليه السلام) أ نّه قال: من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ سورة القدر سبع مرّات أمن من الفزع الأكبر. ( وقوله) أمن من الفزع الأكبر يحتمل رجوعه إلى القارئ ويحتمل إلى الميّت ، وهو الأظهر كما يدلّ عليه الحديث الآتي. الحكمة من زيارة القبور - موضوع. ( وفي خلاصة الأذكار) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ إنّا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله له ملكاً يعبد الله عند قبره ويكتب للميّت ثواب ما يعمل ذلك الملك ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرّ على هول إلاّ صرفه الله عنه بذلك حتّى يدخل الجنّة. ( ويستحبّ) بعد قراءة إنّا أنزلناه سبع مرّات أن يقرأ الحمد والمعوّذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي كلّ واحدة ثلاث مرّات. ( وفي رواية) أ نّه يقول ذلك وهو مستقبل القبلة. ( وروى) ابن قولويه في كامل الزيارة بإسناد معتبر عن أبي المقدام قال: مررت مع أبي جعفر (عليه السلام) بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة ، فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة ، قال: فوقف عليه وقال:
« اللَّهُمَّ ارحَم غُربَتَه ، وَصِل وَحدَتَه ، وَآنِس وَحشَتَه ، وَآمِن رَوعَتَه ، وَأسكِن إلَيهِ مِن رَحمَتِكَ ما يَستَغني بِهِ عَن رَحمَةِ مَن سِواك ، وَألحِقهُ بِمَن كانَ يَتَوَلاّه ».
يُسلم الزائر بعد ذلك على صاحبي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبي بكرٍ، وعمر رضي الله عنهما. زيارة القبور يوم العيد شرع الله -تعالى- زيارة القبور؛ لما فيها من الموعظة للزائر، وفيها دعاء للميّت بالرحمة، ولكن لم يرد في الشريعة الإسلامية تخصيص يومٍ من أيام السنة بزيارة المقابر؛ كأيام العيد، ويوم الجمعة، حيث إنّ المشروع في يوم العيدين إظهار الفرح، والسرور، والابتهاج فيهما؛ شُكرًا لله -تعالى- على إتمام الطاعات من صيامٍ أو حجّ. زيارة القبور يوم الجمعة
يستحب زيارة المقابر والدعاء للأموات في أى وقت دون الالتزام بوقت محدد، وهناك بعض الآثار تقول "إن الله يطلق الأرواح يوم الجمعة" وبعض العلماء يستأنسون بهذه الآثار مع العلم أن بها ضعفا. يوم الجمعة يوم مبارك ويوم عيد عند المسلمين فنلتمس فيه البركة، ومن العادي زيارتهم في هذا اليوم. زيارة القبور في العيد
زيارة القبور مندوب إليها في جميع الأوقات؛ لأن الأمر بها جاء مطلقًا، فشمل ذلك جميع الأوقات، وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين؛ لما في ذلك من استشعار معاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولْيُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.