قوله تعالى: ﴿والسماء وما بناها والأرض وما طحاها﴾ طحو الأرض ودحوها بسطها، و ﴿ما﴾ في ﴿وما بناها﴾ و ﴿ما طحاها﴾ موصولة، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى والتعبير عنه تعالى بما دون من لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب فالمعنى وأقسم بالسماء والشيء القوي العجيب الذي بناها وأقسم بالأرض والشيء القوي العجيب الذي بسطها. وقيل: ما مصدرية والمعنى وأقسم بالسماء وبنائها والأرض وطحوها، والسياق - وفيه قوله: ﴿ونفس وما سواها فألهمها﴾ إلخ - لا يساعده. قوله تعالى: ﴿ونفس وما سواها﴾ أي وأقسم بنفس والشيء ذي القدرة والعلم والحكمة الذي سواها ورتب خلقتها ونظم أعضاءها وعدل بين قواها. وتنكير ﴿نفس﴾ قيل: للتنكير، وقيل: للتفخيم ولا يبعد أن يكون التنكير للإشارة إلى أن لها وصفا وأن لها نبأ. والمراد بالنفس النفس الإنسانية مطلقا وقيل: المراد بها نفس آدم (عليه السلام) ولا يلائمه السياق وخاصة قوله: ﴿قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها﴾ إلا بالاستخدام على أنه لا موجب للتخصيص. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الشمس - تفسير قوله تعالى " قد أفلح من زكاها ". قوله تعالى: ﴿فألهمها فجورها وتقواها﴾ الفجور - على ما ذكره الراغب - شق ستر الديانة فالنهي الإلهي عن فعل أو عن ترك حجاب مضروب دونه حائل بين الإنسان وبينه واقتراف المنهي عنه شق للستر وخرق للحجاب.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشمس - الآية 10
- إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الشمس - تفسير قوله تعالى " قد أفلح من زكاها "
- قد أفلح من زكاها - طريق الإسلام
- أعرف العبادة شرعاً ؟ (عين2021) - تعريف العبادة ومنزلتها - توحيد 1 - أول ثانوي - المنهج السعودي
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشمس - الآية 10
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: قد أفلح من زكاها عربى - التفسير الميسر: أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي. السعدى: وقوله: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} أي: طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح. الوسيط لطنطاوي: وقوله - سبحانه -: ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) يصح أن يكون جوابا للقسم. والفلاح: الظفر بالمطلوب. والتزكية: التزود من الخير والطاعة ، والحرص على تطهير النفس من كل سوء. البغوى: "قد أفلح من زكاها"، وهذا موضع القسم، أي فازت وسعدت نفس زكاها الله، أي أصلحها وطهرها من الذنوب ووفقها للطاعة. قد أفلح من زكاها - طريق الإسلام. ابن كثير: وقوله: ( قد أفلح من زكاها) يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى نفسه ، أي: بطاعة الله - كما قال قتادة - وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الشمس - تفسير قوله تعالى " قد أفلح من زكاها "
وَمِن ثَمَّ فَقَد تَعَامَلَ المَنهَجُ التَّربَوِيُّ الإِسلامِيُّ، مَعَ النَّفسِ بِكُلِّ هَذِهِ الاعتِبَارَاتِ، فَجَمَعَ لَهَا بَينَ التَّرغِيبِ وَالتَّرهِيبِ، وَزَاوَجَ في تَهذِيبِهَا بَينَ الرَّجَاءِ وَالخَوفِ، وَرَغَّبَهَا وَرَهَّبَهَا. وَالإِنسَانُ يُولَدُ عَلَى الفِطرَةِ، فَإِذَا قُدِّرَ لَهُ مَن يُذَكِّرُهُ بِالخَيرِ وَيَدُلُّهُ عَلَيهِ، استَقَامَت نَفسُهُ عَلَى طَرِيقِ الهُدَى وَاستَحسَنَتهُ وَأَلِفَتهُ، وَإِن لم يَجِدْ مَن يُذَكِّرُهُ أَو وَجَدَ مَن يَمِيلُ بِهِ، مَالَت نَفسُهُ إِلى طَرِيقِ الفُجُورِ وَاستَمرَأَتهُ وَرَكَنَت إِلَيهِ. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. وفي صحيح البخاري (قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) الآيَةَ) ونواصل الحديث في الموضوع إن شاء الله
الدعاء
قد أفلح من زكاها - طريق الإسلام
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، عن نافع - عن ابن عمر - عن صالح بن سعيد ، عن عائشة: أنها فقدت النبي - صلى الله عليه وسلم - من مضجعه ، فلمسته بيدها ، فوقعت عليه وهو ساجد ، وهو يقول: " رب ، أعط نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها " تفرد به. حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عفان ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عاصم الأحول ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم ، إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم ، والجبن والبخل وعذاب القبر. اللهم ، آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها. اللهم ، إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها ". قال زيد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمناهن ونحن نعلمكوهن. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الشمس - الآية 10. رواه مسلم من حديث أبي معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن الحارث - وأبي عثمان النهدي ، عن زيد بن أرقم ، به.
وقوله { فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها} الضمير]المستتر] في قوله تعالى { فَأَلْهَمَها} يعود إلى قوله { وَ ما سَوّاها} يعني الجسم الذي أنشأ النفس هو ألهمها فجورها وتقواها ، وذلك بالمصاحبة والمعاشرة ، فمن عاشر الفجّار صار فاجراً مثلهم ، ومن صاحب الأتقياء صار تقياً مثلهم ، كما قال الشاعر: صاحِبْ أخا شرفٍ تَحظَى بِصُحبتِهِ ---------- فالطبعُ مكتسبٌ مِنْ كلِّ مصحوبِ
كالريحِ آخذةٌ مِمّا تمرُّ بِــــهِ --------- نتناً مِنَ النتنِ أو طِيباً مِنَ الطِّيبِ
فالعبادة والشعور بالعبودية لله وحده يُنقذ الإنسان من الخضوع لإرادة الطُّغاة والمستبدّين، والشعور بها يُحرِّر الإنسان كذلك من الشهوات ومن سيطرة حبّ المال وجمعه وتكديسه، وتسخير الآخرين وظلمهم واستغلالهم من أجل هذا المعبود الزائل. والشعور بالعبودية لله يُحرِّر الناس، من الصراعات والمآسي التي يعيشونها من أجل الإستعلاء والتحكُّم والمكاسب المختلفة. أعرف العبادة شرعاً ؟ (عين2021) - تعريف العبادة ومنزلتها - توحيد 1 - أول ثانوي - المنهج السعودي. والشعور بالعبودية لله يُشعر الإنسان بالمساواة والعدل بين الناس.. لأنّهم جميعاً متساوون في صفة العبودية لله الواحد الأحد، لذا فإنّ المجتمع الذي تسود فيه العبادة والعبودية لله لا يجد الناس فيه غاية في الحياة غير الله، ولا يملأ آفاق نفوسهم شيء غير العبودية لله. فيُحطِّم الناس حينذاك أصنام العبوديات المختلفة، صنم المال، والشهوة، والجاه، والسلطة، والكبرياء... إلخ، ليكونوا أحراراً كما خُلِقوا.. وكما أراد لهم خالقهم العظيم.
أعرف العبادة شرعاً ؟ (عين2021) - تعريف العبادة ومنزلتها - توحيد 1 - أول ثانوي - المنهج السعودي
نقدم إليك عزيزي القارئ في موسوعة معنى العبادة وقد قال تعالى بكتابه الكريم في سورة الإسراء الآية 23 (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فقد أمر تعالى بعبادته وحرم عبادة أي أحدٍ أو شيءٍ غيره سبحانه. العبادة هي الغاية التي خُلق الإنسان من أجلها، وقد كان الأنبياء هم أفضل عباد الله وأكثرهم تقوى وقد أمرنا الله عز وجل أن نقتدي بهم ونُقدم الحياة الآخرة عن الحياة الدنيا ابتغاء مرضاة وجهه الكريم و رغبة في الفوز بالجنة، في السطور التالية نذكر معنى العبادة لغة وشرعاً. فيما يلي نعرض معنى العبادة لغةً وشرعاً:
العبادة لغةً: الخضوع والتذلل و طاعة الأوامر واجتناب النواهي. العبادة شرعاً: طاعة الله تعالى وحده والتذلل إليه في الفعل و القول، في السر والعلن، والامتناع عن إتيان ما حرمه تعالى من ارتكاب المعاصي و الآثام لنيل رضاه سبحانه. اقسام العبادة
تنقسم العبادة إلى أقسام أربع وهما:
عبادة بدنية: التي يقوم بها الإنسان بواسطة الجسد كالصوم والصلاة. عبادة قولية: عبادة الله عن طريق اللسان كالتسبيح والاستغفار. عبادة مالية: كالتصدق والزكاة. عبادات قلبية: تتمثل في شعور العبد بالخوف من الله تعالى ومحبته.
وعبادة الله تعالى لا تنحصر في الطقوس والممارسات التي تتعلّق بحياة الإنسان كفردٍ مستقلٍّ بذاته، بل هي تشمل الحياة الفردية والحياة الإجتماعية، وتنتظم في إطار علاقة الفرد مع الله تعالى والعلاقة مع النفس، والعلاقة مع الآخرين، والعلاقة مع الكون. وكلّ عملٍ حسنٍ يُقصد به وجه الله تعالى فهو عبادة لله تعالى سواء كان فردياً أم إجتماعياً. فالصلاة، والصدقة، والجهاد، والتفكُّر في خلق الله، ومساعدة الضعيف، وإصلاح الفاسد، وأداء الأمانة، والعدل بين الناس، ورفض الظلم، وعدم شرب الخمر، ومقاطعة الرِّبا والإحتكار كلّ تلك الأعمال هي عبادة مادام الداعي إلى فعلها، أو تركها، هو الإستجابة لأمر الله تعالى. - العبادة غاية الخلق:
تُكمن أهميّة العبادة في كونها طريق الوصول إلى الله سبحانه، فهي غاية خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض: (وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونَ) (الذاريات/ 56). فالعبادة في الإسلام منهج متكامل المراحل والفصول، وطريق واضح المعالم. وغرضه تحقيق الكمال البشري: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأتِيكَ اليَقِينُ) (الحجر/ 99)، وتنقية الوجود الإنساني من الشوائب والإنحرافات، تمهيداً للفوز بقُرب الله وتأسيساً لتحقيق رضوانه.