تفسير القرطبي قوله { ولا نكلف نفسا إلا وسعها} قد مضى في - البقرة-. { ولدينا كتاب ينطق بالحق} أظهر ما قيل فيه: إنه أراد كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة؛ وأضافه إلى نفسه لأن الملائكة كتبت فيه أعمال العباد بأمره، فهو ينطق بالحق. وفي هذا تهديد وتأييس من الحيف والظلم. ولفظ النطق يجوز في الكتاب؛ والمراد أن النبيين تنطق بما فيه. والله أعلم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأنعام - قوله تعالى لا نكلف نفسا إلا وسعها- الجزء رقم8. وقيل: عنى اللوح المحفوظ، وقد أثبت فيه كل شيء، فهم لا يجاوزون ذلك. وقيل: الإشارة بقوله { ولدينا كتاب} القرآن، فالله أعلم، وكل محتمل والأول أظهر. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة المؤمنون الايات 60 - 66
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي بعد أن تكلم الحق سبحانه عن المسارعة والمنافسة بيَّن أنها على قَدْر الوُسْع والطاقة، وأنه سبحانه ما كلّفك إلا بعد عِلْمه بقدرتك، وأنك تسع هذا التكليف، فإياك أنْ تنظر إلى الحكم فتقول: أنا أسعه أو لا أسعه، لكن أنظر إلى التكليف: ما دام ربك قد كلّفك فاعلم أنه في وُسْعك، وحين يعلم منك ربك عدم القدرة يُخفِّف عنك التكليف دون أنْ تطلب أنت ذلك. والأمثلة على تخفيف التكاليف واضحة في الصلاة والصوم والحج.. الخ. والآن نسمع مَنْ يقول: لم تَعُد الطاقة في هذا العصر تسع هذه التكاليف، فالزمن تغيّر، والأعمال والمسئوليات كثرت، إلى غير ذلك من هذه الأقوال التي يريد أصحابها التنصّل من شرع الله.
- لا نكلف نفسا الا وسعها حالات وتس
- لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير
- من تجاوز الميقات بدون إحرام | الدليل الفقهي
لا نكلف نفسا الا وسعها حالات وتس
فالتكليف هو أمر الشارع الحكيم بـ " افعل " و " لا تفعل " وسبحانه لا يكلف الإنسان إلا إذا كان قادراً على أن يؤدي مطلوبات الشرع؛ لأن الله لا يكلف إلا على قدر الطاقة، واستبقاء الطاقة يحتاج إلى قوت، طعام، شراب، لباس، وغير ذلك مما تحتاج إليه الحياة، لذلك أوضح سبحانه أنه يوفر للإِنسان كل ماديات الحياة الأساسية، وإياكم أن تظنوا أن الله حين يكلف الإنسان يكلفه شططاً، ولكن الإنسان هو الذي يضع في موضع الشطط. فقال: { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ... } [الطلاق: 7] { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي ضيق عليه قليلاً. ويقول سبحانه: { فَلْيُنفِقْ مِمَّآ آتَاهُ ٱللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَآ آتَاهَا... } [الطلاق: 7] إذن لا تفترض وتقدر أنت تكاليف المعيشة ثم تحاول إخضاع وارداتك إلى هذا التصور، بل انظر إلى الوارد أليك وعش في حيز وإطار هذا الوارد، فإن كان دخلك مائة جنيه فرتب حياتك على أن يكون مصروفك يساوي دخلك؛ لأن الله لا يكلفك إلا ما آتاك. لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير. ولننظر إلى ما آتانا الله؛ لذلك لا تدخل في حساب الرزق إلا ما شرع الله، فلا تسرق. ولا تنهب ولا تختلس ولا ترتش ثم تقول: هذا ما آتاني الله، لا، عليك ألاَ تأخذ ولا تنتفع إلا بما أحل الله لك، فإن عشت في نطاق ما أحل الله يعينك الله على كل أمرك وكل حاجاتك، لأنك تحيا بمنهج الله، فيصرف عنك الحق مهمات الحياة التي تتطلب أن تزيد على ما آتاك الله، فلا تخطر على بالك أو على بال أولادك.
لا نكلف نفسا الا وسعها تفسير
وتجد نفسك - على سبيل المثال - وأنت تدخل السوق وآتاك الله قدراً محدوداً من المال، وترى الكثير من الخيرات، لكن الحق يجعلك لا تنظر إلا في حدود ما في طاقتك، وكذلك يُحسّن لك الله ما في طاقتك ويبعد عنك ما فوق طاقتك؛ لأن الله لا يكلف نفساً إلا ما آتاها، ولا يحرك شهوات النفس إلا في حدود ذلك. تفسير: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها). ولذلك قال الحق: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: 42] وأصحاب الجنة هم الذين لا يفارقونها مثلما يحب الصاحب صاحبه؛ فالجنة تتطلبهم، وهم يتطلبون الجنة، والحياة فيها بخلود وما فاتك من متع الدنيا لم يكن له خلود، وأنت في الدنيا تخاف أن تموت وتفوت النعمة، وإن لم تمت تخاف أن تتركك النعمة؛ لأن الدنيا أغيار، وفي ذلك لفت لقضايا الله في كونه، تجد الصحيح قد صار مريضاً، والغني قد صار فقيراً، فلا شيء لذاتية الإنسان. وبهذا يعدل الله ميزان الناس فيأتي إلى الحالة الاقتصادية ويوزعها على الخلق، ونجد الذي لا يتأبى على قدر الله في رزقه وفي عمله يجعل الله له بعد العسر يسراً. وفي الجنة يُخلي الله أهلها من الأغيار.
وحين نستعرض الصورة إِجمالاً للمقارنة والموازنة بين أهل النار وأهل الجنة نجد الحق قد قال في أهل النار: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 40] فهم لن يدخلوا الجنة، وعلى ذلك فقد سلب منهم نفعاً، ولا يتوقف الأمر على ذلك، ولكنهم يدخلون النار، إذن فهنا أمران: سلب النافع وهو دخولهم الجنة، إنه سبحانه حرمهم ومنعهم ذلك النعيم، وذلك جزاء إجرامهم. وبعد ذلك كان إدخالهم النار، وهذا جزاء آخر؛ فقال الحق: { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ} [الأعراف: 41] في الأولى قال: - سبحانه - { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ}. وفي الثانية قال: { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ}. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 42. فكأن الإجرام كان سبباً في ألا يدخلوا الجنة، والظلم كان سبباً في أن يكون من فوقهم غواش، لهم من جهنم مهاد، وهم في النار يحيطهم سرداقها. ومن المناسب بعد تلك الشحنة التي تكرهنا في أصحاب النار وفي سوء تصرفهم فيما كلفوا به أولاً، وسبب بشاعة جزائهم ثانياً؛ أن نتلهف على المقابل.
(رد المحتار 2/577, حاشية الدسوقي 2/24, مغني المحتاج 2/228, شرح الزركشي 3/66). واختلفوا في وجوب الدم:
1- فذهب جمهور أهل العلم من المذاهب الأربعة على وجوب الدم عليه؛ لقول الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "من نسي من نسكه شيئًا أو تركه، فليهرق دمًا" (مالك 1583, البيهقي 8925, قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير 1/350: رواه مالك والبيهقي موقوفًا عليه بإسناد صحيح، ولا أعرفه مرفوعًا). 2- وذهب عطاء والنخعي والحسن البصري إلى أنه لا شيء على من ترك الإحرام من الميقات وهو يريد الحج أو العمرة (طرح التثريب 5/5, شرح صحيح البخاري لابن بطال 4/192). من تجاوز الميقات بدون إحرام | الدليل الفقهي. واستدلوا بعدم الدليل الصريح مع عموم البلوى بذلك, وأموال الناس معصومة, والأصل براءة الذمة. وقول جمهور أهل العلم القائلين بالفدية أحوط وأبرأ للذمة. تذكر
من تجاوز الميقات وليس في نيته الإحرام ثم طرأ له يحرم من مكانه. من تجاوز الميقات بدون إحرام وفي نيته أنه سيعتمر إذا ما تيسر له وليس جازما يحرم متى ما جزم في نيته. من تجاوز الميقات وفي نيته أنه سيعتمر بعد إنجاز عمل ما فله أحوال:
أن يحرم من ميقاته ويتم عمله وهو محرم ثم يعتمر
أن يرجع إلى ميقاته الأصلي ويحرم منه بعد انتهاء عمله
ويجوز له أن يرجع إلى ميقات آخر غير ميقاته
من تجاوز الميقات بغير إحرام وهو مريد للعمرة ولم يرجع للميقات فقد ترك واجبًا من واجبات الإحرام وذهب جمهور أهل العلم إلى وجوب الدم عليه.
من تجاوز الميقات بدون إحرام | الدليل الفقهي
تاريخ النشر: السبت 23 جمادى الأولى 1425 هـ - 10-7-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 50966
13152
0
361
السؤال
شخص أراد السفر من الرياض إلى جدة وهو ناوي أداء العمرة وبعد أن وصل الطائف أجل العمرة وذهب إلى جدة وأقام فيها بضعة أيام، وبعد ذلك ذهب إلى الطائف وأحرم واعتمر، السؤال: هل تأجيل العمرة فيه شيء، وهل الإحرام للعمرة يكون من جدة أم الطائف؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لمن كان ناويا الحج أو العمرة أن يتجاوز الميقات من غير إحرام، حتى إذا كان يريد الذهاب إلى جدة والبقاء فيها لعدة أيام، فلا يجوز له تأخير الإحرام إلى جدة، فإن تجاوز الميقات من غير إحرام ولم يرجع إلى الميقات فعليه دم لتركه واجبا من واجبات العمرة وهو الإحرام من الميقات المعتبر له. وانظر الفتويين: 6838 و 6475. وعليه؛ فإذا كان هذا الرجل عازما على العمرة وأجلها بعد ذهابه إلى جدة وتجاوز الميقات من غير إحرام فقد أساء، فإن لم يرجع إلى الميقات فعليه دم. وبما أنه رجع إلى الميقات (السيل الكبير) وأحرم منه فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى، وكذلك إذا أحرم من الطائف لأنه قبل الميقات.
قال ابن قدامة: "من جاوز الميقات مريدًا للنسك غير محرم، فعليه أن يرجع إليه ليحرم منه، إن أمكنه، سواء تجاوزه عالمًا به أو جاهلًا، علم تحريم ذلك أو جهله. فإن رجع إليه، فأحرم منه، فلا شيء عليه. لا نعلم في ذلك خلافًا" (المغني 3/252). 3- أن يرجع لميقات آخر ليس هو ميقاته الأصلي كمن يقدم من المدينة إلى جدة وبعد انتهاء عمله يحرم من قرن المنازل أو وادي محرم أو يلملم, وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
1- فذهب الحنابلة والمالكية إلى أن عليه الرجوع إلى ميقاته (كشاف القناع 2/404, مواهب الجليل 3/42). 2- وذهب الشافعية إلى أن عليه أن يرجع إلى ميقاته أو إلى مثل مسافته من ميقات آخر. (مغني المحتاج 2/227, نهاية المحتاج 3/261). 3- وذهب الحنفية إلى أن له الرجوع إلى أي ميقات من المواقيت ولو كان أقرب ميقات. (رد المحتار 2/580). وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم فيجوز له أن يعود لأقرب ميقات له ولو لم يكن هو ميقاته الأصلي؛ لأنه داخل عندئذ في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "ولمن أتى عليهن من غير أهلهن". أما إذا لم يرجع لأقرب ميقات له وأحرم من مكانه:
فاتفق أهل العلم على أنه قد ترك واجباً من واجبات الحج أو العمرة وهو الإحرام من الميقات.