تفسير القرطبي
قوله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر قراءة جماعة " اليسر " بضم السين لغتان ، وكذلك " العسر ". قال مجاهد والضحاك: اليسر الفطر في السفر ، والعسر الصيام في السفر ، والوجه عموم اللفظ في جميع أمور الدين ، كما قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم دين الله يسر وقال صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا. واليسر من السهولة ، ومنه اليسار للغنى. تفسير الآية 185 من سورة البقرة. وسميت اليد اليسرى تفاؤلا ، أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى ، قولان ، وقوله: ولا يريد بكم العسر هو بمعنى قوله يريد الله بكم اليسر فكرر تأكيدا. المصدر: للمزيد يمكنكم طرح اسئلتكم مجانا في موقع اسال المنهاج -
- قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر من خلال هذه الأيه أشارك مجموعتي في استنتاج الحكمه من مشرعية المسح
- تفسير الآية 185 من سورة البقرة
- أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ~ يراع ـ البيضاوي
قال الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر من خلال هذه الأيه أشارك مجموعتي في استنتاج الحكمه من مشرعية المسح
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
استئناف بياني كالعلة لقوله: ومن كان مريضا إلخ ، بين به حكمة الرخصة ؛ أي: شرع لكم القضاء ؛ لأنه يريد بكم اليسر عند المشقة. وقوله: ولا يريد بكم العسر نفي لضد اليسر ، وقد كان يقوم مقام هاتين الجملتين جملة قصر ؛ نحو أن يقول: ما يريد بكم إلا اليسر ، لكنه عدل عن جملة القصر إلى جملتي إثبات ونفي ؛ لأن المقصود ابتداء هو جملة الإثبات لتكون تعليلا للرخصة ، وجاءت بعدها جملة النفي تأكيدا لها ، ويجوز أن يكون قوله: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر تعليلا لجميع ما تقدم من قوله: كتب عليكم الصيام إلى هنا ، فيكون إيماء إلى أن مشروعية الصيام وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر أي: تيسير تحصيل رياضة النفس بطريقة سليمة من إرهاق أصحاب بعض الأديان الأخرى أنفسهم. وقرأ الجمهور: اليسر والعسر بسكون السين فيهما ، وقرأه أبو جعفر بضم السين ضمة إتباع.
تفسير الآية 185 من سورة البقرة
فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين)) [2]. وقال أيضًا: ((إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)) [3]. وقال أيضًا: ((يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)) [4]. وقال أيضًا: ((هلك المتنطعون)) [5] قالها ثلاثًا. وقال أيضًا: ((إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) [6]. والتشدد في حقيقة الأمر: هو الغلو في الشيء؛ لذا فإن تحريم شيء ثابت بالكتاب والسنة لا يعد تشددا أو غلوا كما يفهم ضعاف الإيمان من الناس. وإذا أردنا أن نجلي حقيقة الأمر ونضع النقاط على الحروف نقول: إن الذين يغالون في احترام العقل وتقديسه حتى يقدمونه على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هم المتشددون. أما من يقدم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على طاعة مخلوق أو اتباع هوى أو غيرهما، فإنما هذا هو المستقيم على شرع الله، الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك الذين يبالغون في أخذ نصيبهم من الدنيا على حساب الدين، قد تشددوا في جانب على حساب جانب. أما من يعدل ويوازن فيأخذ من الدنيا ما يستعين بها على طاعة الله، ويتمتع بما أحل الله تعالى له في الدنيا من الطيبات دون سرف أو خيلاء، فهو المستقيم على شرع الله، الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فقوله تعالى: (ولعلكم تشكرون) تعليل آخر لحكمة الصيام والتخفيف فيه ، لأن أداءه على الوجه المطلوب خير حافز على الشكر العملي الذي هو القيام بواجب الرسالة بعد التمسك بحقيقة الهداية ، وقد سبق أن لفظة (لعل) للترجي الذي لا يكون إلا فيما جرت أسبابه ، وحيث أن أداء الصيام على حقيقته المطلوبة يصقل القلوب ، ويهذب النفوس ، ويقوي فيها الإرادة وصدق العزيمة ، جاء طلب الشكر من الصائمين بهذه الصيغة. ولهذا جاء الأسلوب القرآني بهذا التغيير للإشارة إلى أن هذا المطلوب بمنـزلة المرجو لقوة الأسباب المتآخذة في حصوله. ففي آخر هذه الآية الكريمة نوع من اللف لطيف المسلك قلَّ من يهتدي إليه ، ولهذا قال بعضهم عن الواو إنها زائدة. والحاصل أن الشكر المطلوب منا هو الشكر العملي أو الشكر الكامل، وهو الواجب الصحيح ، كما قدمنا من أنه يكون بالقلب والجوارح جميعها واللسان ، ويكاد الشكر أن يكون هو الدين كله ، كما قال تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) [2].
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ~ يراع ـ البيضاوي
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
لِيَومِ كَريهَةٍ وَ سِدادِ ثَغرِ
وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا
وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى
كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً
وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو
— العرجي
أبيات شعر قالها العرجي أيام حبسه وقد كان سبب حبسه أنه شبّب بأم محمد بن هشام (خال هشام بن عبد الملك)، وذلك عندما كان واليًا على مكة، ولم يكن هذا التشبيب إلا لفضيحة الابن ونكاية به، ثم إنه هجا زوجته، كما هجاه، فبقي في السجن تسع سنين، ومات فيه بعد أن ضُرب بالسياط. معاني المفردات
يَوْمُ الكَرِيهَةِ: يَوْمُ الْحَرْبِ وَالْمُصِيبَةِ. أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ~ يراع ـ البيضاوي. سِداد الثغر: ما يسدُّه من خيل ورجال. الثَّغْر: الفُرْجة
مُعْتَركُ المنايا: هو من السِّتّين إلى السَّبعين من أعمار النّاس.
صاحب المقولة حياة العَرجي قصة المقولة وفاته صاحب المقولة عبد الله العَرْجِي بن عُمر بن عمرو بن عُثمان بن عفان القُرشي الأموي؛ أحد الشعراء في العصر الأموي، وذُكر أنَّ له أخاً يُدعَى عَاصِماً، والعَرْجِي لَقبٌ غَلب عليه، نِسبةً إلى ضَيعةٍ له قُرب الطائف يقال لها «العَرْج» كان ينزل بها، وهو قُرشيّ النَّسب، عاش وتوفي في العصر الأموي. وتَذكُر الرّوايات التاريخية أنّه وُلد بمكة المكرمة؛ وتزوَّج من إمرأة تُدعَى" عُثيمةَ بنت بَكير بن عمرو بن عثمان بن عفان"، فأنجبت له أربعة أولاد، هم: عمرو، وعثمان، وعمر، وزيد. وكان الشاعر أشقر اللّون جميل الوجه، من أبناء اليُسْر والغنى والنِّعمَة، إذ كان يسقي إبله في كِساءِ المُخمَل، ثمَّ يغتسل ويَلبس حُلَّتين بخمسمئة دينار، وكان يُعجَب بنفسه، فيقول في شعره: أمشي كما حَرّكت ريحٌ يمانية****** غُصناً من البانِ رطباً طلُّه الدِّيمُ حياة العَرجِي عاش العَرجِي في عصرٍ فقدت فيه الحجاز زعامتها السياسية، وحِيلَ بينه وبين السياسة، فانصرف إلى الإستثمار في الضِياع والأملاك، وفي هذا الوقت ازدهر فن الغزل في الحجاز، فأدلَى الشاعر بدلوه فيه، حتى غلب الغزل على أغراض شعره كلها.