أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد:
{ فليعبدوا رب هذا البيت! } أيها المسلمون ، يا عباد الله: قال الله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}.
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ-آيات قرآنية
[قريش: 3] فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
الجلالين
الطبري
ابن كثير
القرطبي
البيضاوي
البغوي
فتح القدير
السيوطي
En1
En2
3 - (فليعبدوا) تعلق به لإيلاف والفاء زائدة (رب هذا البيت)
وقوله: " فليعبدوا رب هذا البيت " يقول: فيلقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة ، وليعبدا رب هذا البيت ، يعني بالبيت: الكعبة. كما حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا هشيم قال: أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، صلى المغرب بمكة ، فقرأ " لإيلاف قريش " فلما انتهى إلى قوله " فليعبدوا رب هذا البيت " أشار بيده إلى البيت. حدثنا عمرو بن علي ، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني ، قال:ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، قال: ثني أبي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله: "فليعبدوا رب هذا البيت " قال الكعبة. وقال بعضهم: أمروا أن يألفوا عبادة رب مكة كإلفهم الرحلتين. ذكر من قال ذلك:
حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي ، قال: ثنا مروان ، عن عاصم الأحول ، عن مكة ، عن ابن عباس ، في قوله " لإيلاف قريش " قال: أمروا با، يألفوا عبادة رب هذا البيت ، كإلفهم رحلة الشتاء والصيف. أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده، لأجل إيلافهم رحلتين.
فصل: سورة قريش:|نداء الإيمان
فليعبدوا رب هذا البيت - YouTube
شبكة الألوكة
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: فليعبدوا رب هذا البيت عربى - التفسير الميسر: فليشكروا، وليعبدوا رب هذا البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا به، وليوحدوه ويخلصوا له العبادة. السعدى: فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة. الوسيط لطنطاوي: وبعد أن ذكرهم - سببحانه - بنعمه أمرهم بشكره ، فقال: ( فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت... ) أى: إن كان الأمر كما ذكرنا لهم ، فليخلصوا العبادة لله - تعالى - الذى حمى لهم البيت الحرام ، والكعبة المشرفة ، ممن أرادهما بسوء.. البغوى: وأمرهم بعبادة رب البيت فقال: "فليعبدوا رب هذا البيت" ، أي الكعبة. ابن كثير: ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال: ( فليعبدوا رب هذا البيت) أي: فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما ، كما قال تعالى: ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) [ النمل: 91] القرطبى: قوله تعالى: فليعبدوا رب هذا البيت أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده ، لأجل إيلافهم رحلتين.
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة قريش
الآية رقم (3) - فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
فيها إشارةٌ إلى أنّ إهلاك أبرهة وجيشه كان لحماية بيت الله جلَّ جلاله، تبع ذلك تأليف قريش، وإلفهم لرحلة الشّتاء والصّيف، وتوفّر لهم بذلك الرّزق الّذي لا جوع معه، والأمن الذي لا خوف معه. ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴾: لأنّهم يدينون لربّ هذا البيت وللبيت، وجب عليهم ردّ الجميل وعبادة الله ربّ هذا البيت الّذي كان سبباً في أمنهم وسعادتهم.
وليس السهو الذي يطرأ عليه في صلاته ولا يقدر على دفعه عن نفسه هو الذي ذم به، لأنه عفو. وفي تأويل ما استحق به هذا الذم ستة أوجه: أحدها: أن معنى ساهون أي لاهون، قاله مجاهد. الثاني: غافلون، قاله قتادة. الثالث: أن لا يصلّيها سراً ويصليها علانية رياء للمؤمنين، قاله الحسن. الرابع: هو الذي يلتفت يمنة ويسرة وهواناً بصلاته، قاله أبو العالية. الخامس: هو ألا يقرأ ولا يذكر الله، قاله قطرب. السادس: هو ما روى مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {الذين هم عن صلاتهم ساهون} فقال: «هم الذين يؤخرون الصلاة عن مواقيتها». {الذين هم يُراءونَ} فيه وجهان: أحدهما: المنافقون الذين يراءون بصلاتهم، يصلّونها مع الناس إذا حضروا، ولا يُصلّونها إذا غابوا، قاله علي وابن عباس. الثاني: أنه عامّ في ذم كل من راءى لعمله ولم يقصد به إخلاصاً لوجه ربه. روي عن النبي صلى الله عيله وسلم أنه قال: «يقول الله تعالى: مَن عَمِل عملا لغيري فقد أشرك بي وأنا أغنى الشركاء عن الشرك». {ويَمْنَعُونَ الماعونَ} فيه ثمانية تأويلات: أحدها: أن الماعون الزكاة، قاله علي وابن عمر والحسن وعكرمة وقتادة، قال الراعي: أخليفة الرحمن إنا مَعْشَرٌ ** حُنَفاءُ نسجُد بكرةً وأصيلاً.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
ولله على الناس حج البيت
قال الله تعالى:
" ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "
[آل عمران: 97]
—
أي وقد أوجب الله على المستطيع من الناس في أي مكان قصد هذا البيت لأداء مناسك الحج. ومن جحد فريضة الحج فقد كفر, والله غني عنه وعن حجه وعمله, وعن سائر خلقه. ولله على الناس حج البيت | حصة بنت سعود. ( التفسير الميسر)
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
ولله على الناس حج البيت | حصة بنت سعود
المسار
الصفحة الرئيسة »
القرآن الكريم »
سورة آل عمران »
الآية 97
البحث
الرقم: 392
المشاهدات: 32556
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٩٧﴾
« الآية السابقة
الآية اللاحقة »
وقال عكرمة: المقصود بـ (السبيل) الصحة، فإذا كانت صحة الإنسان لا تمكِّنه من أداء فريضة الحج، فهو من الذين لا يملكون السبيل. وقال مالك: (السبيل) القدرة، والناس على قدر طاقتهم وسيرهم وجَلَدِهِم. قال أهل العلم: جاءت كلمة (السبيل) في الآية نكرة؛ لتفيد أن الحج واجب على المسلم، على أي سبيل تيسرت، من قوت ومال. وحاصل تلك الأقوال، أن المقصود بـ (السبيل) أن يملك من يقصد الحج من الوسائل المادية والمعنوية ما يمكنه من أداء تلك الفريضة، من غير أن يفوِّت واجباً عليه، كواجب النفقة على عياله، ونحو ذلك. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. وللعلماء تفصيل في هذه المسألة، ليس هذا مكان بسطه. ثم إن ظاهر الآية أنه إذا تحققت (الاستطاعة)، وجب الحج على الفور، دون تأخير، وهذا ما عليه جمهور أهل العلم. وقال الشافعي: إن الحج واجب على التراخي، بمعنى أن الحج لا يجب وقت الاستطاعة، بل يمكن تأخيره لفترة، لكن يُكره التأخير لغير حاجة، لأن المسارعة إلى الطاعة أولى وأثوب. وقوله تعالى: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} بيَّن سبحانه في خاتمة هذه الآية أنه غنيٌ عن عبادة عباده، وأنه تعالى لا حاجة له إلى حج أحد، فهو الغني الحميد، لا تنفعه طاعة مطيع، ولا تضره معصية عاص.