وقد استحسن الصنعاني هذا التفسير، لكن الحديث نص على أن الأمة ستفترق، وهذا يعني أنه حديث عن المستقبل، وهذا لا يتلاءم مع كون المراد أمة الدعوة، فهي مفترقة في زمنه صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ذلك مقارنتهم باليهود والنصارى، في قوله صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة. ومعلوم أن اليهود والنصارى هم من أمة الدعوة، فلم يبق إلا أن المقصود أمة الإجابة فقط، وللفائدة راجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12682 ، 61082 ، 73162. والله أعلم.
تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده ايجي بست
قال: وأيضا لفظ (الزندقة) لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يوجد في القرآن، وأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في توبته -قبولا وردا- فالمراد به عندهم: المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر. انتهى. قلت: وقد ذكر الحديثَ الذي ذكره الغزالي، الحافظُ ابنُ الجوزي في (الموضوعات)، وذكر أنه روي من حديث أنس، ولفظه: " تفترق أمتي على سبعين -أو إحدى وسبعين- فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة "، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: " الزنادقة، وهم القدرية "، أخرجه العقيلي، وابن عدي، ورواه الطبراني أيضا. قال أنس: كنا نُراهم القدرية. قال ابن الجوزي: وضعه الأبرد بن أشرس، وكان وضاعا كذابا، وأخذه منه ياسين الزيات، فقلب إسناده، وخلطه، وسرقه عثمان بن عفان القرشي. تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده ايجي بست. وهؤلاء كذابون، متروكون. وأما الحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر وأبي الدرداء، ومعاوية، وابن عباس، وجابر، وأبي أمامة، وواثلة، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، فكل هؤلاء قالوا: " واحدة في الجنة، وهي الجماعة "، ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يُعَوَّل عليه دون الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم (11).
تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده كامل
قالوا: يا رسول الله ما تلك الفرقة؟ قال: ((فرقة الجماعة)). وقال فيه أيضًا: فإن قيل: وهل هذه الفرقة معروفة؟ فالجواب: إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق، وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق، وإن لم نُحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها. قال: وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم: أصول الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة؛ فصارت اثنتين وسبعين فرقة. ثم فصلها وعرّف كل فرقة منها في، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه في "الملل والنحل" مبسوطًا في رحلتنا المسماة بـ"البسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام" فراجعها. ما ورد في افتراق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة - عبد الله بن عبد العزيز العقيل - طريق الإسلام. من "كشف الخفاء" للعجلوني[20]. وقد ذكر الحديث الإمام محمد بن أحمد السفاريني في "لوامع الأنوار البهية"، فقال: رواه الإمام أحمد من حديث معاوية[21] ـ رضي الله عنه ـ قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة)). ورواه أبو داود[22] وزاد فيه: ((وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله)).
تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده في القران الكريم
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة)). فقيل له: من هم يا رسول الله؟ ـ يعني الفرقة الناجية ـ فقال: ((هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). وفي رواية: ((ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي))[23]. وذكر أبو حامد الغزالي في كتابه التفرقة بين الإيمان والزندقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي نيفًا وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا الزنادقة، وهي فرقة)). هذا لفظ الحديث في بعض الروايات. قال: وظاهر الحديث يدل على أنه أراد الزنادقة من أمته؛ إذ قال: ((ستفترق أمتي))، ومن لم يعترف بنبوته فليس من أمته. تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده من. والذين ينكرون أصل المعاد والصانع فليسوا معترفين بنبوته؛ إذ يزعمون أن الموت عدم محض، وأن العالم لم يزل كذلك موجودًا بنفسه من غير صانع، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وينسبون الأنبياء إلى التلبيس؛ فلا يمكن نسبتهم إلى الأمة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإسكندرية: أما هذا الحديث فلا أصل له، بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث، ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ، بل الحديث الذي في كتب السنن والمساند عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار)).
تنقسم امتي الى 73 فرقه كلها في النار الا واحده من
انتهى. ثم فصلها وعَرّف كل فرقة منها فيه، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه في (الملل والنحل) مبسوطا في رحلتنا المسماة بـ: (البسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام) فراجعها. انتهى من (كشف الخفاء) للعجلوني (7). ماصحة حديث ستفرق امتي الى 73 فرقة كلها في النار ماعدا واحدة. وقد ذكر الحديثَ الإمامُ محمد بن أحمد السفّاريني في (لوامع الأنوار البهية)، فقال: رواه الإمام أحمد من حديث معاوية (8) رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا إن مَن قَبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة "، ورواه أبو داود(9) وزاد فيه: " وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ". قوله: الكَلَب بفتح اللام. قال الخطابي: هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلْب، وقال: وعلامة ذلك في الكَلْب: أن تحمرّ عيناه ولا يزال يُدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانا ساوره. وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: " ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلاّ فرقة واحدة "، فقيل له: من هم يا رسول الله؟ -يعني الفرقة الناجية- فقال: " هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "، وفي رواية: " ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلاّ فرقة واحدة، وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي " (10).
أمة الإسلام تنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة - صحيفة الاتحاد
أبرز الأخبار
أمة الإسلام تنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة
30 يوليو 2013 21:28
القاهرة (الاتحاد) - أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة ستفترق، وأن افتراقها سيكون أعظم من افتراق الأمم التي قبلها من أهل الكتابين اليهود والنصارى، وأخبر بما هو أعظم من ذلك، وهو أنها سوف تحتذي بالأمم الكافرة في كل الموبقات التي يترفع عنها المسلم، والتي لا يصدق أنها قد تقع منه، والتفرق في الدين يكون في الأهواء والشيع والأحزاب والفرق. افتراق الأمة
وذكر أهل العلم من الأحاديث التي أمكنهم الوقوف عليها في خبر الاختلاف والفرقة الناجية، خمسة عشر حديثاً، عن جمع من الصحابة تجعل من المتيقن عند من اطّلع عليها وعلى طرقها صدور هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان حتمية افتراق الأمة، واختلافها هذا الاختلاف الواسع العريض، وهذا تخويف وتحذير لها من ذلك، وأن هذه الفرق كلها مذمومة متوعدة بالنار، إلا فرقة واحدة، وهي الناجية. ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله، قال: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي» وفي بعض الروايات «هي الجماعة».
والله أعلم.
حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا ابن عون، عن نافع، قال: قال ابن عمر: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " إنَّ النَّاس يُوقَفُون يَوْمَ الْقِيامَةِ لِعَظَمَةِ اللهِ، حتى إنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إلى أنْصَافِ آذَانِهِمْ". حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: " ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) يَوْم الْقِيامَةِ لِعَظَمَة الرَّحْمَنِ" ، ثم ذكر مثله. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة المطففين - قوله تعالى ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون - الجزء رقم16. حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال: " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) قال: يَقُومُونَ حتى يَبْلُغَ الرَّشْحُ إلى أنْصَاف آذانِهِمْ ". حدثنا أحمد بن محمد بن حبيب، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي، عن صالح، قال: ثنا نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) يَوْمَ الْقِيامَةِ، حتى يَغِيبَ أحَدُهُمْ إلى أنصَافِ أذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ".
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة المطففين - قوله تعالى ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون - الجزء رقم16
اللهم لا نملك إلا الدعاء، وهذا الدعاء وعليك الإجابة يا رب العالمين! اللهم انصر المسلمين، اللهم وحد صفهم، اللهم اجمع شملهم، اللهم وحد كلمتهم، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملهم، وعراةٌ فاكسهم، وجياعٌ فأطعمهم، وعطشى فاسقهم، ومستذلون فانصرهم يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين! يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يوم يقوم الناس لرب العالمين (خطبة) - الموقع الرسمي لشبكة السبر. اللهم إنا نذكر ما حل بنا يوم أن سلط البعث صواريخه علينا فانقلب ليلنا نهاراً، وانقلب نهارنا فزعاً، وخلت الطرق، وهرب الناس، وإن ما بإخواننا أشد من ذلك وأضعاف أضعافه، اللهم عجل نصرك! اللهم عجل فرجك! اللهم عجل تأييدك! اللهم أنزل جنودك يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين! اللهم صلّ على محمدٍ وآله وصحبه، وأقم الصلاة.
وقيل: في الآخرة بحقوق عباده في الدنيا. وقال يزيد الرشك: يقومون بين يديه للقضاء. الرابعة: القيام لله رب العالمين سبحانه حقير بالإضافة إلى عظمته وحقه ، فأما قيام الناس بعضهم لبعض فاختلف فيه الناس; فمنهم من أجازه ، ومنهم من منعه. وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام إلى جعفر بن أبي طالب واعتنقه ، وقام طلحة لكعب بن مالك يوم تيب عليه. حديث «يقوم الناس لرب العالمين..» ، «لو تعلمون ما أعلم..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وقول [ ص: 220] النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار حين طلع عليه سعد بن معاذ: " قوموا إلى سيدكم ". وقال أيضا: " من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ". وذلك يرجع إلى حال الرجل ونيته ، فإن انتظر ذلك واعتقده لنفسه ، فهو ممنوع ، وإن كان على طريق البشاشة والوصلة فإنه جائز ، وخاصة عند الأسباب ، كالقدوم من السفر ونحوه. وقد مضى في آخر سورة ( يوسف) شيء من هذا.
يوم يقوم الناس لرب العالمين (خطبة) - الموقع الرسمي لشبكة السبر
- {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] في الرَّشْحِ إلى أنْصافِ آذانِهم. الراوي:
عبدالله بن عمر
| المحدث:
شعيب الأرناؤوط
| المصدر:
تخريج المسند
| الصفحة أو الرقم:
5912
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
| التخريج:
أخرجه البخاري (4938)، ومسلم (2862)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11656)، وأحمد (5912) واللفظ له
أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] حتَّى يَغِيبَ أحَدُهُمْ في رَشْحِهِ إلى أنْصَافِ أُذُنَيْهِ. عبدالله بن عمر | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4938 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
التخريج:
أخرجه مسلم (2862)
يَومُ القِيامةِ يَومٌ شَديدٌ عَظيمٌ، وأهوالُه ومَواقِفُه مُتَعدِّدةٌ؛ مِنَ الحَشرِ، وانتِظارِ الحِسابِ، والمُرورِ على الصِّراطِ، ومِن أوائِلِ تلك المَواقِفِ أنْ يَجمَعَ اللهُ الخَلائِقَ في ذلك المَحشَرِ العَظيمِ، فيَشتَدَّ الكَربُ. وفي هذا الحديثِ يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صُوَرًا مِن صُوَرِ يومِ القيامةِ بأهوالِه وشدائِدِه؛ فيَذكُرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولَ اللهِ تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6]، والمعنى: يومَ يَقومون مِن قُبورِهم -وهو يومُ القيامةِ- لرَبِّ العالَمين خاضِعينَ للمَعبودِ الحَقِّ الذي خلَقَهم.
وفي هذا اليومِ يُحشَرُ النَّاسُ مِن قُبورِهم إلى أرضِ المَحشَرِ، فيُجْمَعون في صَعيدٍ واحدٍ؛ لانتِظارِ مُحاسبتِهم في يومٍ عظيمٍ، ويتعَرَّقون، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «حتَّى يَغيبَ أحدُهم في رَشْحِه»، أي: عَرَقِه، حتَّى يَصِل العَرَقُ إلى أنصافِ أُذُنَيه. وقدْ جاء في صَحيحِ مُسلمٍ أنَّ الشَّمسَ يومَ القيامةِ تَدْنو مِن الخَلقِ، حتَّى تكونَ منهم كمِقدارِ مِيلٍ، فيكونَ النَّاسُ على قدْرِ أعمالِهم في العَرقِ؛ فمِنهم مَن يكونُ إلى كَعْبَيهِ، ومِنهم مَن يكونُ إلى حَقْويهِ، ومِنهم مَن يُلْجِمُه العَرَقُ إلجامًا.
حديث «يقوم الناس لرب العالمين..» ، «لو تعلمون ما أعلم..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وصف الله ذلك اليوم في كتابه المبين بأنه: ( يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)[الإنسان: 7], كان ( يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)[الإنسان: 10], ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا)[الطور: 9، 10]، ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)[الأنبياء: 104]. الأرض تزلزل وتتبدل؛ ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ)[الزلزلة: 4 - 6], ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ)[إبراهيم: 48 - 50]. ذلك اليوم: ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا * يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا * وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا * يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا)[طه: 102 - 108].
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، أحمده سبحانه جعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاًوقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق كل شيءٍ فقدره تقديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، لم يعلم طريق خير إلا ودلنا عليه، وما علم سبيل شرٍ إلا وحذرنا منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب:70]. معاشر المؤمنين: إن لنا موعداً مع الأولين والآخرين، إن لنا موعداً مع السابقين واللاحقين، إن لنا موعداً مع الذين مضوا والذين يقدمون، سنجتمع نحن وإياهم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، سنجتمع في يومٍ أمام رب العالمين، يوم ينزل الجبار للفصل والقضاء بين العباد: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6]وفي ذلك اليوم: تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281] وفي ذلك اليوم تطوى السماء كطي الكتب، ويقول الجبار عز وجل: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:104].