فيحرم من قرن المنازل. ومن خرج من القصيم قاصداً الطائف، عن طريق جدة جواً، وهو يريد أن يختم سفرته بعمرة، لم يلزمه أن يحرم في الطائرة، بل يحرم إذا خرج من الطائف مريداً مكة من قرن المنازل، للتعليل السابق. كيفية الإحرام للعمرة - سطور. ولو خرج رجل من أهل جدة يريد الطائف، ثم يعتمر بعد ذلك، أحرم من قرن المنازل. ولهذا لا حرج على المصطافين بالطائف الذين ينوون العمرة لاحقاً، أن يخرجوا إلى المنتزهات الواقعة على طريق الهدا، بعد الميقات، ولا يعد مرورهم هذا تجاوزاً للميقات، لأنهم حين مروا لم يكونوا مريدين للنسك، وإن كانت نية النسك مستصحبة في سفرتهم تلك. وقد سئل شيخنا، محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، عن (رجل قدم من بلده بالطائرة، يريد الحج، ومر بالميقات، ولكنه يريد إذا نزل إلى جدة أن يذهب إلى المدينة أولاً، فلم يحرم في الطائرة، ولما نزلت الطائرة، ذهب بالسيارة إلى المدينة، ثم رجع من المدينة محرماً، فما حكم ذلك ؟ فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس بهذا، فمن قدم من بلده قاصداً المدينة أولاً، ونزل في جدة، ثم سافر من جدة إلى المدينة، ثم رجع من المدينة محرماً من ميقات أهل المدينة فلا بأس) المجموع: 21/313. وسئل عن (أناس يأتون من بلادهم قاصدين المدينة، فيمرون بالميقات، فهل يلزمهم الإحرام من الميقات، ويذهبون إلى المدينة محرمين، أو يذهبون إلى المدينة دون إحرام، ثم إذا رجعوا من المدينة إلى مكة أحرموا من ميقات أهل المدينة ؟ فأجاب فضيلته بقوله: يذهبون بلا إحرام إلى المدينة؛ لأن هؤلاء لم يقصدوا مكة، وإنما قصدوا المدينة، فيذهبون إلى المدينة، وإذا رجعوا من المدينة حينئذ يكونون قد توجهوا إلى مكة، فيحرمون من ميقات أهل المدينة، وهي "ذو الحليفة" التي تسمى الآن "أبيار علي").
طريقة الاحرام من جده بنات
طريقة إحرام أهل جدة أن يتلبسوا النسك من مكان سكنهم حيث أن جدة تأتي أقرب لمكة والبيت الحرام من رابغ، ورابغ هو ميقات أهل الساحل أو من يأتي للبيت الحرام من جهة الساحل، فإن مر برابغ فميقاته رابغ، وإن كان داخل جدة فهو داخل حدود الميقات فحكمه حكم من هم دون الميقات يحرمون من بيوتهم تماما كما يحرم أهل مكة من مكة. فيلبسون ملابس الاحرام ويتحلل الرجال من المخيط وينطلقون ملبين حتى يصلوا الكعبة فيطوفون ويسعون الخ الاعمال.
والقران: أن يحرم بالعمرة والحج معا،
أو يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل شروعه في طوافها، فينوي العمرة والحج من
الميقات أو قبل الشروع في طواف العمرة، ويطوف لهما ويسعى. وعلى المتمتع والقارن فدية إن لم يكن
من حاضري المسجد الحرام، وأفضل هذه الأنساك الثلاثة التمتع، لأدلة كثيرة. طريقة الاحرام من جده بالانجليزي. فإذا أحرم بأحد هذه الأنساك، لبى عقب
إحرامه؛ فيقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك
والملك، لا شريك لك، ويكثر من التلبية، ويرفع بها صوته. (الملخص الفقهي، للشيخ الدكتور صالح
الفوزان:1/413-417)
فعلى ذلك لا يجوز للمرأة أن تلبس الملابس الضيقة التي تبين تفاصيل أعضائها، ولا أن تلبس ما يشف فيبدي مفاتنها، ولا الملابس العارية، فكل ذلك يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم «كاسيات عاريات» (أخرجه مسلم ب2128])، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة» (أخرجه مسلم [338]). أما حدود نظر المرأة الكافرة إلى المسلمة
فللعلماء فيه قولان:
الأول: ما ذهب إليه الحنفية والمالكية والأصح من مذهب الشافعية ورواية عن أحمد أن المسلمة يجب عليها أن تحتجب عن غير المسلمة إلا لحاجة أو ضرورة (حاشية ابن عابدين [6/371]، بلغة السالك [1/192]، مغني المحتاج [3/131]، المغني [7/464]). عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة. والثاني: أن حكم غير المسلمة في النظر كحكم المسلمة وهذا القول وجه عند الشافعية ورواية عن أحمد وهو المشهور في المذهب الحنبلي (روضة الطالبين [7/25]، المغني الموضع السابق). والراجح -والله أعلم- هو القول الأول فلا يحل للمرأة الكافرة أن تنظر من المرأة المسلمة سوى الوجه والكفين، ومن الأدلة قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن} [النور من الآية:31].
عورة المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة
يقول الدكتور يوسف القرضاوي يقول فيها:
اختلف الفقهاء حول مسألة عورة المرأة المسلمة أمام الكتابية، فيرى جمهور الفقهاء والمفسرين أن على المرأة المسلمة ألا تكشف عورتها أمام المرأة غير المسلمة وفسروا قوله تعالى "أو نسائهن" أي المسلمات، بل ويرى بعضهم أن المرأة لا تكشف عورتها أمام المسلمة التي لا تأمنها على نفسها حتى لا تتحدث بمفاتن جسدها أمام الناس، أما غير الجمهور فيرون أن قول الله تعالى "أو نسائهن" يقصد به النساء عامة، فلها أن تكشف عن عورتها غير المغلظة أمام النساء الكتابيات وبخاصة إذا كانت هذه المرأة من الخدم الذين يدخلون عليها كثيرًا. ويرى فضيلة الدكتور أن المرأة المسلمة لو كانت تربطها بالمرأة الكتابية صلة رحم كأن تكون أمها أو أختها أو قريبة لها فلها أن تكشف عن عورتها غير المغلظة أمامها لما في سترها من حرج ومشقة.