فصيغة الحصر في قوله «إنما الصبر» حصر ادعائي للكمال كما في قولهم أنت الرجل. والصلاة أريد بها هنا معناها الشرعي في الإسلام وهي مجموع محامد لله تعالى ، قولاً وعملاً واعتقاداً فلا جرم كانت الاستعانة المأمور بها هنا راجعة لأمرين: الصبر والشكر. وقد قيل إن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر كما في «الإحياء» وهو قول حسن ، ومعظم الفضائل ملاكها الصبر إذ الفضائل تنبعث عن مكارم الخلال ، والمكارم راجعة إلى قوة الإرادة وكبح زمام النفس عن الإسامة في شهواتها بإرجاع القوتين الشهوية والغضبية عما لا يفيد كمالاً أو عما يورث نقصاناً فكان الصبر ملاك الفضائل فما التحلم والتكرم والتعلم والتقوى والشجاعة والعدل والعمل في الأرض ونحوها إلا من ضروب الصبر. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45. ومما يؤثر عن علي رضي الله عنه: الشجاعة صبر ساعة. وقال زفر بن الحارث الكلابي يعتذر عن انهزام قومه: سقيناهم كاساً سقونا بمثلها... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا وحسبك بمزية الصبر أن الله جعله مكمل سبب الفوز في قوله تعالى: { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [ العصر: 1 3] وقال هنا: { واستعينوا بالصبر والصلاة}. قال الغزالي: ذكر الله الصبر في القرآن في نيف وسبعين موضعاً وأضاف أكثر الخيرات والدرجات إلى الصبر وجعلها ثمرة له ، فقال عز من قائل: { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} [ السجدة: 24].
تفسير آلاية:ـ (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ). | دروبال
قولوا لمن بحث عن أسباب السعادة, ولمن طرق كل باب بحثاً عن الراحة, قولوا لمن طوفوا بحثاً عن أماكن يسعدون فيها, أما إن السعادة أقرب إليكم من كل شيء, إنها في الركعات والسجدات لرب البريات. سل المهموم ماذا يبقى من همه حين يلجأ لها
سل المحزون عن حزنه حين أقبل عليها
سل المصلي في ظلمة الليل أي سعادة يجدها, يوم أن يقوم لربه في الظلمات, ويناجي رب الأرض والسماوات
ولو تكلم أهل القبور, لحدثوك كيف نوّرت الصلاة قبورهم, ولأخبروك أن ركعتين أحبُ إليهم من دنيانا كلها
وقد ذكر ابن الجوزي عن بعض الصالحين أنه صلى ركعتين في الليل, فرأى أحد أصحابه يقول له: إنكم تعلمون ولا تعملون ونحن نعلم ولا نقدر على العمل, إن الركعتين اللتين ركعتهما خيرٌ من الدنيا وما فيها, وإذا كان هذا في النفل فالفرض أشرف. فلنَعُد لبيوت الله, ولنُعِد لبيوت الله قدرها, ولنعلق القلوب بها, ولنحاسب أنفسنا على الصلاة, فلئن عذّرنا لأنفسنا اليوم بطول صلاة الإمام أو تأخر إقامته أو عدم احتمال حرّ أو بردٍ, أو قلنا للناس أننا صلينا ولم نفعل, فلنعلم أن الذي يحاسبنا هو الذي لا تخفى عليه خافية
ويوم أن يودع المرء في قبره فلن ينفعه قوةُ بدنه ولا شرف نسبه ولا كثرة ولده, بل تنفعه الركعات والسجدات, والقربات والطاعات, وإذا أغلقت اليوم دوننا أبواب الدنيا, فباب الله لا يغلق, وبيته مفتوح, وما خاب من قضى وقته ببيت رب الأرباب, وعلّق قلبه بالمساجد مناجياً الإله الوهاب, واستعان على أموره بالصلاة.
فصل: إعراب الآية رقم (51):|نداء الإيمان
(فرعون)، اسم أعجميّ معرفة، لقب لمن ملك مصر. قيل: ولا يعرف لفرعون تفسير بالعربيّة. وقد اشتقّ من هذا اللقب- لعتوّ صاحبه وجبروته- فعل تفرعن أي أصبح ذا دهاء ومكر. (سوء)، اسم لما يزعج الإنسان من أمر دنيوي أو أخروي، وهو في الأصل مصدر ويؤنّث بالألف السوءى، وزنه فعل بضمّ فسكون. (العذاب)، اسم مصدر لفعل عذّب لأن حروفه نقصت عن حروف المصدر وهو تعذيب. وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (7) من هذه السورة. (أبناء)، جمع ابن- انظر الآية 40- (يستحيون)، فيه إعلال بالحذف، أصله يستحييون بكسر الياء الأولى، وقد جرى فيه الحذف مجرى تشتروا (الآية 41). إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة- الجزء رقم1. (نساء)، الهمزة فيه منقلبة عن واو لظهورها في مرادفه نسوة أو نسوان، أصله نساو، فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد الألف قلبت همزة وهذا القلب مطّرد. وهو جمع لا مفرد له من لفظه، مفرده امرأة. (بلاء) مصدر سماعيّ لفعل بلا يبلو باب نصر، والهمزة فيه منقلبة عن واو- كما ظهر في الفعل- وزنه فعال بفتح الفاء. البلاغة: 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) فقد ذبحوا بعض الأبناء فقط، لأنهم لم يذبحوا الأصاغر والأكابر فعلاقة هذا المجاز العموم.. إعراب الآية رقم (50): {وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 45
والتذلل خشوع ، قال جعفر بن عبلة الحارثي: فلا تحسبي أني تَخَشعت بعدكم... لَشْيءٍ ولا أني من الموت أفرق وهو مجاز في خشوع النفس وهو سكون وانقباض عن التوجه إلى الإباية أو العصيان. والمراد بالخاشع هنا الذي ذلل نفسه وكسر سورتها وعودها أن تطمئن إلى أمر الله وتطلب حسن العواقب وأن لا تغتر بما تزينه الشهوة الحاضرة فهذا الذي كانت تلك صفته قد استعدت نفسه لقبول الخير. وكأن المراد بالخاشعين هنا الخائفون الناظرون في العواقب فتخف عليهم الاستعانة بالصبر والصلاة مع ما في الصبر من القمع للنفس وما في الصلاة من التزام أوقات معينة وطهارة في أوقات قد يكون للعبد فيها اشتغال بما يهوى أو بما يحصِّل منه مالاً أو لذة. وقريب منه قول كثير: فقلت لها يا عز كل مصيبة... إذا وُطنت يوماً لها النفس ذلت وأحسب أن مشروعية أحكام كثيرة قصد الشارع منها هذا المعنى وأعظمها الصوم. ولا يصح حمل الخشوع هنا على خصوص الخشوع في الصلاة بسبب الحال الحاصل في النفس باستشعار العبد الوقوف بين يدي الله تعالى حسبما شرحه ابن رشد في أول مسألة من كتاب الصلاة الأول من «البيان والتحصيل» وهو المعنى المشار إليه بقوله تعالى: { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} [ المؤمنون: 1 ، 2] ، فإن ذلك كله من صفات الصلاة وكمال المصلي فلا يصح كونه هو المخفف لكلفة الصلاة على المستعين بالصلاة كما لا يخفى.
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة- الجزء رقم1
وربما نستوحي ذلك من بعض أساليب أهل البيت في الحوار مع بعض الزنادقة حول الآخرة: « إن يكن الأمر كما تقول ـ وليس كما تقول ـ نجونا ونجوت، وإن يكن الأمر كما نقول ـ وهو كما نقول ـ نجونا وهلكت » [3]. يقول الشاعر:
قال المنجم والطبيب كلاهما لا تحشر الأجساد قلت: إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر أو صح قولي فالخسار عليكما
وقد اتبع القرآن هذا الأسلوب في أكثر من آية، فعبَّر عن المؤمنين بأنهم يرجون لقاء ربهم { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـلِحاً.. } [الكهف:110]. ومن الطبيعي أن لا يكون هذا الأسلوب مقتصراً على إبقاء القضية في نطاق الاحتمال ليتجه العمل على أساس الاحتياط، بل هو وارد في اتجاه الإيحاء بالانطلاق منه إلى اليقين، من خلال إخراج الإنسان من أجواء اللامبالاة إلى أجواء المواجهة المسؤولة للفكر والعمل. وقد جاء في مجمع البيان: « أنَّ النبيّ (ص) كان إذا أحزنه أمر، استعان بالصلاة والصوم » [4] ، باعتبار أنَّ الصوم مظهر للصبر. وجاء في الكافي عن الإمام جعفر الصادق(ع): كان عليّ (ع) إذا هاله أمر فزع إلى الصلاة ثُمَّ تلا هذه الآية: { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصّلاة} [5]. استفادات عملية من وحي ما تقدّم:
ذلك هو بعض الحديث في الجانب التفسيري للآيتين، فماذا عن المعطيات العملية التي نخرج بها في واقعنا الإسلامي المعاصر؟ هنا يمكننا استيحاء نقطتين:
النقطة الأولى: إننا نستفيد من الآية الأولى، تأكيد الجوانب العبادية كالصلاة والصوم، والعناصر النفسية الأخلاقية كالصبر ونحوه في بناء شخصية الإنسان المسلم، من أجل إبعاده عن أجواء الانحراف الفكري والعملي، لأنَّ ذلك ما يحقّق له قوّة الاندفاع في الجانب العملي، ويعينه على مواصلة السير في الطريق المستقيم.
هو على ما هو عليه. ؛ لا لانَ قلبه لذكر، ولا تحول إلى محبة العبادة.. اهـ [7]. • ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها ما نصه:
يعني بقوله جل ثناؤه: (وإنها)، وإن الصلاة، ف"الهاء والألف" في "وإنها" عائدتان على "الصلاة". وقد قال بعضهم: إن قوله:(وإنها) بمعنى: إن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجر لذلك بلفظ الإجابة ذكر فتجعل "الهاء والألف" كناية عنه، وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته. ويعني بقوله: ﴿ إلا على الخاشعين ﴾: إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده. وأصل "الخشوع": التواضع والتذلل والاستكانة. فمعنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب بحبس أنفسكم على طاعة الله، وكفها عن معاصي الله، وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقربة من مراضي الله، العظيمة إقامتها إلا على المتواضعين لله، المستكينين لطاعته، المتذللين من مخافته. اهـ [8]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /119). [2] هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري؛ كان من الفضلاء، وله تصانيف مفيدة منها: تفسير القرآن الكريم وكتاب إعراب القرآن وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب في النحو اسمه التفاحة وكتاب في الاشتقاق، وتفسير أبيات سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكتاب الكافي في النحو، وكتاب المعاني وفسر عشرة دواوين وأملاها، وكتاب الوقف والابتداء صغرى وكبرى، وكتاب في شرح المعلقات السبع ، وكتاب طبقات الشعراء وغير ذلك، وروى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأخذ النحو عن ابي الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، وكان قد رحل إليهم من مصر.
وإنما كان الصبر عن معصية الله في المرتبة الثانية؛ لأنه لا عملَ فيه، بل هو كفٌّ فقط، لكن بالنسبة للصابرين قد يكون بعضهم الصبر على الطاعة أهون عليه من الصبر عن المعصية والفاحشة، ومن أعظم الصابرين عن المعصية والفاحشة يوسفُ عليه السلام، فقد ابتُلي بذلك فصبَر، فصرف الله عنه السوء والفحشاء. الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة، كما في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه لما أرسَلتْ إليه صلى الله عليه وسلم إحدى بناته تُخبره أن صبيًّا لها في الموت، قال: (( مُرْها فلْتَصبِرْ وتحتسب)) [5]. ويأتي في المرتبة الثالثة بين أنواع الصبر وفضله عظيم. قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسَبَه إلا الجنةُ)) [6]. وفي حديث المرأة التي تُصرَعُ وتتكشف لما قالت: يا رسول الله، ادعُ الله لي، قال صلى الله عليه وسلم: (( إن شئتِ صبرتِ ولك الجنةُ، وإن شئتِ دعوتُ الله لك، فقالت: بل أصبرُ، ولكنِ ادعُ الله لي ألا أتكشَّف، فدعا الله لها ألا تتكشف)) [7].
→ 1 ـ أقسام العمرة
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها الأندية ورومارينيو تقدم
والله أعلم. لجنةكبار العلماء بوزارة الأوقاف ـ ا لكويت
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها الصهارة
السؤال:
المستمع عبده علي محمد واصل من ينبع البحر، المنطقة الصناعية، بعث برسالة ضمنها جمعًا من الأسئلة، يقول في أحدها: هل يجوز دخول مكة بدون إحرام لسبب غير هام، أو لمجرد الطواف؟ وإذا كان لا يجوز ذلك فمن هم الذين يجوز لهم الدخول في مكة من غير إحرام؟
الجواب:
إذا أراد مكة للطواف، أو لزيارة بعض أقاربه أو أصدقائه، أو لحاجة أخرى؛ لا يلزمه إحرام، لا حرج عليه؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال -لما وقت مواقيت قال-: هن لهن، ولمن أتى عليهن، من غير أهلهنن ممن أراد الحج والعمرة. هذا شرط، فلا يلزمه الإحرام إلا إذا أراد حجًا، أو عمرة، أما من جاء إلى مكة للتجارةن، أو لزيارة بعض أقاربهن، أو أصدقائه، أو لمجرد أن يصلي في المسجد الحرام، ويطوف؛ فلا إحرام عليه، ولا حرج عليه في ذلك، والحمد لله، نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها الصهارة. فتاوى ذات صلة
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها دول عربية، ومصر
الحمد لله. قد أخطأ صديقكم - ولا شك –
فيما قاله لكم من جواز مروركم على الميقات دون إحرام ، وأخطأ مرة أخرى من جعلكم
تحرمون من مكة نفسها ؛ لأن أهل مكة ومن في حكمهم لا بد لهم من الخروج للحل إذا
رغبوا بأداء عمرة. وقد حدَّد الشرع مواقيت مكانية للقادمين إلى مكة لغرض العمرة والحج ، فإما أن يمر
بعينها فيحرم منها ، أو يحرم من المكان الذي يحاذيها. واجب من دخل مكة بدون إحرام ثم حصل على تصريح للعمرة - إسلام ويب - مركز الفتوى. ومن كان يسكن بين المواقيت ومكة: فإنه يحرم من مكانه ، وكذا من جاء جدة أو نحوها ،
ممن هو دون المواقيت ، ثم بدا له أن يأتي بعمرة: فإنه يحرم من مكانه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " وقَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل
المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشأم الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن
يلملم ، فهنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة ،
فمن كان دونهن فمهِله من أهله ". رواه البخاري ( 1454) ، ومسلم ( 1181). والواجب على صديقكم التوبة والاستغفار من نسبته ذلك الحكم للشرع ، والواجب عليكم –
جميعاً – عند جمهور أهل العلم - شاة تُذبح في الحرم وتوزع على فقرائه ، فمن لم
يستطع منكم ذلك فتكفيه التوبة. قال علماء اللجنة الدائمة:
" الواجب على من نوى العمرة ثم مر بالميقات أن يحرم منه ، ولا يجوز له مجاوزته بدون
إحرام ، وحيث لم تحرموا من الميقات فإنه يجب على كل منكم دم ، وهو ذبح شاة تجزئ في
الأضحية تذبح بمكة المكرمة ، وتقسم على فقرائها ، ولا تأكلوا منها شيئاً ، أما ترك
صلاة ركعتين بعد لبس الإحرام فلا حرج عليكم في ذلك ".
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها و«الصحة» تكشف عدد
أما إن كان متردِّدًا هل يعتمر أم لا، فإن كان التردُّد على حدٍّ سواء، يعني طرفي المسألة النقيض على حدٍّ سواء فهذا لا يلزمه شيء، وإن ترجَّح عنده أنه يعتمر، وأن الظروفَ سوف تواتيه ويَسنح له الأمر ويعتمر، فمادام يَغلب على ظنه أنه يعتمر فلا بد أن يَرجع إلى الميقات؛ لأن الأحكامَ مبنية على غلبة الظن، وإن كان التردد على حد سواء، أو كان الغالبُ على ظنِّه أنه لا يتمكن من العمرة، فإنه حينئذٍ يكون حكمُه حكم المكِّيِّ.
حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها بعض المدن
تاريخ النشر: الأربعاء 20 ذو الحجة 1440 هـ - 21-8-2019 م
التقييم:
رقم الفتوى: 402319
2283
0
السؤال
نويت الحج متمتعة هذ العام، وأنا مقيمة بجدة، ولكن لم أحرم، ولم أتوضأ، وسافرت إلى مكة، وبسبب وجود أطفال معي، لم أستطع أن أعمل عمرة، ودخلت فترة الحيض، وسأنتهي منها في 6 ذي الحجة، فهل عليَّ السعي والطواف؟ أم عليَّ ذبح دم، أم أنوي الحج بالإفراد؟ علمًا أني أقمت بمكة 21 يومًا قبل الحج. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فما دمت قد نويت الحج، فقد كان الواجب عليك أن تحرمي من مكان إقامتك في جدة، ولم يجز لك أن تأتي مكة دون إحرام، سواء نويت الحج متمتعة، أم مفرِدة، أم قارنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما حدّد المواقيت: هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ. حكم من دخل مكة بدون إحرام وأحرم منها الأندية ورومارينيو تقدم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وإذ لم تفعلي؛ فالواجب عليك الرجوع إلى ميقاتك ــ جدة ــ لتحرمي منه، جاء في الموسوعة الفقهية: مَنْ جَاوَزَ الْمِيقَاتَ غَيْرَ مُحْرِمٍ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ لِيُحْرِمَ مِنْهُ، إِنْ أَمْكَنَهُ، فَإِنْ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَأَحْرَمَ مِنْهُ، فَلاَ دَمَ عَلَيْهِ، كَمَا لَوْ لَمْ يَتَجَاوَزْهُ، وَهَذَا بِاتِّفَاقٍ؛ لأِنَّهُ أَحْرَمَ مِنَ الْمِيقَاتِ الَّذِي أُمِرَ بِالإْحْرَامِ مِنْهُ.
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 محرم 1443 هـ - 31-8-2021 م
التقييم:
رقم الفتوى: 446587
1030
0
السؤال
نحن مجموعة من الشباب، مسافرون إلى مكة -بإذن الله- بهدف العمرة، ولكن مع الإجراءات الجديدة التي تتطلب الحصول على موافقة من مركز العناية بالمعتمرين، سنصل متأخرين، والمركز سيكون مغلقا. هل يجوز الدخول إلى مكة دون إحرام، ونمكث فيها، وفي اليوم التالي ننوي العمرة. وبعد الحصول على الموافقة، نحرم من الميقات، ونبدأ العمرة إن شاء الله؟! الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن تدخلوا مكة بدون إحرام، ما دمتم ذاهبين بنية العمرة، بل يجب عليكم أن تُحرموا من الميقات عند المرور به؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما عين المواقيت: فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ. متفق عليه. ولكن إن دخلتم مكة بدون إحرام مع نية العودة إلى الميقات، ثم عدتم فعلا. فقد ذكر الفقهاء أن حكم الإساءة يرتفع عنكم بالعودة والتوبة. حكم دخول مكة بدون إحرام مع نية العودة إلى الميقات - إسلام ويب - مركز الفتوى. جاء في حاشية الجمل من كتب الشافعية: أَمَّا إذَا جَاوَزَهُ مُرِيدًا الْعَوْدَ إلَيْهِ، أَوْ إلَى مِثْلِ مَسَافَتِهِ قَبْلَ التَّلَبُّسِ، فِي تِلْكَ السَّنَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَأْثَمُ بِالْمُجَاوَزَةِ إنْ عَادَ؛ لِأَنَّ حُكْمَ الْإِسَاءَةِ ارْتَفَعَ بِعَوْدِهِ وَتَوْبَتِهِ، بِخِلَافِ مَا إذَا لَمْ يَعُدْ.