ولا شك أن ابن دقيق العيد قد ارتفع بمنزلة القاضي وحافظ على كرامة منصبه، فتطبيق الأحكام الشرعية هو سبيله إلى العدل دون تفرقة، والالتزام بالحق هو الميزان الذي يستعمله في قضاياه وفتاواه، فحين رأى بعض الناس تستحلّ أموال اليتامى القصّر الذين لا يستطيعون التصرف فيما يرثونه من أموال أنشأ ما يسمى "المودع الحكمي"، وهو شبه في زماننا "الديوان الحسبي" تُحفظ فيه أموال اليتامى الصغار، يقول ابن حجر العسقلاني: "وهو أول من عمل المودع الحكمي، وقرر أن من مات وله وارث إن كان كبيرًا أقبض حصته، وإن كان صغيرًا أحمل المال في المودع، وإن كان للميت وصي خاص ومعه عدول يندبهم القاضي لينضبط أصل المال على كل تقدير". وكان ابن دقيق معنيًا بشئون القضاة الذين يتبعونه في الأقاليم، فيرسل إليهم الرسائل المطولة التي ترسم لهم ما يجب عليهم أن ينتهجوه ويلتزموه في أحكامهم، وكيفية معالجة قضايا الناس، وتضمنت رسائله أيضًا وصاياه لهم بالتزام العدل وتطبيق أحكام الشرع. وفاة الشيخ
يذكر عدد كبير من المؤخرين أن ابن دقيق العيد كان على رأس المائة السابعة الذي حدد للأمة أمر دينها بعلمه الغزير واجتهاده الواسع، وشهد له معاصروه بالسبق والتقدم في العلم، فقد كان ضليعًا في جميع العلوم اللغوية والشرعية والعقلية.
ابن دقيق العيد شرح الأربعين النووية
ملخص المقال
ابندقيق العيد قاضي قضاة المسلمين في العصر المملوكي
قال عنه أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري الحافظ: "لم أرَ مثله فيمن رأيت، ولا حملت عن أجلّ منه فيما رأيتُ ورويتُ، وكان للعلوم جامعًا، وفي فنونها بارعًا، مقدَّمًا في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفردًا بهذا الفن النفيس في زمانه، بصيرًا بذلك، شديد النظر في تلك المسالك.. وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني من السنة والكتاب، مبرزًا في العلوم النقليَّة والعقلية [1]. ابن دقيق العيد.. مولده ومنشؤه
بينما كان العالِم الفقيه علي بن وهب المعروف بمجد الدين القشيري يأخذ طريقه لأداء فريضة الحج في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة 625هـ على ظهر إحدى السفن، وبصحبته زوجته كريمة الشيخ الزاهد الورع مفرح الدماميني أحد كبار متعبدة الصعيد في القرن السابع الهجري، وذلك عن طريق البحر الأحمر الذي كانوا يسمونه في العصر الإسلامي ببحر القلزم، وما أن قاربت السفينة ساحل الينبع حتى حمل البشير إليه نبأ أدخل السرور والبِشْر على قلبه..
وهو أن زوجته قد وضعت غلامًا، فرفع العالِم الفقيه مجد الدين القشيري يده إلى السماء شاكرًا حامدًا نعمة الله عليه I على هذه المنة العظيمة.
ابن دقيق العيد
أحمد تمام
غلاف كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد
لم تكن القاهرة وحدها في العصر المملوكي حاضرة العلم في مصر، ومركز الإشعاع الثقافي وملتقى العلماء والفقهاء، بل نافستها مراكز أخرى في صعيد مصر، امتلأت بالمدارس ودور الحديث، وازدانت بأعلامها من رجال الفقه والحديث واللغة والأدب، وكانت إسنا وقوص وأسيوط وأخميم، وأسوان، ومنفلوط، تموج حركة ونشاطًا، بحلقات العلم التي تحتضنها ساحات المساجد وقاعات المدارس. ويذكر ابن دقماق المؤرخ المصري أنه كان بقوص وحدها ستة عشر مكانًا للتدريس، وبلغ من ازدهار الحركة العلمية بصعيد مصر في تلك الفترة المملوكية أن وضع الأدفوي كتابه المعروف "الطالع السعيد" وخصصه فقط لتراجم نجباء علماء الصعيد. المولد والنشأة
في عرض البحر ولد ابن دقيق العيد، وأبواه متوجهان إلى الحج از لأداء فريضة الحج في (25 من شعبان 625هـ=31 من يونيو 122م)، ولما قدم أبوه مكة حمله، وطاف به البيت، وسأل الله أن يجعله عالمًا عاملاً. ونشأ ابن دقيق العيد في قوص بين أسرة كريمة، تعد من أشرف بيوتات الصعيد وأكرمها حسبًا ونسبًا، وأشهرها علمًا وأدبًا، فأبوه أبو الحسن علي بن وهب عالم جليل، مشهود له بالتقدم في الحديث والفقه والأصول، وعُرف جده لأبيه بالعلم والتقى والورع، وكانت أمه من أصل كريم، وحسبها شرفًا أن أباها هو الإمام تقي الدين بن المفرج الذي شُدّت إليه الرحال، وقصده طلاب العلم.
عقيدة ابن دقيق العيد
ولازم سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبدالسلام حتى وفاته، وأخذ عنه الأصول وفقه الإمام الشافعي، وسمع الحافظ عبدالعظيم المنذري، وعبدالرحمن البغدادي البقال، ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق وسمع بها من الشيخ أحمد عبدالدايم وغيره، ثم اتجه إلى الحجاز ومنه إلى الإسكندرية فحضر مجالس الشيوخ فيهما، وبلغ غايته في شتى أنواع العلوم والمعرفة الإسلامية. وقد جمع بين فقهي الإمامين مالك والشافعي، ومكث بالقاهرة فترة يسيرة، اتجه على إثرها إلى مسقط رأسه قوص، حيث تقلد منصب التدريس بالمدرسة النجيبية، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره، فالتف حوله المريدون. وقد عُرف بغزارة علمه وسعة أفقه، فذاع صيته بين الناس، حتى إن والي قوص أسند إليه منصب القضاء على مذهب الإمام مالك. ثم اتجه بعد ذلك إلى القاهرة، وقام فيها بالتدريس بالمدرسة الفاضلية، والكاملية، والصالحية، والناصرية. قاضي القضاة
حينما توفي قاضي القضاة في مصر، وهو التقي عبدالرحمن بن بنت الأعز في ثامن عشر جمادى الأولى سنة 695هـ، وذلك في عهد السلطان منصور بن لاجين، تقلد ابن دقيق العيد هذا المنصب لمدة سبع سنوات، بلغت فيها شخصيته مكانة مرموقة في الديار المصرية. وكان في قضائه وآرائه وفتواه مثلاً أعلى للصدق والعدالة والنزاهة، لا يخشى في الحق لومة لائم أو بطش سلطان.
ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فحقق المذهبين، وأفتى فيهما، وسمع الحديث من جماعة، وولي قضاء الديار المصرية، ودرَّس بالشافعي ودار الحديث الكاملية وغيرهما. صنف التصانيف المشهورة منها: " الإلمام " في الحديث وشرحه وسماه " الإمام "، وله " الاقتراح " في أصول الدين وعلوم الحديث، و" شرح مختصر ابن الحاجب " في فقه المالكية ولم يكمله، وشرح " عمدة الأحكام " للحافظ عبدالغني ، وله غير ذلك. كان يقول: ما تكلمت بكلمة ولا فعلت فعلاً إلا أعددت له جوابًا بين يدي الله تعالى. ويحكى أن ابن عبد السلام كان يقول: ديار مصر تفتخر برجلين في طرفيها؛ ابن منير بالإسكندرية، وابن دقيق العيد بقُوص. قال السبكي في "الطبقات الكبرى": ولم ندرك أحدًا من مشايخنا يختلفُ في أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على رأس السبعمائة. وقال ابن كثير في "طبقاته": أحد علماء وقته، بل أجلُّهم وأكثرهم علمًا، ودينًا، وورعًا، وتقشفًا، ومداومةً على العلم في ليله ونهاره، مع كبر السِّن والشغل بالحكم. توفي رحمه الله في صفر سنة 702هـ بالقاهرة ودفن بالقرافة. [1] انظر في ترجمته: شذرات الذهب ، لابن العماد الحنبلي، ج/ 8 ص 11، 12، 13. مرحباً بالضيف
أعرب الأمير بدر بن فرحان، مع اختتام أعمال المشاورات، عن اعتزاز السعودية بترأس هذه المشاورات، وتقديرها البالغ للجُهود المُميزة لمنظمة اليُونسكو، مقدماً شكره للإسهامات الكبيرة من الدول الأعضاء، والمنظمات، والمؤسسات الإقليمية والدولية. وأكد الأمير أن المشاورات المثمرة سَعَت إلى البناء على الجُهود السابقة في مجال السياسات الثقافية، واغتنام الفرص الجديدة لتطويرها من منظور عالمي وعابر للقطاعات لتحقيق التكامل المنشُود، وصولاً إلى تعزيز الأدوار التنموية للثقافة وتسخيرها للصالح العام العالمي. كما لفت وزير الثقافة السعودي إلى أن أولويات المنطقة العربية أكدت دمج السياسات الثقافية بالسياسات العامة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وتعزيز التنوع الثقافي عن طريق التطبيق الأمثل للرقمنة، كما أيّـدَتْ ابتكار سياسات لحماية التراث الثقافي وتسخيره للسلام والدبلوماسية الثقافية، ومواصلة تطوير حوكمة القطاع وبنيته التحتية لدعم الاقتصاد الإبداعي، وتعزيز المشاركة الفاعلة للشباب باعتبارها مستهدفاً رئيساً في خُطط بناء المهارات وتنمية القدرات لتطوير ونُمو القطاع الثقافي.
من هو بدر بن عبد الله بن فرحان - موقع محتويات
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر "تويتر" " سيدتي ".
وزير” الثقافة ” : سعدت بارآء المثقفين والكتاب وهي محل اهتمامي – صحيفة خبر اليوم الإلكترونية
أصدر #خادم_الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً، يقضي بتعيين الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزيراً للثقافة في #السعودية. من هو بدر بن عبد الله بن فرحان - موقع محتويات. ويشغل الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود منصب محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وعمل على وضع استراتيجية تطوير المحافظة وفق #رؤية_السعودية 2030، وعيّن فريق عمل رئيسياً للهيئة، كما قام بتطوير اتفاقيتي عمل مع حكومة #فرنسا ومعهد العالم العربي في باريس، وعمل على إطلاق برنامج الابتعاث لتأهيل أبناء وبنات المحافظة، كما طوّر شراكة مع كلية التصاميم في جامعة هارفارد لتحفيز الابتكار والنشر العلمي المختص بتطوير المحافظة. وكان الوزير عضواً بمجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة، وشارك في تطوير استراتيجيات الارتقاء بقطاع الثقافة في المملكة، وإثراء المشهد الثقافي السعودي داخل المملكة وخارجها. ويرأس الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود كذلك مجلس إدارة معهد مسك للفنون، وعمل مع فريق المعهد، تحت مظلة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان "مسك الخيرية"، على تحقيق أهدافها لتمكين الدبلوماسية الثقافية الدولية والتبادل الفني. كما أنه ترأس أيضاً إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق منذ إعادة هيكلتها والانتقال إلى النشاط الإعلامي والمعلوماتي الحديث، وقام ببناء الشراكات وتوقيع الاستحواذات مع عدد من المؤسسات الإقليمية والعالمية.
من بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود ؟ هو أحد الأسئلة التي لا بدّ من الإجابة عنها، فبدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود هو أحد الشخصيات السعودية المهمّة، ومن المعروف وجود الكثير من الشخصيات السعودية من آل سعود، من الوزراء الذي ساهموا في تطوير المملكة ثقافيًّا وحضاريًا واقتصاديًا فمن هو بدر بن عبد الله آل سعود. من بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود
هو بدْر بن عبدِ الله بن محمّد بن فرحَان آلِ سعود المولود في السادس عشر من شهر آب عام 1985م، وهو أول وزير للثقافة في السعودية وهو الوزير الحالي للمملكة العربيّة السعوديّة، كما أنّه المسؤول عن العيدي من المسؤوليات التي ترتبط بشكل مباشر بتنفيذ رؤيو المملكة السعودية للعام 2030 ميلادي، درس الأمير بدر بن عبد الله في جامعة الملك سعود في العاصة السعوديّة الرياض، وتخرّج فيها بدرجة بكالوريوس في القانون.