ويقول ابن جزي:" ﴿مِنْ حَرَجٍ﴾ "أي مشقة، وأصل الحرج الضيق". تفسير ابن جزي. وذكر ابن عطية في بيان مَعْناهُ: "مِن تَضْيِيقٍ، يُرِيدُ: في شِرْعَةِ المِلَّةِ، وذَلِكَ أنَّها حَنِيفِيَّةٌ سَمْحَةٌ". المحرر الوجيز. ويقول القرطبي: "وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدْخُلُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْكَامِ، وَهِيَ مِمَّا خَصَّ الله بِهَا هَذِهِ الْأُمَّةَ. رَوَى مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أُعْطِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ ثَلَاثًا لَمْ يُعْطَهَا إِلَّا نَبِيٌّ: كَانَ يُقَالُ لِلنَّبِيِّ اذْهَبْ فَلَا حَرَجَ عَلَيْكَ، وَقِيلَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ: "وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ". وَالنَّبِيُّ شَهِيدٌ عَلَى أُمَّتِهِ، وَقِيلَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ: "لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ". وَيُقَالُ لِلنَّبِيِّ: سَلْ تُعْطَهُ، وَقِيلَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ:" ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". الجامع لأحكام القرآن. وأخرج البخاري من حديث عروة بن الزبير ، أَنَّ عائشة، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ ، أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ زَادَ إبراهيم بن المنذر.. عَنْ عروة، عَنْ عائشة، قَالَتْ: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ)).
تفسير ابن جزي الغرناطي
ومن الأكيد الثابت أن التقوى والصلاح يجعلان حصيلة المؤمن مثمرة طيبة مباركة، لأنه يضع وصية الله تعالى في الأولين والآخرين نصب عينيه أينما حلّ وارتحل. يقول تعالى: ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله﴾ النساء: 131
وصلى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. الهوامش:
[1] - تفسير ابن كثير، 5 / 388
2 - تفسير الطبري، 7 / 6012
3 - تفسير القرطبي، 12 / 207، عن: صفوة التفاسير: للصابوني، 2 / 304
4 - مفردات ألفاظ القرآن: للراغب الأصفهاني، مادة (زكا)، ص.
تفسير ابن جزي الكلبي
ويأتي نشر هذا الكتاب، ضمن سلسلة دورات علمية تكوينية، تنشرها مؤسسة نور للبحوث والدراسات العلمية تباعا بعد المراجعة والتحكيم، تشجيعا للباحثين الشباب على الإنتاج والإبداع، ومساعدة لهم على نشر مشاركاتهم وبحوثهم، وتعميما لفوائدها العلمية والمنهجية، وتوثيقا لإسهامات المؤسسة في خدمة البحث العلمي وأهله.
ويجوز للتّقيّ العدل الضابط ذي المروءة الإقدام على طلب تحمّل مسؤولية تدبير شؤون الأمة، إن وجد في نفسه ما يؤهله لذلك أكثر من غيره، بقصد إقامة العدل ونشر الخير، وإحقاق الحقّ، كما فعل النبي يوسف عليه السلام، حيث قال للملك، كما يحكي القرآن الكريم عنه ﴿اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾ يوسف: 55. يقول الصابوني: « أي أمين على ما استودعتني، عليم بوجوه التصرف، وإنما طلب منه الولاية رغبة في العدل، وإقامة الحق والإحسان، وليس هو من باب التزكية للنفس، وإنما هو للإشعار بحنكته ودرايته لاستلام وزارة المالية » ( [10]). وإنما أقدم يوسف عليه السلام على هذا الأمر لإدراكه ووعيه بمؤهلاته، وكفاياته في مجال تدبير سني المجاعة التي ستهب على مصر وتبعاتها. لذلك « سألها بالحفظ والعلم، لا بالحسب والجمال... وليوصّل إلى الفقراء حظوظهم لا لحظ نفسه... وصار ذلك مستثنى من قوله تعالى: ﴿فلا تزكوا أنفسكم﴾ » ( [11]). فكما اقتضت مشيئة الله تعالى أن يُلْقى يوسف عليه السلام في الجبّ، ويباع في سوق النّخاسة كما يباع العبيد، ويُنقل للعيش في مملكة الملك عبدا خادما، ومولى تابعا لسيده داخل قصره، اقتضت مشيئته جل وعلا أن يصبح وزيرا قائدا يدبّر شؤون المملكة، بما عُرِف عنه من صلاح وتقوى وسيرة زكيّة، بوّأته هذه المكانة الكبيرة التي حظي بها في هرم الدولة.
إقرأ أيضاً:
فضل قراءة سورة الملك
فضل سورة الواقعة للرزق
ما هي فوائد الحج - موضوع
فوائد أداء فريضة الحج الدنيوية
إضافةً إلى أن أداء الحج يغفر الذنوب، ويطهر القلوب، ويتقرب به العبد إلى ربه؛ فإن فوائد الحج تترك أثراً طيباً في الحياة الدنيا أيضاً، ونذكر منها ما يلي:
تبادل المعرفة والمعلومات بين المسلمين من مختلف دول العالم. تحقيق نوعاً من الرحمة والمودة بين المسلمين. ما هي فوائد الحج - موضوع. تقوية العلاقات بين المسلمين من خلال تفقدهم أحوال بعضهم. تدريب وتعويد النفس البشرية على تحمل الصعاب والمشقة، وذلك عبادةً لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. مقالات مشابهة
فرح القصاص
فرح علي حسن القصاص، مواليد عام 1995، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الترجمة من جامعة الزرقاء الأهلية بتقدير جيد جداً، وتملك خبرة عام ونصف في مجال كتابة المحتوى الابداعي في العديد من المجالات ومنها الإلكترونيات، والهواتف المحمولة، والصحة، والجمال، والسيارات، والعقارات، والطهي، والتغذية، والرياضة والعديد من المواضيع الأخرى، وتعمل في الوقت الحالي كقائدة فريق في قسم المحتوى لدى شركة السوق المفتوح.
فضل سورة الحج - سطور
[٤]
يعادل الجهاد لمن لا يقدر عليه
أفضل الجهاد الحجّ المبرور كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها قالت: (يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقالَتْ عَائِشَةُ فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ). فضل سورة الحج - سطور. [٥]
جزاء الحجّ الجنّة
الحجّ المبرور جزاؤه عند الله -تعالى- الجنّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ). [٦]
سبب لمغفرة الذنوب ونيل رضا الله
الحجّ مُكفِّرٌ للسيئات، ورافعٌ للدراجات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ). [٧] [٨]
سبب في زوال الفقر
إنّ المتابعة بين الحجّ والعمرة سبب من أسباب زوال الفقر ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ).
عن الحسن بن علي عن سورة عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:
«من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم تخرج سنته حتى يخرج إلى بيت اللّه الحرام ، وإن مات في سفره دخل الجنة» قلت: «فإن كان مخالفا ؟ قال: يخفف عنه بعض ما هو فيه» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة أعطي من الحسنات بعدد من حج واعتمر ، فيما مضى وفيما بقي ، ومن كتبها في رق ظبي وجعلها في مركب ، جاءت له الريح من كل جانب وناحية ، وأصيب ذلك المركب من كل جانب وأحيط به وبمن فيه ، وكان هلاكهم وبوارهم ، ولم ينج منهم أحد ، ولا يحل أن يكتب إلا في الظالمين قاطعين السبيل محاربين» «2». وعن الصادق عليه السّلام قال: «من كتبها في رق غزال وجعلها في صحن مركب ، جاءت إليه الريح من كل مكان ، واجتثت المركب ولم يسلم ، وإذا كتبت ثم محيت ورشت في موضع سلطان جائر ، زال ملكه بإذن اللّه تعالى» «3». فضل سورة الحجر. ____________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 137. (2-3) تفسير البرهان ، ج 5 ، ص 258.