فمن ثم قيل: لا يفتى ومالك بالمدينة] اهـ. ونقلها غيره؛ كالإمام الدميري في "النجم الوهاج" (3/ 97-98، ط. المنهاج)، والإمام السفيري في "مجالسه على البخاري" (1/ 150، ط. دار الكتب العلمية). وقد ذكر هذه القصة بسندها الإمام ابن حجر العسقلاني الشافعي، وذلك في معرض تعريفه بيعقوب بن إسحاق، في "لسان الميزان" (8/ 525، ط.
ما قيل في سبب ورود عبارة لا يفتى ومالك في المدينة - إسلام ويب - مركز الفتوى
الاثنين 2 ذو الحجة 1434 هـ - 7 اكتوبر 2013م - العدد 16541
البيت العربي
لا يفتى ومالك في المدينة..
جملة سمعناها كثيرا، واستشهدنا بها كثيرا. ولكن وللأسف فكعادة التراث العربي في مبالغاته التي لايصدقها عقل، ولا يقبلها منطق، يورد قصة عن فقه الإمام مالك رحمه الله. قصة أقل ما يقال عنها إنها استخفاف بالعقول. ورغم تفاهة القصة وسطحيتها إلا أنهم يستخدمونها للدلالة على فقهه في مسألة عصيت على كل الرجال إلا مالكا. ملخص القصة أن امرأة كانت تغسل ميتة فلما مرت على عورتها قذفتها بعرضها، فالتصقت يدها بعورة المرأة. قد يفتى وبالمدينة مالك!. انكشفت حال المرأة وأفتى من أفتى بقطع يد المرأة، ثم عرضت المسألة على مالك فأفتى بحد القذف على المرأة المغسلة "الجلد ثمانون جلدة" ولما أنهى الجلد انفصلت يد المغسلة عن عورة المتوفاة، ولم تنفصل عند الجلدة 79 بل بعد الجلدة 80. القصة من الإسفاف بحيث إن أول الرافضين لها هو الإمام مالك رحمه الله. روج لها الجهلة ومن لم يستطع أن يبلغ منزلة الإمام مالك في فقهه وعلمه. ومع ذلك نقول لا يُفتى ومالك في المدينة. لا يُفتى ومالك في المدينة للأسباب الآتية:
أولها: أن مالك رحمه الله ولد وعاش في المدينة وكانت ولادته عام 93ه.
قد يفتى وبالمدينة مالك!
نعرف المقولة الشهيرة التي أطلقت على الإمام مالك رضي الله عنه: "لا يُفتى ومالك في المدينة"، ولكننا سمعنا أن سبب إطلاقها أن امرأة ماتت، فغسلتها امرأة أخرى، فطعنت في عفاف الميتة، فالتصقت يدها بها، فاحتار الناس في الحكم؛ هل يقطعون يد المرأة القاذفة، أو جسد المرأة الميتة؟ حتى قال مالك: "اجلدوها حد القذف"، بعد أن علم بقصتها، ففعلوا، فانفصلت اليد، فقيلت في حقه هذه المقولة من ساعتها. فما مدى صحة هذا الكلام؟
الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية يشرح القصة كاملة..
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري، ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، ومات سنة تسع وسبعين ومائة وله أربع وثمانون سنة. ما قيل في سبب ورود عبارة لا يفتى ومالك في المدينة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وهو الإمام المجتهد إمام دار الهجرة أحد أئمة المذاهب الأربعة المتبوعة وأحد الأعلام الذي سارت به الركبان، ومناقبه جمة أفردت بالتأليف، وثناء الناس عليه مشهور معروف، أخذ الرواية من تسعمائة شيخ منهم ثلاثمائة من التابعين وستمائة من تابعي التابعين. قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/ 58، ط. مؤسسة الرسالة): [ولم يكن بالمدينة عالمٌ مِن بَعد التابعين يشبه مالكًا في العلم والفقه والجلالة والحفظ، فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب، والفقهاء السبعة، والقاسم، وسالم، وعكرمة، ونافع، وطبقتهم، ثم زيد بن أسلم، وابن شهاب، وأبي الزناد، ويحيى بن سعيد، وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وطبقتهم، فلما تفانوا، اشتهر ذكر مالك بها، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن الماجشون، وسليمان بن بلال، وفليح بن سليمان، والدراوردي، وأقرانهم، فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق، والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى] اهـ.
والثاني: تأويل الأئمة ذلك فيه منهم ابن جريج، وابن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي من غير خلاف عليهم في ذلك؛ لأن من قال: يحتمل أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم عنى بذلك العمري العابد ليس بصحيح؛ لأن الصفة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن أكباد الإبل تضرب إليه في طلب العلم إنما هي موجودة في مالك لا في العمري؛ لأن أكباد الإبل لم تضرب إليه في طلب العلم؛ لأنه إنما كان من شأنه أن يخرج إلى البادية التي لا يحضر أهلها الأمصار لطلب العلم ولا يخرج أهل العلم إليهم، فيعلمهم أمر دينهم ويفقههم فيه ويرغبهم فيما يقربهم من ربهم ويحذرهم مما يبعدهم عنه. وهذا وإن كان فيه من الفضل ما فيه فقد أربى ما وهب الله مالكًا رحمه الله من الفضل فيما انتشر عنه من العلم وإحيائه من الدين بما لا يعلمه إلا الله الذي يؤتي فضله من يشاء وهو ذو الفضل العظيم] اهـ. وقال الشيخ ابن تيمية الحنبلي في "مجموع الفتاوى" (20/ 323، ط. مجمع الملك فهد للطباعة): [وهذا يصدق الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة» فقد روي عن غير واحد كابن جريج وابن عيينة وغيرهما أنهم قالوا: هو مالك.
#أضاعوني_واي_فتى_أضاعوٱ - YouTube
ص358 - كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف - العرجى - المكتبة الشاملة
والله إن من الهوان لشرًا مما أنا فيه. فقلت: وما هو؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك من الناس. فانصرفت عنه أخزى الناس. قال إسحاق المَوْصِلي في خبره: غنيت الرشيد يوماً في عُرض الغناء:
فقال لي: ما كان سبب هذا الشعر حتى قاله العرجي؟
فأخبرته بخبره من أوله إلى أن مات، فرأيته يتغيظ كلما مر منه شيء. فأتبعته بحديث مقتل ابني هشام، فجعل وجهه يسفر وغيظه يسكن. فلما انقضى الحديث، قال لي: يا إسحق! والله لولا ما حدثتني به من فعل الوليد لما تركت أحدًا من أماثل بني مخزوم إلا قتلته بالعرجي. أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا – e3arabi – إي عربي. (الأصفهاني: الأغاني، ج1، ص 399- 404 -طبعة دار الفكر). العَرجي هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفَان.
أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا – E3Arabi – إي عربي
صاحب المقولة حياة العَرجي قصة المقولة وفاته صاحب المقولة عبد الله العَرْجِي بن عُمر بن عمرو بن عُثمان بن عفان القُرشي الأموي؛ أحد الشعراء في العصر الأموي، وذُكر أنَّ له أخاً يُدعَى عَاصِماً، والعَرْجِي لَقبٌ غَلب عليه، نِسبةً إلى ضَيعةٍ له قُرب الطائف يقال لها «العَرْج» كان ينزل بها، وهو قُرشيّ النَّسب، عاش وتوفي في العصر الأموي. وتَذكُر الرّوايات التاريخية أنّه وُلد بمكة المكرمة؛ وتزوَّج من إمرأة تُدعَى" عُثيمةَ بنت بَكير بن عمرو بن عثمان بن عفان"، فأنجبت له أربعة أولاد، هم: عمرو، وعثمان، وعمر، وزيد. وكان الشاعر أشقر اللّون جميل الوجه، من أبناء اليُسْر والغنى والنِّعمَة، إذ كان يسقي إبله في كِساءِ المُخمَل، ثمَّ يغتسل ويَلبس حُلَّتين بخمسمئة دينار، وكان يُعجَب بنفسه، فيقول في شعره: أمشي كما حَرّكت ريحٌ يمانية****** غُصناً من البانِ رطباً طلُّه الدِّيمُ حياة العَرجِي عاش العَرجِي في عصرٍ فقدت فيه الحجاز زعامتها السياسية، وحِيلَ بينه وبين السياسة، فانصرف إلى الإستثمار في الضِياع والأملاك، وفي هذا الوقت ازدهر فن الغزل في الحجاز، فأدلَى الشاعر بدلوه فيه، حتى غلب الغزل على أغراض شعره كلها.
نَحَا وذهَبَ في شِعرهِ مذهب الشّاعر عمر بن أبي ربيعة، وأجاد في ذلك، غير أنّه اختلف عنه في أمور منها: شَغفه بالصَّيد وحِرصهِ عليه، واختلف عنه بِفُتوّتهِ وفروسيته حتى عُدّ من الفرسان. ثُمَّ بعد ذلك اجتَذَبتهُ حروب الخليفة" مَسلمة بن عبد الملك"، بأرض الروم، فارتحل إليه وأبلى في المعارك بلاءً حسناً، وقيل عنه:« إنه كان من أفْرَس الناس، وأرماهم وأَمَرَّهم لِسَهم»، وتَعدَّدت أغراض العَرجي الشعرية، غير أنَّ ما غَلبَ عليها هو الغزل، وبعض الهجاء، وهو أحد شعراء قريش المشهورين في الإسلام، وتَعكس أشعاره صورة الحياة عند نَفرٍ من أبناء قريش المَيسُورين، وكان واحداً من أعمدة الغزل الصَّريح التي سادت الحجاز في العصر الأموي، وله ديوان شعر برواية ابن جنيّ. قصة المقولة تروي الرّوايات التّاريخية، بأنَّ العرجي وهو صاحب القصيدة التي مَطلعها البيت الذي يقول فيه: أضاعوني وأيَّ فتًى أضاعوا ……. ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثـَغْـر قد رَغِب بمنصبٍ سِياسي في خلافة" هشام بن عبد الملك"، وقد تَطلّعت نفسه لولاية مكة المكرمة، وكان محمد بن هشام المخزومي خَال الخليفة يَتلَمّس المنصب نفسه الذي يُريده العَرجي؛ فأسند الخليفة ولاية مكة لِخَالهِ" محمد بن هشام"، ويبدأ الصِّدَام بين العَرجي والمخزومي، ولجأ كلّ واحدٍ لسلاحه.