ونتمنى أن تشاركونا بكافة الأسئلة التعليمية التي تواجهون صعوبة في حلها أسفل المقالة وبالتحديد في التعليقات، ولا ننسى أننا تناولنا الحديث في هذا الموضوع عن سؤال من استهزأ بالقرآن الكريم أو إحدى سوره أو آياته الكريمة ، وهو يمزح فحكم فعله هو بالتفصيل، وشكراً لكم.
حكم الاستهزاء بآيات القرآن الكريم
الاجابة الصحيحة هى من الكبائر الهدامة الغيبة والافتراء، كما وقد حرم الله هاتين الذنبين لأنهما تزرعان العداوة والشر والفتنة بين الناس وتؤديان إلى الهلاك، فالغيبة والقذف عار وخزي، وفاعلهم مكروه ولن يكون له موت نبيل. جواب من استهزأ بالقرآن الكريم أو إحدى سوره أو آياته الكريمة وهو يمزح فحكم فِعله هو كافر بالله سبحانه وتعالى.
2- الإمام النَّووي - رحمه الله - يحكي الإجماعَ صراحةً بقوله: «وأجمعوا على أنَّ مَنْ استخفَّ بالقرآن، أو بشيء منه... كَفَر»[4]. 3- القاضي ابن فَرْحون المالكي - رحمه الله - يحكي إجماع أهل العلم على كفر من استخفَّ بالقرآن، قائلاً: «ومَنْ استخفَّ بالقرآن، أو بشيء منه، أو جَحَده، أو حرفاً منه، أو كذَّب بشيء منه، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أو شكَّ في شيء من ذلك، فهو كافر بإجماع أهل العلم»[5]. حكم الاستهزاء بآيات القرآن الكريم. 4- الإمام الشَّافعي - رحمه الله - حيث قال: «... مَنْ ذَكَرَ كتابَ الله، أو محمداً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو دِينَ الله بما لا ينبغي... فقد نقض عهده، وأُحِلَّ دمُه، وبرئت منه ذمَّةُ الله عزَّ وجلَّ وذمَّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»[6]. وكذلك نُقِلَ عن الشَّافعي أنه سئل عمَّن هزل بشيء من آيات الله، أنه قال: هذا كافر، واستدلَّ بقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65-66][7]. 5- شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث قال: «وليس لأحد استعمال القرآن لغير ما أنزل الله له... ثمَّ إنْ أخرجه مخرج الاستخفاف بالقرآن، والاستهزاء به، كَفَر صاحبه»[8].
أما آية آل عمران فلم يتقدم عليها ما تقدم آية الأنفال من وعود، فوردت الصفتان "العزيز الحكيم" خاليتين من التأكيد؛ لعدم ذكر ما يستدعيه. والله أعلم بمراده. طمأنة المسلمين
السؤال: ما سر عطف الفعل "ولتطمئن" على الاسم "إلا بشرى" وكان الظاهر أن يقال: "إلا بشرى لكم واطمئناناً"، أو يقال: "إلا ليبشركم ولتطمئن بكم قلوبكم"، بعطف الاسم على الاسم أو الفعل على الفعل، فلم عدل عنه إلى عطف الفعل على الاسم؟ الجواب: يمكن أن يجاب عنه بأن في ذكر الإمداد الإلهي للمسلمين يوم بدر مقصودين، أحدهما أقوى من الآخر، فأولهما: إدخال السرور في قلوبهم، وهو المراد بقوله تعالى: "إلا بشرى". وثانيهما: حصول الطمأنينة على أن إعانة الله ونصرته معهم فلا يجبنوا عن مواجهة عدوهم، وهذا هو المقصود الأعلى، ففرق بين الصياغتين تنبيهاً على حصول التفاوت بين هذين المقصودين، فكونه بشرى مطلوب، ولكن المطلوب الأقوى حصول الطمأنينة، فلهذا أدخل حرف التعليل (اللام) على فعل الطمأنينة (لتطمئن). والله أعلم. وما النصر الا من عند الله. السؤال: ما علة ختم الآية بقوله تعالى: "وما النصر إلا من عند الله"؟ الجواب: لإرجاع الفضل في النصر إلى الله تعالى وحده يوم بدر بدلالة نسبة فعل النصر إليه تعالى، والجملة الحالية: "وأنتم أذلة"، وللتنبيه أيضاً على أن يكون توكل المؤمنين على الله تعالى لا على مدده من الملائكة، وهذا إشارة إلى أن إيمان العبد لا يكمل إلا عند الإعراض عن الأسباب والإقبال بالكلية على مسبب الأسباب.
فصل: إعراب الآية رقم (128):|نداء الإيمان
نعم هذه هي القاعدة التي يجب على المؤمنين أن يدركوها، وأن يتيقنوها "وما النصر إلا من عند الله"، فلا العدد ولا العدة ولا حسن التخطيط والتنظيم – على الرغم من أهميتها كما قرر القرآن ذاته- تغني وتنصر إن لم ينصر الله عز وجل. وقد عرف تلك الحقيقة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه، فقام ليلة بدر يتضرع إلى من بيده النصر حتى سقط رداءه عن منكبيه، وأشفق عليه أصاحبه، فنزل النصر. وعرف تلك الحقيقة الملك المظفر قطز، فأخذ يمرغ وجهه في التراب ذلاً لمن بيده النصر، فأنزل الله عليه النصر وهزم التتار…
هل يتخلف النصر عن المؤمنين بعد الأخذ بالأسباب وتوفير الشروط؟:
يجب أن نشير بداية إلى أنه كما أن الصراع بين الحق والباطل سنة ماضية منذ أن خلق الله آدم، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كذلك فإن انتصار الحق على الباطل سُنَّة ثابتة وماضية أيضا، لا تتحول ولا تتبدل ولا تتغير، وهو أمر قد أوجبه الله على نفسه، كما قال سبحانه: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)الروم 47، وقوله أيضا: { كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ}يونس 103. وما النصر إلا من عند الله – تجمع دعاة الشام. لكن قد يقع لبس عند كثير من الناس في مفهوم الانتصار، فيقصره بعضهم على بعض صوره الظاهرة فقط، دون سواها، فكان لابد من بيان المفهوم الصحيح للانتصار، وهو أن النصر له صور كثيرة، منها ما هو ظاهر مقرون بالتمكين الحسي، كإهلاك المجرمين، وإنجاء الرسل من بعدهم، ومنها ما هو خفي غير ظاهر، مقرون بالتمكين المعنوي، كالذي ينتهي بمقتل الرسول، أو الداعي، أو قهره، وانتصار المجرمين في الظاهر.
الإعراب: (بلى) حرف جواب إيجاب السؤال المنفيّ: ألن يكفيكم.. (إن) حرف شرط جازم (تصبروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل الواو عاطفة (تتّقوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه الواو عاطفة (يأتوا) مثل تصبروا ومعطوف عليه و(كم) ضمير مفعول به (من فور) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جر نعت لفور أو عطف بيان له (يمدد) مضارع مجزوم جواب الشرط و(كم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و(كم) مضاف إليه (بخمسة آلاف من الملائكة) مثلها في الآية السابقة (مسوّمين) حال منصوبة من الملائكة، وعلامة النصب الياء. جملة: (إن تصبروا.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تتقوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة تصبروا. وجملة: (يأتوكم... وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. وجملة: (يمددكم ربّكم) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. الصرف: (الفور)، مصدر سماعيّ لفعل فار يفور باب نصر بمعنى أسرع وعجل ومنه فارت القدر أي اشتدّ غليانها وسارع ما فيها إلى الخروج.. أو هو اسم بمعنى الوقت الآنيّ أو الحال التي لا بطء فيها، وزنه فعل بفتح فسكون. (مسوّمين)، جمع مسوّم- بكسر الواو- اسم فاعل من سوّم الرباعيّ المشدّد العين، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
وما النصر إلا من عند الله – تجمع دعاة الشام
والمصدر المؤوّل (أن يتوب... ) في محلّ رفع معطوف على شيء والتقدير: ليس شيء من أجلهم منك أو توبة عليهم من اللّه. جملة: (ليس لك من الأمر شيء) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يتوب... وجملة: (يعذّبهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوب. وجملة: (إنّهم ظالمون) لا محلّ لها تعليليّة. الفوائد: 1- قوله تعالى: (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) منصوب بأن مضمرة جوازا بعد (أو) وقد اختصت (أن) من بين نواصب الفعل المضارع بأنها تنصب ظاهرة ومضمرة ونصبها مضمرة على وجهين (جائز وواجب) فأما الجائز فهو في ست مواضع أو بعد ستة أحرف، الأول لام كى وهي لام التعليل، والثاني لام العاقبة التي يكون ما بعدها علة لما قبلها، وتسمى لام الصيرورة ولام النتيجة، والثالث والرابع والخامس والسادس هي الواو والفاء وثمّ وأو العاطفات وشرط نصبه بعدهن بأن مضمرة: إذا لزم عطفه على اسم محض أي جامد غير مشتق. وأما كونها مضمرة وجوبا فهو بعد خمسة أحرف: الأول: لام الجحود وسماها بعضهم لام النفي. فصل: إعراب الآية رقم (128):|نداء الإيمان. والثاني فاء السببية. والثالث واو المعية. والرابع: حتى الجارة التي بمعنى إلى أو لام التعليل. الخامس أو التي يصح في موضعها (إلى أو إلّا) كقول الشاعر: لاستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى ** فما انقادت الآمال إلا لصابر وكان بودّي أن استشهد لكل موضع من مواضع الجواز والوجوب لولا أن ذلك قد يخرجنا عن القصد والاعتدال فيما نحن بصدده.. إعراب الآية رقم (129): {وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)}.
وما النّصرُ إلّا من عند الله
ها قد وضعت المعركة أوزارهــا، في غزّة هاشم، ولقّنت غزّة العزّة وأهلها العدوّ الغاصب المحتلّ، درسًا جديدًا في إرادة الشعوب التي لا تُقهَر، فآلـــة العدوّ الصهيونيّ الحديثة، وصواريخه وطائراتــه، لم تستطع أن تفتّ في عضُد المقاومة الباسلة. الإخوة المنتصرون في غزّة، يتشبثون بالحياة، كما يحبّون الشهادة في سبيل الله والوطن، صحيحٌ أنّ العدوّ خلّف بغاراته دمارًا هائلًا للمباني، والعمارات، والمقرّات، لكنّه لم يستطع أن يُطفئ جذوة المقاومة للاحتلال، ولم يستطع أن يُنسيَ الأجيال المتعاقبة، عدالة قضيّتهم، ودفاعهم عن أقصاهم، وقدسهم، التي هي عاصمة دولتهم فلسطين الحبيبة. وما النصر الا من عند ه. ولقد صدق الله وعده إذ قال تعالى:" إن ينصركم الله فلا غالب لكم " وقال تعالى:" كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" ولقد صبر أبناء غزّة، ومعهم أبناء الضفّة الغربيّة، وإخوانهم من عرب الـ 48، داخل ما يُسمّى بالخطّ الأخضر، صبروا فكان جزاؤهم النّصر المؤزّر، الذي أشعر العدوّ بالذلّ والمهانة. مدينة غزّة التي لا تتجاوز مساحتها 2 كم مربع، وعدد سكانها 645000 نسمة، ومع ذلك استطاعت أن تنتصر على أعتى قوة في الأرض بطائراته وترسانته العسكريّة الضخمة والمتطوّرة.
وما النصر إلا من عند الله | موقع نصرة محمد رسول الله
والعهن: هو الصوف المصبوغ الملون. (46) الأثر: 7790- "أحمد بن يحيى الصوفي" روى عن محمد بن بشر ، ومحمد بن عبيد وزيد بن الحباب ، وكتب عنه أبو حاتم ، وقال: "ثقة" ، وروى عنه أبو عوانة الكوفي. مترجم في ابن أبي حاتم 1 / 1 / 81. و "عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي". روى عن أبيه. روى عنه البخاري في الأدب ، وأبو كريب. قال أبو حاتم: "واهن الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ". وما النصر إلا من عند الله | موقع نصرة محمد رسول الله. (47) هو أسيد بن عنقاء الفزاري. (48) سلف تخريجه وشرحه في 5: 594 ، 595. (49) انظر تفسيره "السيما" فيما سلف 5: 594. (50) انظر تفسير "سوم" فيما سلف 5: 251 - 257.
=وأما الذين قالوا: كان ذلك يوم بدر بسبب كُرْز بن جابر، فإن بعضهم قالوا: لم يأت كرزٌ وأصحابُه إخوانَهم من المشركين مددًا لهم ببدر، ولم يمد الله المؤمنين بملائكته، لأن الله عز وجل إنما وعدهم أن يمدهم بملائكته إن أتاهم كرز ومدد المشركين من فورهم، ولم يأتهم المددُ. * * * =وأما الذين قالوا: إنّ الله تعالى ذكره أمد المسلمين بالملائكة يوم بدر، فإنهم اعتلوا بقول الله عز وجل: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [سورة الأنفال: 9] ، قال: فالألف منهم قد أتاهم مددًا. وإنما الوعد الذي كانت فيه الشروط، فما زاد على الألف، (39) فأما الألف فقد كانوا أمدُّوا به، لأن الله عز وجل كان قد وعدهم ذلك، ولن يُخلف الله وعده. * * * قال أبو جعفر: واختلف القرأة في قراءة قوله: " مسوّمين ". فقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة والكوفة: ( مُسَوَّمِينَ) بفتح " الواو " ، بمعنى أن الله سوَّمها. * * * وقرأ ذلك بعض قرأة أهل الكوفة والبصرة: ( مُسَوِّمِينَ) بكسر " الواو " ، بمعنى أن الملائكة سوَّمتْ لنفسها. * * * قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ بكسر " الواو " ، لتظاهرُ الأخبار عن [أصحاب] رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل التأويل منهم ومن التابعين بعدهم (40) بأن الملائكة هي التي سوَّمت أنفسها، من غير إضافة تسويمها إلى الله عز وجل، أو إلى غيره من خلقه.